المشهد اليمني الأول/
قال تقرير لصحيفة “ناشيونال إنترست” الأمريكية إن المملكة العربية السعودية أشعلت الحرب في اليمن للبحث عن بديل لمضيق هرمز لتصدير النفط في ظل التوترات مع إيران، لكن هذه الحرب خلقت من غير قصد تهديدا أمنيا جديدا للمنشآت النفطية السعودية.
وكتبت آشر أوركابي تقريرا للصحيفة الأمريكية قالت فيه: كانت حرب المملكة العربية السعودية في اليمن مدفوعة بمخاوف إمدادات النفط وتسليمه، فبفعل التوترات الإقليمية مع إيران أصبح النظر إلى مضيق هرمز باعتباره غير موثوق به لـ 30 في المائة من إمدادات النفط في العالم، وظهرت موانئ الشحن العابرة وخطوط الأنابيب كمكون حيوي في الاستقرار الاقتصادي المستقبلي للملك.
وأوضح التقرير أن البديل الذي تنظر إليه السعودية لإمدادات النفط بعيدا عن مضيف هرمز، هو أن تمد خط أنابيب عبر محافظة المهرة، ولذلك اعتبرت الأحداث التي شهدتها اليمن عام 2014م فرصة فريدة لدعم حكومة يمنية توافق على تأجير الأرض اللازمة لمد خط الأنابيب هذا إلى ميناء نشطون.
وبين التقرير أن الحرب في اليمن وإن كانت لم تستمر كما هو خطط لها منذ البداية، إلا أن عبدربه منصور هادي يظل في الرياض وقراره السياسي مرتهن للسعودية، مما يعني أنه لن يكون في أي مكان لمواجهة خطط إنشاء خط أنابيب وميناء سعوديين في اليمن.
ونوه التقرير إلى أن السفير السعودي في اليمن، محمد آل جابر، زار محافظة المهرة في يونيو 2018 بصفته المشرف العام على برنامج إعادة الإعمار السعودي في اليمن، بعد دراسات الجدوى التي أجرتها شركة أرامكو السعودية. وعلى الرغم من أن المهرة منطقة ذات كثافة سكانية منخفضة نسبياً، إلا أنها لا تزال تشكل تهديداً محتملاً لخط أنابيب النفط المخطط لانشاءه قبل المملكة العربية السعودية.
وبحسب التقرير فإن هجوم أيلول / سبتمبر على منشآت إنتاج النفط، يشير إلى أنه وإن أصبح خط الأنبوب النفطي في محافظة المهرة حقيقة، فإنه سيكون عرضة للتهديد بهجمات الطائرات بدون طيار على مسافات مئات الأميال كما أن السعودية ستتكلف مدفوعات الإيجار، في شكل رشاوى لزعماء القبائل المحليين، باهظة التكلفة، وكذلك الأمر بالنسبة لأنظمة مراقبة المجال الجوي المحيط بخط الأنابيب.
“الحوثيون قادرون على تعطيل امدادات النفط العالمية”
وأضاف التقرير: المفارقة في الحملة العسكرية السعودية في اليمن هي أنه بدلاً من تعزيز أمن النفط، فقد ولدت مناهضاً جديداً عنيداً تمثل في حركة أنصار الله الحوثيين.
وأشار التقرير إلى أن هجمات “الحوثيين” على مصفاتي بقيق وخريص التابعتين لأرامكو شرقي السعودية شهر سبتمبر الماضي، تأكيد على هذا التهديد، وعلى أن قوات الحوثيين قادرة على ضرب الأراضي السعودية وتعطيل إمدادات النفط العالمية، وتكلفة الملكية السعودية مليارات الدولارات من الأضرار وخسائر الإيرادات.
وأردف: بينما تواصل الحكومة ووسائل الإعلام توجيه أصابع الاتهام والتخمين بشأن المتورط النهائي في الهجمات، السؤال الحقيقي الذي يُطرح هو: لماذا كانت وزارة النفط السعودية غير مهيأة ومتفاجئة من هذا الهجوم؟
ونوه إلى أن رجال القبائل الحوثيين شكلوا منذ 2009 تهديداً على الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية، حيث تسللوا إلى الأرض عبر منطقة صحراوية يسهل اختراقها واخترقوا المجال الجوي السعودي بصواريخ سكود وطائرات بدون طيار.
وأكد التقرير أن الهجوم على منشآت نفط بقيق لم يكن الأول وبالتأكيد لن يكون آخر دليل على ضعف المملكة العربية السعودية.