أُم اليمنيين أو أم الثكلى “حمدة المحبوبي” تتحدث عن فاجعة جريمة العدوان بحق أسرتها في وادي حباب في مديرية #صرواح بمأرب

2187

المشهد اليمني الأول/

 

بدموع ملتهبة تنهمر على تجاعيد وجهها المتداخلة كتداخل تعقيدات الأزمة اليمنية، تروي السيدة حمدة المحبوبي فاجعتها، حينما استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي مطلع العام 2017م منزل أسرتها الواقع في وادي حباب بمديرية صرواح في محافظة مأرب. وقتل في الغارة 5 من أفراد الأسرة، وأصيب 3 آخرون، منهم الأم حمدة. وتفصيلاً، تذكر مصادر محلية ورسمية أن غارتين لطيران العدوان أسفرتا عن مقتل كل من: محمد محسن المحبوبي، أحمد ناصر المحبوبي، صالح أحمد السقاف، بالإضافة الى اثنين آخرين من المارة، فيما جرح كل من: خالد على محمد المحبوبي، نوف علي محمد المحبوبي، حمدة صالح الأشطل.

 

وبعد أربعة أعوام من العدوان وثلاثة أعوام من فاجعة جريمة أسرة الأم حمدة، تروي حمدة جزءاً من تفاصيل فاجعة جريمة طيران العدوان الوحشية بحق أسرتها في وادي حباب بمديرية صرواح بمحافظة مأرب.

14 ألف غارة على صرواح

إذاً هي أسرة فقيرة، قتل عائلها الوحيد، ودمّر منزلها وأحرقت سيارتها، وبقي من أفرادها أمّ ثكلى وطفلان جريحان. يرى الشيخ محمد علي طعيمان، من أبناء المنطقة، في صورتها (الأم حمدة) أنّها باتت أيقونة لحشد قبلي للثأر، ويضيف “هي أم كلّ اليمنيين الأحرار التي فقدت أسرتها بقصف الطيران الوحشي، تبتهل بإصبعها إلى الله، وترسل بتجاعيد وجهها المكلوم صورة من الألم إلى كلّ حر بالعالم لتحيي ضمائرهم ضد العدوان الوحشي على اليمن”، حسب تعبيره.

 

وفي حديثه إلى “العربي”، يشير الشيخ حسن المرادي ، من أبناء المنطقة، إلى تعرّض مديرية صرواح وحدها لأكثر من 20 غارة لطيران العدوان خلال الأسبوع الأول من عام 2017، تركّزت على مناطق وادي حباب، جبل هيلان، المخدرة؛ في حين يتحدث الشيخ طعيمان، على صفحته في موقع “فيس بوك”، عن استقبال مديرية صرواح “أكثر من 14 ألف غارة حصدت الكثير من المدنيين”.

دموع حمراء

على شاشة قناة “المسيرة”، ظهرت حمدة صالح الأشطل لثوان معدودة، قائلةً، وقد رفعت إصبعها باتّجاه السماء، “ليس معنا غير الله في السماء، ضربونا بصاروخ إلى داخل بيتنا، 5 شهداء”، وانهمرت دموعها المحمرّة كجذوة نار ملتهبة، لتبكي قطاعاً واسعاً من مشاهديها. في تعليقه على المشهد، يقول السياسي والناشط الإعلامي، محمد المقالح، “سمعت كثيراً عن أناس بكوا دماً، لكنني لم أر الدموع دماً إلا في عيني هذه الأم المكلومة”. وتحت عنوان “لقد أبكيتيني يا بنت صرواح العظيمة”، يضيف المقالح، واصفاً اللحظة على صفحته في موقع “فيس بوك”، “الأم التي تحدثت إلى قناة المسيرة هذا المساء عن فاجعتها بأهلها المظلومين، أبكتني كثيراً وربّ الكعبة، وهي تتحدّث بحرقة عن الجريمة وعن استغرابها عن استهداف السعودية لأسرتها وهي الأسرة الفقيرة”. ويرى المقالح أن “هذه الأسرة المنكوبة تحدثت عنها هذه الأم العظيمة والدمع العزيز ينهمر من عينيها، قائلة بما معناه أنّها أسرة فقيرة بلا سلاح ولا معاش ولا تعيش سوى على بيع الحطب، التي كان يقتطعها ابنها الشهيد، ويبيعها ليطعم بثمنها الضئيل أسرة كبيرة، ولكنّها عزيزة، وتأكل من عرق جبين ربّ أسرتها”.

… وأم مكلومة

أطلقت على حمدة المحبوبي مجموعة من الأسماء والألقاب؛ فهي “أمّ الأحرار”، و”أم الشهداء”، و”الأم الثكلى”، و”الأم المكلومة”، و”خنساء مأرب”، و”بنت صرواح العظيمة”. وباتت صورتها من أكثر صور المآسي تناقلاً في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي، وتجاوزت المحلية إلى الإقليمية والدولية.