المشهد اليمني الأول/
للشهر التاسع على التوالي تعاني مديرية الدريهمي في محافظة الحديدة من حصار مطبق من تحالف العدوان وأزلامه المنافقين ما فاقم المعاناة الإنسانية موت المواطنين والمرضى من الجوع وسوء التغذية وإنعدام فرص وصول أي دواء وغذاء مع شن قوى العدوان حصارها المطبق واستهدافها لكل ما يتحرك دخولا وخروجاً من وإلى المدينة.
وزارة الصحة كانت قد أكدت وفاة أربعة مواطنين مرضى بينهم إمرأة بسبب سوء التغذية وإنعدام الأدوية، مستنكرة السلبية المفرطة التي تتعامل بها الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن ورؤساء لجان التهدئة في الساحل الغربي حيال جريمة حصار الدريهمي، محملة إياهم المسؤولية الإنسانية والأخلاقية تجاه المدينة وأبنائها.
من جانبه أكد محافظ الحديدة محمد عياش قحيم أن الأوضاع الإنسانية في مديرية الدريهمي تتدهور بشكل كبير، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة لم تقم بدورها الإنساني لإيصال المساعدات للسكان.
وأكد قحيم أن الأمم المتحدة كان ردها سلبيا بشأن إيصال قافلة مساعدات لأبناء مدينة الدريهمي المحاصرة أو خروج السكان المحاصرين لتلقي العلاج.. وقال إنه لابد أن يكون للإنسانية صوتا عاليا ويدا قوية لرفع المعاناة عن سكان الدريهمي وإشعار المجتمع الدولي بجرائم تحالف العدوان.
بدورها حملت الهيئة الوطنية لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية ومواجهة الكوارث في الحديدة قوى العدوان مسؤولية استمرار الانتهاكات في الدريهمي. داعيةً الأمم المتحدة إلى تحمل مسؤوليتها وإيصال كافة المساعدات.
ملتقى الكتاب اليمنيين حذر الأمم المتحدة ومبعوثها لليمن ولجان التهدئة في الساحل الغربي من وقوع مزيداُ من الضحايا في المدينة المنكوبة، معتبراً المزيد من الضحايا يعني إفشال متعمد لكل جهود السلام وعلى المجتمع الدولي تحمل كافة ما سينتج عن هذه الجريمة البشعة بحق الإنسانية.. معتبراً صمتهم مشاركة في إرتكاب هذه الجريمة التي لا ولن تسقط بالتقادم بصرف النظر عن أي إتفاق قادم.
التكتل المدني للتنمية والحريات أكد أن ما يحدث في الدريهمي جريمة حرب وفقاً للقواعد الأساسية في القانون الإنساني الدولي القاضي بجوب الحرص على “التمييز بين المدنيين والمقاتلين”. مطالباً بتشكيل لجنة تحقيق دولية فيما ترتكبه دول التحالف من جرائم بحق المدنيين الأبرياء.
وصعدت قوى الغزو والمرتزقة من خروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة، حيث إستهدفت الأحياء السكنية أطراف محافظة الحديدة بالصواريخ الموجهة والكاتيوشا وقذائف المدفعية والهاون أدت لإصابة طفلين بجروح خطيرة إثر قصف مدفعي لقوى العدوان على منازل المواطنين في حي الزهور بمديرية الحالي.
قذائف الهاون طالت أيضاً مدينة الدريهمي وتسببت بإستشهاد إمرأة في منزلها وإحراق خمس منازل في المدينة المحاصرة، فضلاً عن إستشهاد امرأة مسنة واصابة طفلة بجروح نتيجة قذيفة هاون أطلقها الغزاة والمرتزقة على منطقة الفرس بمديرية التحيتا.
ويرى مراقبون أن تصاعد تلك الخروقات في ظل صمت الأمم المتحدة ومندوبيها ومبعوثيها قد يؤدي لإنهيار إتفاق وقف إطلاق النار في الساحل الغربي نتيجة عدم إلتزام الطرف الآخر المتمادي والمعرقل لتنفيذ الإتفاق.