إتفاق السويد خطوة إلى الإمام

3032

المشهد اليمني الأول/

 

هكذا يفسر هذا الاتفاق من وجهة النظر الوطنية، لذلك حرص الجانب الوطني ممثلا في كل هيئات الدولة بدءً بقيادة الثورة ورئاسة المجلس السياسي الأعلى ومروراً بقيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية الوطنية، وانتهاءً بالمجاهدين الاوفاء من ابطال الجيش واللجان الشعبية، وأولاً وأخيرا شعبنا اليمني العزيز الذي أيد وبارك الاتفاق بقوة ، الجميع حرص كل الحرص على سلامة الاتفاق وعدم انهاره، وواجه كل محاولات الجانب الآخر الحثيثة، وخطواته التصعيدية لخرق الهدنة ، واجه كل ذلك بأعلى درجات الانضباط ، وبمسؤولية وطنية غير مسبوقة، رغم ما احدثته وتحدثه تلك التصرفات اللامسؤلة، من قبل العدوان ومرتزقته، وتعمدهم قصف واستهداف الأحياء السكنية في مدينة الحديدة، والقرى المجاورة، من خسائر كبيره ومجازر مروعة في صفوف الشعب اليمني و المواطنين العزل.

 

كل ذلك ينم عن حس وطني عالي ، و مستوى اخلاقي متقدم و رفيع للجانب الوطني، والذي يجعل المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار، ويقدر بحصافة حجم المعاناة الكبيرة التي يعاني منها الشعب ، والمحنة الكبيرة التي يقع فيها الوطن.

 

بالتأكيد سيكون المستفيد الأول والوحيد من الاتفاق وتنفيذه هو الشعب اليمني، فمدينة الحديدة تعتبر الشريان الأول الذي يمد الشعب بمعظم احتياجاته من اساسيات الحياه، وبالتالي فان أمنها و تجنيبها من يد العدوان العابثة ، التي تعبث بكل شيئ، وتستهدف كل حيوي ، و ذي صلة بحياة الشعب وأمنه الغذائي والمعيشي، والى حد استهداف صوامع الغلال، ومخازن مطاحن البحر الأحمر، التي كانت تحتوي على كميات كبيرة من المساعدات، كل ذلك يعد منجز وطني وشعبي كبير ، تحقق على يد وفدنا الوطني المفاوض ، بما حمله من حس وطني وقرار مستقل، لم يخضع لأي شكل من اشكال الوصاية، والارتهان للخارج.

 

لا شك هناك تنازلات قدمت ، ولكن لا بأس بها ، مادام الرابح الوحيد سيكون الشعب والوطن، في حين الخاسر الوحيد سيكون العدوان ومرتزقته، فالاتفاق سلبهم الشيئ الكثير ، و سيجعل من فشل كبرى معاركهم العداوانية ضد الوطن في حكم المؤكد.

 

من هذا المنطلق تأتي سياسة الاحتواء، وضبط النفس في سياق تفويت الفرصة، و سحب البساط من تحت اقدام مرتزقة الساحل بالتحديد، الذين راهنوا كثيرا على سقوط مدينة الحديدة، واختطافها من حضن الوطن، حتى تصبح لقمة صائغة لأطماع المحتلين، مقابل ما يلقى لهم من فتات وسحت.

 

من جهة اخرى يعتبر هذا الاتفاق خطوة أولى، وباكورة لاتفاقات اخرى، ستشهدها الساحة الوطنية، وبأذن الله في القريب العاجل، فكل الظروف مواتيه لذلك، خصوصا مع وجود إرادة دولية قوية، وتوافق دولي تام حول تسوية الاوضاع في بلادنا، و وضع حد لمعاناة الشعب اليمني التي تجاوزت كل الحدود.
ــــــــــــــــــــ
حميد دلهام