واشنطن تخفض منسوب تهديداتها بعد الرد الايراني وسط توعد عراقي بتدفيعها الثمن

691
المشهد اليمني الأول/

سخونة المشهد الإقليمي، بدت تتراجع من طرف واحد، سيما بعد اعلان ترامب مساء اليوم الاربعاء إن الولايات المتحدة قد تفرض اجراءات حظر اقتصادية اضافية على ايران زاعماً أن الولايات المتحدة تريد السلام وهي جاهزة للسلام.

وأدلى الرئيس الامريكي دونالد ترامب مساء اليوم ببيان حول الهجمات الصاروخية التي شنتها ايران فجر الاربعاء 8/1/2020 على القاعدة العسكرية الأمريكية في العراق “عين الأسد”، وذلك ردا على عملية اغتيال الشهيد الفريق قاسم سليماني ورفاقه من قبل القوات الأمريكية الاسبوع الماضي.

وزعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال البيان الذي ألقاه بأنه لم يصب اي اميركي في الهجوم الصاروخي الايراني على القاعدة العسكرية الأمريكية في العراق “عين الأسد” مضيفا لم نتكبد الا خسائر طفيفة في الهجوم الصاروخي الايراني.

وكرر ترامب تخرصاته حيث قال إن ايران تريد الحصول على السلاح النووي ولن نسمح لها بالحصول عليه و أن على ايران التخلي عن طموحاتها النووية على حد تعبيره.

وبالنسبة لاستهداف الشهيد الفريق قاسم سليماني ادعى الرئيس الأمريكي أن الشهيد سليماني كان يخطط لاستهداف اهداف اميركية.

وقال ترامب أن على ايران التخلي عن طموحاتها النووية مضيفا أن على الدول الاعضاء في الاتفاق النووي مع ايران التخلي عنه.

وتابع ترامب أنه سيطلب من الناتو ان ينهمك اكثر في عملية الشرق الاوسط.

وتأتي تصريحات دونالد ترامب في وقت سجلت فيه الساعات الماضية مزيداً من الإصرار العراقي على المضي في خطوات تلقين الولايات المتحدة ثمن جريمتها النكراء.

رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، شدد على ضرورة أن يفهم الجميع أن العراق ليس لديه أي نوايا عدوانية ضد أي كان، وأن بلاده تسعى إلى إدامة العلاقات الإيجابية مع الجميع، وقال في جلسة الحكومة العادية: «نتلقى يومياً عشرات الاتصالات من زعماء الدول، يسألوننا عن موقف الحكومة العراقية وعندما نسألهم ما رؤيتكم وخططكم يجيبوننا بأنهم أيضاً لا يملكون أي رؤية، لذا دعونا نتشاور».

وطالب عبد المهدي الجانب الأميركي برسالة توضيحية رسمية لاطلاع الشعب العراقي على ما يحدث وعدم استغلال المنصة الإعلامية للمهاترات، وقال: «علينا أن نبين للشعب ما يحدث وأين الصدق من الكذب».

مواقف عبد المهدي ترافقت مع الإعلان عن تشكيل «جبهة مقاومة» ضد أميركا دعت إليها فصائل من «الحشد الشعبي» لمواجهة «الحرب ضد المقاومة».

وأعلن المتحدث الرسمي باسم حركة النجباء العراقية نصر الشمري أنه «من الأجدر بنا أن نكون كفصائل مقاومة كيانًا واحدًا للتعامل مع واشنطن التي تصنفنا في الخانة ذاتها»، مبيناً أن «العدوان الأميركي على الحشد الشعبي، كان ساعة الصفر لبدء الحرب على المقاومة».

وقال: «سنخوض حرباً ضد الوجود العسكري الأميركي في كل نقطة بالمنطقة نستطيع الوصول إليها، ونحن مستعدون لقتال الولايات المتحدة، واستشهاد البعض منّا لن يغير شيئاً في المعادلة».

