المشهد اليمني الأول/
موقع مجلة “فورين بوليسي” مقالا تحت عنوان “محمد بن سلمان يدفع المسلمين التوقف عن زيارة مكة”، أكد فيه إن السياسة العدوانية التي يمارسها ولي العهد السعودي واحتقاره لحقوق الإنسان دفعت العلماء المسلمين والحجاج الإمتناع عن أداء الحج. وقال في بداية مقالته إن ولي العهد السعودي حاول تقديم السعودية من خلال رؤية إيجابية وإخفاء السياسات العدوانية المحلية والخارجية عبر القيام بإصلاحات ليبرالية إلا أنها لم تكن كافية لإسكات من يحاولون تسليط الضوء على سياساته وانتهاكاته لحقوق الإنسان. ويقول إن زيادة عدد القتلى بين المدنيين في اليمن والقتل البشع للصحافي جمال خاشقجي في قنصلية السعودية باسطنبول والموقف العدواني من إيران جعلت من دول سنية متحالفة مع السعودية لإعادة التفكير في دعمها الثابت لها.
وأشار المقال إلى دعوة مفتي ليبيا صادق الغرياني، في نهاية نيسان (إبريل) المسلمين مقاطعة الحج وذهب بعيدا عندما قال إن أي شخص يقوم بالحج مرة ثانية “يرتكب إثما وليس عملا صالحا”. والدافع للدعوة هو أن دعم الإقتصاد السعودية من خلال الحج يساعد على زيادة صفقات شراء السلاح والهجمات المباشرة على اليمن، وبطريقة غير مباشرة على السودان وليبيا وسوريا وتونس والجزائر. وقال الغرياني أن الإستثمار في الحج “يساعد حكام السعودية على ارتكاب جرائم ضد إخواننا المسلمين”.
ويقول المقال أنه في كل الشرق الأوسط والدول ذات الغالبية المسلمة هناك قلق متزايد من جريمة قتل خاشقجي وزيادة الضحايا في اليمن، حيث يتوقع زيادة عددهم إلى 230.000 بحلول عام 2020. كل هذا نتيجة للغارات العشوائية التي لا تميز وشنها طيران التحالف بقيادة السعودية. واستهدف المدارس والأسواق والمدارس وبيوت العزاء وحافلات التلاميذ والأعراس ووصفت الحرب بأنها “أكبر كارثة من صنع البشر”. ويقول إن نهج السعودية العدواني تجاه اليمن عزلها في داخل التحالف بدرجة عبرت فيه الإمارات عن ضيق من النهج السعودي. وأدت الجرائم السعودية المستمرة للشجب الدولي ودعوات داخل الكونغرس لحظر بيع السلاح للسعودية فيما حظرت ألمانيا تصدير السلاح منذ تشرين الأول (أكتوبر) العام الماضي. وتحركت كل من إيطاليا وسويسرا وأوقفتا بيع السلاح إلى الرياض. وفي لندن أصدرت محكمة قرارا اتهمت فيه الحكومة بالتصرف غير القانوني في صفقات السلاح إلى المملكة.
ويرى الكاتب أنه في حالة استمرت هذه الموجة فسيكون موقع السعودي الروحي في العالم الإسلامي في خطر وقد تتضرر اقتصاديا. ويعتبر الحج مهما للإقتصاد السعودي حيث تجني منه كل عام 12 مليار دولار، وهو ما يشكل نسبة 20% من الناتج القومي العام في القطاع غير النفطي. ومن المتوقع أن يصل إلى 150 مليار دولار بحلول عام 2022، بناء على الإستثمارات التي تقوم بها الحكومة في الفنادق الفارهة. ويعلق الكاتب أن استثمارات كهذه أدت لزيادة الأرباح ومنع الكثير من الفقراء المسلمين عن الذهاب للحج بسبب كلفة الرحلة. وليست هذه هي المرة الأولى الي يتم فيها الدعوة للمقاطعة أو تسيس فيها رحلة الحج.
ففي السنوات الماضية منعت السعودية الحجاج من قطر وإيران من أداء المناسك بسبب التوتر السياسي. كما وأساء السعوديون استخدام حرمة مكة ونشر أيديولوجيتهم السياسية.. وفي محاولة لاستعراض قوتها وحرف الإنتباه عن الحرب في اليمن وجريمة مقتل جمال خاشقجي والتركيز على إيران، نظمت السعودية في نهاية أيار (مايو) ثلاث قمم عربية وإسلامية وخليجية في مكة.
وقال الكاتب أن العراق عارض البيان الختامي للقمة العربية الذي دعا لاستخدام كل الوسائل منع إيران من التدخل بالمنطقة ودعم الميليشيات وتهديد الملاحة في منطقة الخليج الفارسی. ويقول إن تزايد القتلى في اليمن والدعوات لمقاطعة السعودية اقتصاديا ودينيا وسياسيا وليس بيع السلاح تجد الرياض نفسها بدون أصدقاء في الغرب. وفي الوقت نفسه بدأت علاقاتها مع حلفائها في المنطقة بالتصدع. ولو لم ينجح ترامب بالوصول مرة ثانية إلى البيت الأبيض فستجد الرياض نفسها بعدد قليل من الأصدقاء على المسرح الدولي وسيتأثر بالضرورة موقعها كقائدة في العالم العربي والإسلامي.