المشهد اليمني الأول/
التعديلات التي طرأت على الحكومة السعودية والتي شملت العديد من الوزارات والهيئات الحكومية وفي مقدمتها وزارة الخارجية والإعلام اعتراف غير رسمي بفشل السياسة الخارجية السعودية وفشل الإعلام السعودي في التغطية على الجرائم والمذابح والانتهاكات التي ارتكبها النظام السعودي في عدوانه على بلادنا وفي تعاطيه مع الأزمة السورية والخلاف مع قطر وقضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي ، حيث فشل عادل الجبير فشلا ذريعا في إدارة السياسة السعودية القائمة على التناقضات ، وعجزت الدبلوماسية السعودية عن إقناع العالم بصوابية سياستها وقراراتها ومواقفها وتوجهاتها ، وبات الجبير عاجزا عن مواجهة الضغوطات والحملات الموجهة ضد بلاده والمنتقدة لمواقفها وقراراتها ، فظهرت السعودية غير مؤهلة لإقناع المجتمع الدولي بقوة حجتها وواقعيتها وخصوصا في ما يتعلق بخلافها مع قطر.
ورغم الإنفاق المهول للنظام السعودي لشراء الذمم وكسب الولاءات إلا أنه لم ينجح ، بخلاف ما عليه الحال بالنسبة للدبلوماسية القطرية التي نجحت في كسب العديد من النقاط وحصلت على تأييد وتعاطف دولي أسهم في إحراج النظام السعودي وأظهر عجز الدبلوماسية السعودية ومحدودية تأثيرها ، ولولا النفط والمال السعودي والمساندة والحماية الأمريكية لكانت السعودية في خبر كان ، وقس على ذلك تعاطي الخارجية السعودية ممثلة بوزيرها المقال عادل الجبير مع ملف العدوان على بلادنا ، وملف قضية خاشقجي ، وهما من الملفات التي كشفت خواء الدبلوماسية السعودية وأظهرت ضعفها وهشاشتها ، لذا كان الجبير كبش الفداء بعد أن انتهت صلاحياته ولم تعد له حاجة لدى بن سلمان ، حتى وإن تم تعيينه وزيرا للدولة للشؤون الخارجية فهو مجرد منصب ديكوري لا سلطة ولا صلاحيات له وتعيينه في هذا المنصب من باب المكابرة وللحيلولة دون توصيف إقالته بأنها جاءت بسبب فشله في إدارة الشؤون الخارجية السعودية ، رغم أننا ندرك بأن السلطات والصلاحيات والقرارات كلها بيد محمد بن سلمان وهو من يديرها ويتصرف في شؤونها .
وفي ذات السياق جاء تغيير عواد العواد وزير الإعلام السعودي والذي مثل عنوانا للفشل والإخفاق المخزي ، فعلى الرغم من الإمبراطورية الإعلامية التي تمتلكها السعودية والإمكانيات الهائلة التي تمتلكها والإنفاق المهول على وزارة الإعلام والتي تعتبر من الوزارات السيادية السعودية ، نجحت قناة المسيرة والقنوات الفضائية الوطنية المناهضة للعدوان في إلحاق هزائم إعلامية متتالية بالإعلام السعودي على اختلاف مجالاته وبدت وسائل الإعلام السعودية والوسائل الموالية والمساندة لها والممولة من الخزينة العامة السعودية عاجزة عن مجاراة الإعلام الحربي اليمني الذي فضحها وقام بتعريتها في ما يتعلق بملف العدوان على بلادنا.
وكذلك فعلت قناة الجزيرة القطرية في ما يتعلق بملف الأزمة الخليجية وقضية قتل جمال خاشقجي فظهرت وسائل الإعلام السعودية في حالة من التخبط وظلت معتمدة على الكذب والتضليل والتدليس والتلبيس والكذب والخداع والزيف والتي ظنت بأنها ستقودهم إلى الانتصار وتحقيق أهدافهم ومخططاتهم ، فكان اعتمادهم على الوهم سببا في هزيمتهم وفشلهم وسقوطهم الإعلامي ، كل ذلك أصاب النظام السعودي بالإحباط واليأس فذهب لإجراء تعديلات وزارية يدرك جيدا أنها لن تجدي نفعا ، ولن تصنع أي تغيير يذكر لأن فاقد الشيء لا يعطيه ، وهؤلاء أشبه بالخواء المزركش الذي يعتمد على المظهر الخارجي أما المضمون فهو لا يعدو كونه خواء ملمعاً ومزركشا .
خلاصة القول: التعديلات التي أجراها الزهايمري سلمان على حكومته لا تحتمل غير توصيف و خيار واحد وهو أنها بمثابة الاعتراف العلني بفشل السياسة الخارجية والدبلوماسية والإعلامية السعودية ، وهو بذلك يعري نفسه ونظامه ويكشف للعالم أجمع بأنه من الظلم أن ينتسب شعب بلاد نجد والحجاز لهذه الأسرة المريضة والمأزومة، والتي لا تمتلك أي مؤهلات تؤهلها حتى لإدارة مدرسة إبتدائية .
عبدالفتاح علي البنوس