المشهد اليمني الأول/

فقط 48 ساعة كانت كافية لإستيعاب الكيان الصهيوني أن مزيداً من الحماقة في غزة ستدخله في ورطة هو في غنى عنها “يهودي حاذق”.. أما الكيان السعودي والكيان الإماراتي مستمرين بحماقة التورط بالعدوان على اليمن “كبر وغرور وغباء وبول بعير.. إلخ”.

وإستمرار ورطة الصهاينة في غزة كانت ستكلفها خسائر إستراتيجية بل وجودية، فالإستمرار يعني رحيل عشرات الآلاف من المستوطنين من أرض اللبن والعسل الموعودة، وهذا أمر سيكلف الصهاينة عقود من الزمن لإعادة تجميع اليهود الفارين من جحيم صواريخ المقاومات، هذا الأمر الإستراتيجي الذي لا يستوعبه البعض الغير مدرك والبعض الغبي والمتغابي بأن المقاومة تسببت بتدمير غزة وأن صواريخها عبثية وغير مجدية.

لذلك من شروط أي حرب إسرائيلية دائماً وأبداً قديماً وحديثاً أن تكون “حرباً خاطفة” وبدونها ضريبة مدمرة سيدفعها الصهاينة على كل ساعة تطول فيها الحرب، وفي الأسابيع الأولى من أي حرب سيكون فرار عشرات الآلاف من اليهود الذين ظلت الصهيونية تعيدهم إلى الأرض المزعومة عقود من الزمن وبكل الحيل والأساليب لإقناع يهود الشتات بالمجيء إلى فلسطين المحتلة.. وذلك يعني بالنتيجة أن أي حرب يخوضها الكيان الصهيوني على محور المقاومة ستكون بأسلحة غير تقليدية وبدون جيوش كلاسيكية “حرب نووية خاطفة” تعوض العنصر البشري الجبان في مقابل مجاهدي محور المقاومة.

واليوم في اليمن وللعام الخامس من حرب الجبناء الغدارين وبعد تجريد المؤسسة العسكرية من عوامل القوة وتفكيك الأسلحة الإستراتيجية تحت مسمى هيكلة الجيش وبقية القصة معروفة، ها هي المؤسسة العسكرية تعود تدريجياً بكافة وحداتها للتفعيل تحت أرضية ودعامة إستراتيجية قوية وفعالة.

وما عجز عنه العدوان في ظل إنهيار المؤسسة الأمنية والعسكرية لن يطاله بعد تمكين الله لعباده، وما عجز عنه العدوان بالقوة العسكرية وبث الفتن والتفرقة بالعنصرية والطائفية والمناطقية لن يأخذه لعوامل وأسباب إستراتيجية جمة عقائدية واجتماعية وأخلاقية ووطنية وقومية وحتى إنسانية وفطرية فضلاً عن العسكرية.

وبعون الله وحده تخطينا مرحلة إمتصاص هجوم الجبناء الغادر، وهي أخطر مراحل العدوان الأمريكي وأدواته الإقليمية والداخلية على اليمن أرضاً وإنساناً، وما بعد التحصين والمضادات الحيوية والتماثل للشفاء، هجوم مضاد في كافة المجالات، سننظر فقط والأيام القليلة القادمة ستشهد الكثير والكثير، وليذوقوا مرارة لم يعرفوا طعمها من قبل، والقادم ع ظ ي م بعظمة الصبر والمظلومية والثبات والإيمان والثقة بالله تعالى، يلزمنا فقط إستمرار الحمقى في حماقتهم لنصل لمبتغانا، “وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ”.. القادم عظيم، وبشر الصابرين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جميل أنعم العبسي