قصّة جيش بُنيّ في 40 عام .. ودُمّر في عام ونصف
المشهد اليمني الأول| تقرير – احمد عايض أحمد
إنه الجيش السعودي، الجيش الذي أعتمد طيلة اربعة عقود ميزانية دفاعيه بدأت من 10 مليارات من ثم 20 إلى 30 الى 40 مليار وارتفعت إلى 60 مليار دولار سنوياً في العقدين الاخيرين تسلح باحدث المقاتلات من الإف15 الى الإف 16 إلى توريندو البريطانية إلى المقاتلة الأوروبية “التايفون” وهي مقاتلات من الجيل الرابع والرابع بمواصفات الجيل الخامس آخر واحدث جيل مقاتلات بالعالم.
أما القوات البرية فتم تسليحها بأحدث الدبابات الأمريكية والبريطانية والفرنسية من الإبرامز بجميع اجيالها إلى الوكلير الفرنسية العملاقة إلى التشالنجر بجميع فئاتها البريطانية وهي أحدث الدبابات على الكرة الأرضيه.
إضافة إلى البوارج والفرقاطات الحربية والزوارق الحربية واغلبها أوروبية وخصوصاً فرنسية وايطالية واسبانية والقليل منها تمريكيه .
هذه القوة التسليحية البرية والجوية والبحرية التي ذكرنا اعمدتها الرئيسية كانت هي القوة النارية للعدوان السعودي الأمريكي على اليمن طيلة عام ونصف، يشرف على عملياتها خبراء ومستشارين أمريكيين وصهاينة وبريطانيين من غرف العمليات بالأراضي السعودية إضافة إلى مشاركة الأسطول الخامس الأمريكي في فرض الحصار البحري على اليمن كما دعمت أمريكا العدوان السعودي بكافة أدوات ووسائل فرض الحصار الجوي والبري عبر البحرية والاقمار الصناعية العسكرية الامريكية المتطورة والطائرات بدون طيار التي تحلق بسماء اليمن في الليل والنهار .
ولا ننسى الجسر الجوي المفتوح والمباشر والدائم من الجيش الأمريكي والجيش الصهيوني الذي يمد قوات العدوان السعودي الامريكي، بالذخائر والصواريخ والقنابل وكافة الإحتياجات العسكرية للقوة النارية واللوجستية والفنية والإتصالات من عدة قواعد امريكية وخصوصاً قاعدة جيبوتي والبحرين وقطر .
فماذا حدثت لهذه الحشود العسكرية وخصوصا الجيش السعودي، الذي بني في 40 عام ودمر في عام مع إلحاق جيش المشيخات الإماراتيه الذي سحق في أربعة ضربات عسكرية باليستية وكان في خبر كان.
الأسطورة العسكرية اليمنية
خاض المجاهدين اليمنيين الحرب الدفاعية بكل بسالة وشجاعة وعزم وايمان واقدام لا نظير له في الحروب المعاصرة أبداً أبداً بانفاق مالي زهيد ولا يذكر وبمجهود حربي شعبي لا نظير له بالعالم ولم يتكفل شعب أي شعب بدعم قواته الدفاعية بالمال والسلاح والرجال بالعالم كالشعب اليمني لم يكون ولن يكون ولا يمكن حدوث ذلك .
رغم التضليل الإعلامي والإهمال والإنحياز العالمي مع الغزاة، فاليمن خاض الحرب بجساره وكفاءه وبسالة واحترافية عالية أذهلت العالم وصلت إلى درجة أن وصفهم الخارجيه الروسي وغيره بأن الجيش واللجان اقوى قوة برية خبيرة ومحترفة في الشرق الأوسط، وفي التصنيفات العالمية للجيوش وفق المعايير العالمية لو كان هناك إنصاف لوضع الجيش اليمني واللجان الشعبية في القائمة الأولى كأقوى قوة برية بالعالم وبدون مبالغة .
