المشهد اليمني الأول| متابعات ترجمة فارس سعيد
نشرت صحيفة “ذا هيندو” الهندية تقريراً كتبته هيئة تحرير الصحيفة تصدرت افتتاحيتها، (الثلاثاء 2 أغسطس 2016)، اتهمت السعـودية باستخدامها القوة الغاشمة وعدم رغبتها في إيجاد تسوية للحرب الأهلية في اليمن.
وقالت الصحيفة، إنه على الرغم من أن الحرب السعـودية على اليمن مازالت قائمة، لكن بعد 16 شهراً من قصف التحالف البلد العربي الفقير، لم تحقق الرياض أياً من الأهداف المعلنة، بل على العكس لا يزال الحوثيون وحلفاؤهم يسيطرون على مساحات واسعة من الأراضي اليمنية، بما في ذلك العاصمة صنعاء.
ولفتت، أن “الرئيس” عبد ربه منصور هادي، الذي باسمه المملكة العربية السعـودية تدخلت في اليمن، لم يستطع أن يرسخ سلطة ذات مصداقية حتى في الأراضي التي يسيطر عليها.
وأشارت الصحيفة، أن الحرب والفوضى الناتجة عن التدخل السعودي، ساعدت في توسيع نفوذ تنظيم القاعدة بشكل مطرد في اليمن.
وقالت، إنه على مدى العام والنصف الماضية، تلقت المملكة العربية السعـودية، مراراً، انتقادات دولية لاستخدامها القوة الغاشمة وعدم رغبتها في إيجاد تسوية للحرب الأهلية في اليمن.
واعترف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في وقت سابق من هذا العام، أن الأمم المتحدة أزالت المملكة العربية السعـودية من القائمة السوداء ـ باعتبارها حكومة تنتهك حقوق الطفل ـ لأنها هددت بقطع التمويل عن المنظمة.
وذكرت بالإحصاءات المخيفة. منذ بدأ القصف في مارس 2015، حوالى 6400 شخص قتلوا، نصفهم من المدنيين، وجرح أكثر من 30000 شخص، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. وحوالى 2.5 مليون مشردين. ما يقدر بنحو 9.4 مليون طفل يمني في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية، فيما تواجه البلاد نقصاً في المواد الغذائية والطاقة والمياه. وتشير هذه الأرقام إلى أن اليمن التي يبلغ عدد سكانها 24 مليون نسمة، تواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها الحديث.
وترى “ذا هيندو”، أنه وبشكل مأساوي، لم تكن هناك أي محاولة دولية جادة لحل هذه الأزمة. هناك عملية سلام، لكن احتمالات التوصل إلى تسوية تبدو قاتمة، في ظل مواصلة التحالف السعودي هجماته الغاشمة في اليمن.
ورغم أن المملكة العربية السعـودية لديها أهدافها الاستراتيجية وراء هذه الحرب، كهزيمة الحوثيين، لكن السؤال الفضولي، كما تورده الصحيفة الهندية هو: “لماذا تصمت الدول الغربية على انتهاكات السعـودية في اليمن؟”.
وتشير الصحيفة، أنه ورغم أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة – حلفاء المملكة العربية السعـودية – قد مارسا ضغوطاً لوضع حد للقصف، والضغط من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي. لكن لاشيء من هذا القبيل بدا واضحاً على الأرض.
في الواقع، الولايات المتحدة والمملكة المتحدة دعمتا المملكة العربية السعـودية في السنوات الأخيرة من خلال مبيعات الأسلحة. هذه “العلاقة الخاصة” تفسر ظاهرة إفلات السعودية من العقاب. لكن إلى متى سيظل العالم يتجاهل ما ترتكبه السعـودية من جرائم في اليمن؟
تختتم الصحيفة الهندية مقالها: “لقد أثبت التدخل السعودي الفاشل في اليمن أنه ليس في موقف إما لكسب الحرب أو الدفع من أجل السلام. بل على العكس، فإن السماح باستمرار الوضع الراهن سيكون كارثياً”. ولكن السؤال هو ما إذا كانت القوى الكبرى مستعدة للتخلي عن مصالحها الجيوسياسية الضيقة واتخاذ خيارات إنسانية في اليمن.
المصدر: وكالة خبر