من جانبه توعد أمين عام حركة النجباء العراقية “أكرم الكعبي”، الولايات المتحدة الأمريكية برد قاسي على إغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني .

وأكد الكعبي في تصريح له: على ضرورة خروج القوات العسكرية الأمريكية بشكل فوري من العراق، متوعداً إياها برد مدروس وقاسي ومنسق في جميع انحاء امبراطورية المقاومة.

وأعرب أمين عام النجباء عن تعازيه في مقتل القائد الإيراني قاسم سليماني، وقال: “استشهاد القائد الاسلامي الغيور، قائد محور المقاومة كافة، قد احزن قلوب المدافعين عن المظلومين في العالم والاحرار المقارعين للاستكبار ولكننا أصبحنا اكثر وعيا واشد قوة.”

وأكد الكعبي على أن “الشهيد الحاج قاسم سليماني لم يكن طريقا كي ينسد بعد استشهاده، وانما كان نهجا وخطابا ينتقل صدرا عن صدر حتى تحرير بيت المقدس.”

وأشار: “لا يوجد إلا خياران أمام شعوب العالم: إما المقاومة أو الذل! نحن اخترنا المقاومة وفي هذا الطريق، ستكون الشهادة مصيرُ افضل رجال الله.”

وشدد أمين عام حركة النجباء على أن: الولايات المتحدة إرتكبت خطأً إستراتيجياُ سيُعجِّل في تحقيق الوعد الالهي.، وأن الرد الآتي على هذا الخطأ سيكون مادة دراسية في كتب الامريكيين ليدرسوه جيدا.”

ودعا الولايات المتحدة إلى دراسة تاريخ منطقة غرب آسيا قائلاً: “أن “هذه المنطقة لم تعد ارضا للتنازل لصالحكم. اليوم تغيرت المعادلات العالمية ونحن نشهد قدرة المقاومة في النظم العالمي الجديد.”

وأردف: إن “الشرق الاوسط اليوم أصبح ساحة لإمبراطورية المقاومة وعاصمتها هي الجمهورية الاسلامية؛ وأن الرد على العملية الارهابية التي نفذتها اميركا في مطار بغداد سيكون ردا مدروسا وقاسيا ومنسقا في جميع انحاء هذه الامبراطورية.”

وحذر القائد العراقي القوات الأمريكية “المارينز” مصرحاً: “على هذه القوات أن ترجع الى اوكارها فورا لتصنع النعوش لأن “افواج المقاومة الدولية” تشكلت بغية تنفيذ الرد القاسي والمدروس على القوات الارهابية الامريكية“.

وأوصى الكعبي، الرئيس الامريكي “بإعادة النظر في توصيفاته عن حامل لواء محور المقاومة وأقول له أن ينظر الى الخرائط العسكرية قبل التفوه باي هراء، وأن لا ينسى أن العمق الاستراتيجي لمحور المقاومة يفوق العمق الاستراتيجي للكيان الصهيوني ۱۲۸ مرة.”

وأكد على التطور التقني والتكتيكي واللوجستي للمقاومة في ميدان المعارك، مبينا: إن بارودنا اليوم لم يعد طلقات فقط، وانما تجهزت فصائل المقاومة بأحدث الصواريخ الذكية القادرة على انهاء حضوركم المشؤوم في غرب آسيا والقضاء على حياة الكيان الصهيوني المزيف خلال ساعة واحدة فقط.

وصرح الامين العام لحركة النجباء، أنه “لا توجد حاجة الى تخيل اليوم الذي يزول فيه هذا الكيان الغاصب، لأننا نشرنا قبل سنوات صور صحراء “أتاكاما” بين المستوطنين الصهاينة واليوم بعد استشهاد الحاج قاسم سليماني أصبحنا أقرب الى القدس الحبيبة.”

وتوعد: “قسما برب السماوات والارضين… أن الصبر الاستراتيجي للنجباء وجميع فصائل المقاومة سينتهي بإشارة وفي تلك اللحظة لا تستطيعون حتى التفكير بالرد على ذلك.”