فالقوة الدفاعية العاملة باليمن واجهت تحالف عدواني يمتلك أحدث الأسلحة المتطورة البرية والجوية والبحرية وبإنفاق مالي يومي 300 مليون دولار وتمكن القوة الدفاعية اليمنية “الجيش واللجان الشعبية” من سحق جيوش التحالف الإجرامي والمنافقين الخونة، الذي يقدرون كقوة مقاتلة تتجاوز الــ 200 ألف مقاتل يخوضون الحرب كقوة مساندة لقوات الغزاة في جبهات عديدة .
هذه الأعداد الهائلة من القوة البرية للمنافقين كانت معززة لجيشين رئيسين من قوات الغزاة وهو الجيش السعودي والجيش الإماراتي اللذين كانا رأس حربة العدوان على اليمن بقوام 170 الف جندي مشارك في الجبهات، طالما كافة القوات البرية الغازية في حالة حرب وتعمل بكامل طاقتها، فهي مشاركة أينما كان تواجدها سواء في الأراضي اليمنية او الأراضي السعودية ولا ننسى المشاركة البرية لدول الخليج وخصوصاً قطر والبحرين والكويت إضافة إلى مشاركة جزئيه بقوات برية من دول عربية كالمغرب ومصر والسودان والصومال وجيبوتي والسنغال والاردن.
ولا ننسى أيضاً المشاركة البريطانية الأمريكية الصهيونية على الميدان سواء الميدان الجوي او البحري أو البري بغض النظر عن حجم المشاركة كمّ وكيف، فالمشاركة هي مشاركة ولكن ما نريد التركيز فيه أن الأسطول الخامس الأمريكي يشارك بكامل قوته القتالية البحرية بعرض البحر والجو والدعم الناري واللوجستي للقوات الغازية على الأرض.
رغم كل هذا تم هزيمتهم وحقق الجيش واللجان الشعبية إنتصار تاريخي حيث لم يحقق الغزاة والمنافقين أهدافهم وحقق الجيش واللجان أهدافهم ولله الحمد وهذا فضل من الله وعون وتأييد منه .
إن الأسطورة الدفاعية اليمنية وصفت بهذا الوصف الغير مبالغ به لأن الجيش واللجان يخوضون الحرب الدفاعية على تحالف إقليمي عالمي بدون غطاء جوي وبدون غطاء بري وبدون اسلحة متطورة، وإنما خاضوا المعارك بأسلحة روسية برية قديمة وبسيطة وبنفس الوقت حققوا الإنتصارات العظيمة، رغم الحصار الظالم والمطبق على اليمن ورغم القصف الجوي العنيف والدائم الذي تشارك فيه 600 مقاتلة للغزاة “أمريكية- سعودية -بريطانية – بحرينية – إماراتية – قطرية – صهيونية”.
والسؤال كيف لقوة دفاعية برية تقاتل جيوش غزاة ومنافقين مرتزقة في عشرات الجبهات رغم مطاردة أسراب الطائرات من مقاتلة ومروحية هجومية وطائرات بدون طيار وتحقق الإنجازات والإنتصارات على الميدان، إنهم اسطورة الميدان واسياد الحرب .
في الختام…
تمكن الجيش واللجان الشعبية، من فرض كلمته في الحرب وتغيير الموازين والخارطة العسكرية والجغرافية وترسيخ معادلات جديدة تلو الأخرى طيلة عام ونصف وسحقوا الجيش السعودي ودمروه أيما تدمير ووفق التقارير العسكرية الموثقة تجاوزت خسائرة 50% من قوام قواته مما أجبر ولي ولي العهد السعودي أن يعترف ويقول أن جيش المملكة هو جيش رفاهي عديم خبرة يعيش بين جدران من الرخام المزخرفة وبالغرف المكيفة.
بمعنى لن ينتصر جيش لا يعرف معنى الحرب، غير متأقلم ومتكيف مع أي ظروف، ومن الطبيعي ان يخسر المعركة ويخسر نصف قواته العسكرية وان أنكر الغزاة ذلك ولكن الميدان يقول ويكشف ذلك .
هذه صور تكشف وتترجم حجم الخسائر والتدمير الذي لحق بالجيش السعودي بعمق أراضيه والعاقبة للمتقين بالنصر المبين .