المشهد اليمني الأول/
في مثل هذا اليوم قبل أربع سنوات بكى بن زايد على جنوده الذي قُتلوا في ضربة توشكا الصاروخية التي أطلقها الجيش واللجان الشعبية، والتي استهدفت معسكراً من أكبر معسكرات قوات التحالف السعودي الإماراتي والفصائل المسلحة الموالية لهم في منطقة صافر بمحافظة مأرب شمال اليمن، وكان ذلك بعد مرور خمسة أشهر على إعلان العدوان على اليمن، والتي نتج عنها “189” قتيلا، بينهم 67 إماراتيا، و42 سعوديا و16 بحرينياً، و12 أردنياً، بالإضافة إلى 52 مرتزقا،باعتراف رسمي، ووفقاً لمعلومات استخباراتية آنذاك.
كما دمرت تلك الضربة عدداً من العربات الحاملة صواريخ من نوع مانستير، وناقلات إسعاف، وطائرتين أباتشي، وقاطرات وقود، وعددا من طائرات الاستطلاع، إضافةً إلى إحراق العشرات من الآليات العسكرية ما بين دبابة ومدرعة، وكان هذا الأمر هو الذي وضع قوات التحالف أمام حتمية الاختيار، إما التراجع عن المضي في الحرب، أو المضي فيها وتقبل أي خسائر جديدة من هذا النوع.
الهجوم نفسه؛ أجبر الإمارات على تنكيس أعلامها لمدة ثلاثة أيام، فضلاً عن ملاقاته صدىً واسعاً على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، كما حظي باهتمامات وسائل الإعلام العربية والدولية التي تناولته وكيف أنه حصد أرواح المئات من جنود قوات التحالف وأحرق ودمر مخازن الأسلحة والعتاد العسكري، كما سارعت تلك الوسائل لنشر ما حدث، ووصول جثامين الجنود الإماراتيين القتلى إلى مطار أبو ظبي ومشاهد العويل لعدد من أسر الضحايا.
بعد ذلك شهد التواجد العسكري لدول التحالف تحولاً لافتاً حيث انكفأت القوات السعودية والإماراتية وفضّلت التواجد بأعداد قليلة في مراكز القيادة كما لجأت الإمارات لاستقدام 1800 من عناصر شركة “بلاك ووتر” الأمريكية معظمهم من كولومبيا.
ووصفت عدد من التقارير العملية بأن ضربة صاروخ توشكا الى صافر؛ أنجح عملية للقوة الصاروخية، غير أنها مثلت البداية فقط لعشرات العمليات الدقيقة للقوة الصاروخية والتي لاتزال تنكل بقوات تحالف العدوان في الجبهات الداخلية والحدود حتى اليوم وهي غالبا ما تكون موثقة بكاميرا الإعلام الحربي.
واليوم وبعد مرور أربع سنوات لا زالت ذكرى هجوم صافر الذي تسبب في نشوب خلافات كبيرة بين قوات التحالف ومرتزقتها، تخيم على عدد من عوائل ضحايا الجنود، لكنها نموذج مصغر لما يمكن أن يحدث لمئات الأسر الإماراتية حال لم تبادر بالضغط على أبناء زايد لعودة أبناءها من كل الأراضي اليمنية.