قصيدة الشاعر معاذ الجنيد إستشهادك الثاني
والتي قيلت في مقام السيد القائد / حسين بدر الدين الحوثي ( رضوان الله عليه ) حين استهدف الطيران السعودي الأمريكي مقامه الشريف :
……. استشهادك الثاني ……..
من فرطِ قتلكَ ، واغتيالكَ أُرهِقوا
إني عليهم من خلودكَ أُشفِقُ
يتوهمون بأنّ عمركَ ينقضي
وبأن روحكَ بالقذائف تُزهقُ
عِقد ، سنينٌ مُذ رحيلكَ لم يروا
إلا حضوركَ كل يومٍ يُشرقُ
حملتكَ أيديهم طريحاً ، ثم لم
يثقوا ، فأثنوا نارهم ليُصدقوا
جثمانكَ اعتقلوه أعواماً وهُم
يخشون أن تصحوا ، وكنتَ تُحلِّقُ
شعروا بأنكَ ما دُفنتَ وإنما
دُفنَت أمانيهم وفيك تطوقوا
يستذكرون من الرصاصة صوتها
ويُشككون بأنهم لم يُطلقوا
واليوم عادوا من أقاصي الحقد في
غيضٍ ، ومجدكَ فوقهم يتعملقُ
قتلوكَ ، ثم رأوا مقامكَ نابضاً
منهُ الحياةُ كريمةً تتدفقُ
من قبركَ اغتاضوا وهُم بقصورهم
وإليكَ كم عجزوا بأن يتسلقوا
جاءوا إليك بنارهم ، وحديدهم
وتحالفا غربٌ عليكَ ، ومشرقُ
يستهدفونكَ في ضريحك مرةً
أخرى ، أرادوا أن تموت فأخفقوا
هجموا عليكَ ، فساءَ قلبك أنهم
بنفوسهم في القصف لم يترفقوا
يتحالفون ، ويشعلون حروبهم
فتعيش أنتَ ، وحِلفُهم يتمزقُ
كم مرةٍ نِلتَ الشهادة والعلا ؟
في الأرض أنت وفي السما تتألقُ !
عِقدٌ وأنت بنور هديكَ قائمٌ
وسناكَ يزهرُ في العقول ويُورقُ
لازلتَ تلتقِفُ القذائفَ صامداً
وبكل قصفٍ من رُفاتكَ تُخلقُ
لازلتَ باستشهادك الثاني بنا
تسمو ، وحياً عند ربك تُرزقُ
ما حققوا هدفاً بكامل حربهم
حتى بقصفك ساكنا ، ما حققوا !!
وكأنكَ الناجي الوحيد بروحه
وسواكَ موتى بالحياة تشدقوا
هُم مثل من شبَّوا الحريق بمُصحفٍ
كي يقتلوا القرآن فيما أحرقوا
ما أطفأوا آيات روحك ، إنما
ظلَّ ( الحسين ) بكل صدرٍ يخفقُ
موتٌ سعوديٌّ رماهُ النفطُ في
شعبٍ عليه الموت لا يتحققُ
موتٌ سعوديٌّ يواجه فِتيةً
يمضون ، وهوَ جوارهم يتعرَّقُ !
هيَ ذي معانيك الكريمة أيقضت
أمماً يكاد شموخها بكَ ينطقُ
شعبٌ عظيمٌ كنتَ أنتَ دليلهُ
لصفاته العظمى ، بنهجك يلحقُ
منذ اصطفاك الله مُنقذَ أُمةٍ
مكلومةٍ باتت تُضامُ ، وتُسحقُ
فخرجتَ وحدكَ ثائراً لخلاصها
وبحبلكَ المُستضعفون تعلقوا
وصرختَ في وجه الطغاة مُقاوماً
والناس ذا يخشى ، وذا يتملقُ
نبذوا كتاب الله ، واستلقفتهُ
في حفظه انشغلوا ، وكنتَ تُطبقُ
أحييتَ في درب الكرامة أُمّةً
من (( لن تنالوا البرَّ حتى تُنفقوا ))
ومسيرةً عظمى ربطتَ فصولها
بـِ (( ولا تكونوا كالذين تفرقوا ))
عينٌ على القرآن ، والأخرى عليكَ
وأنتَ في آياتهِ تتخلَّقُ
أحجارُ قبركَ في القلوب تناثرَت
وهواكَ في أعماقنا يتعمّقُ
إن كنتُ مُتهماً بحبكَ ، يالها
من تهمةٍ يزهو بها من يعشقُ
فلأنتَ نورٌ من ( عليٍّ ) و ( الرضا )
وأنا بحبكَ ( دِعبلٌ ) و ( فرزدقُ )
ستظلّ قُبَتكَ الذبيحةُ قِبلةً
للثائرين مشاعلاً تتفتَّقُ
إن دمروا قبراً حواكَ تُرابُهُ
سنزورُ أمجاداً بنوركَ تعبقُ