المشهد اليمني الأول/

 

ما الذي سيحدث في أمريكا بعد إجماع مجلس الشيوخ على تجريم بن سلمان وبعد تراكم المشاكل على ترامب؟ – ما هو تأثير ذلك على بن سلمان ومستقبل المملكة والمنطقة؟

 

هذا ما كتبه الناشط محمد الأحمد على صفحته على موقع تويتر ولسعه الدبور، حيث نشر سلسلة تغريدات عن ما الممكن حدوثه بعد القرار الأمريكي وعن مستقبل سمو الامير أبو منشار والسعدوية بشكل عام بعد هذا القرار.

 

وقال في تغريدته الاولى ما نصه: “تحدثنا سابقًا عن سير تداعيات قضية خاشقجي بشكل عام، واليوم نتحدث عن مسارٍ آخر وهو :- ما الذي سيحدث في أمريكا بعد إجماع مجلس الشيوخ على تجريم ابن سلمان وبعد تراكم المشاكل على ترامب؟- وما هو تأثير ذلك على ابن سلمان ومستقبل المملكة والمنطقة؟”.

 

وأتبعها بتغريدة ثانية يشرح فيها تأثير القرار الأمريكي حيث قال ما نصه كما اطلع الدبور: “الإجماع في مجلس الشيوخ يجب أن يتبعه تصويت في مجلس النواب حتى يتحول القرار إلى قانون، وهذا من المتوقع أن لا يتم إلا بعد التئام المجلس الجديد بأغلبية ديمقراطية، أي بعد شهر تقريبًا، وهو ما يكاد يضمن تأكيد التصويت على القانون بأغلبية تمنع الرئيس من استخدام الفيتو.”

 

“وإذا صار ابن سلمان مسؤولاً بشكل قانوني عن قتل خاشقجي، فإن أمريكا ملزمة أن لا تتعامل مع السعودية، لأن ابن سلمان هو صاحب القرار فيها، وهذا يعني مقاطعة السعودية على كل الأصعدة، وهو أمر غير قابل للتصور، فلا يمكن لأمريكا أن تستغني عن السعودية، ولا السعودية تستغني عن أمريكا.”

 

و أضاف الأحمد بتغريدة ثالثة عن مصير أبو منشار ما نصه: “ولا خيار لأمريكا بعد ذلك إلا أن تضغط على العائلة للتحرك، وتنصيب شخص بديل لابن سلمان أو بديل للملك أو كلاهما، وهذا لن يكون صعبًا إذا توقفت حماية ترامب لابن سلمان، فإن كل ما تحتاجه أمريكا هو التفاهم شبه العلني -رغم أنف ابن سلمان- مع شخصية بديلة من العائلة، وإقناع العائلة بمبايعته.”

 

المشكلة الأكبر لابن سلمان بعد التئام الكونغرس الجديد، هو انطلاق تحقيق توعد به الرئيس الجديد للجنة الاستخبارات في مجلس النواب آدم شيف، حول العلاقة المالية الخاصة بين ابن سلمان وترامب، وهل أثرت هذه العلاقة على قرار ترامب بتبرئة ابن سلمان من دم خاشقجي وكانت سببًا في إصراره على ذلك؟

 

وإذا طالب الكونغرس بمثل هذا التحقيق، فستكون كل أدوات الحكومة الأمريكية مثل الـ CIA و الـ FBI في خدمة هذا التحقيق، ولن تجد صعوبة في كشف مثل هذه العلاقة، ووضع تفاصيلها بين يدي الكونغرس.ووقتها ستكون أخطر على ترامب من تحقيق علاقته بروسيا، وأخطر على ابن سلمان من قضية خاشقجي.

 

لكن يبدو أن القضية ستكون أكثر تعقيدًا من ذلك، خاصة مع تراكم المصائب على ترامب بعد التسارع الأخير في تحقيقات مولر، حيث يسود اعتقاد أن مولر سيقدم تقريره بعد التئام الكونغرس الجديد، المتمتع بالأغلبية الديموقراطية، حتى يضمن التصويت بعزل الرئيس، وحينها يفقد ابن سلمان دفاع حليفه ترامب.

 

لكن ماذا لو تزامن تقرير مولر مع تحقيقات الكونغرس عن علاقة ترامب المالية مع ابن سلمان؟ وقتها سيكون الوضع كارثة مضاعفة على تركيبة “ترامب-ابن سلمان-ابن زايد-السيسي”، وسيعجل ذلك بانهيارها بشكل درامي، وهذا التزامن لن يكون مستبعدًا، بل ربما يكون هو الاحتمال الأرجح نظرًا لكثرة الأدلة.

 

الخلاصة، أن ابن سلمان غالبًا لن يَسلَم أيًا كان السيناريو في أمريكا، وسوف تنقلب عليه المؤسسات الأمريكية، ولن يستطيع ترامب الدفاع عنه، بل على الأرجح سوف يُسقط واحد منهما الآخر، أو يساهم في إسقاطه، وغالبًا لن تستغرق هذه القصة أكثر من ثلاثة أشهر.

 

وختم سلسلة تغريداته التحليلية ما نصه: “لكن كيف سيُترجم تَغيّر الموقف الأمريكي على شكل تغييرات داخل آل سعود أو داخل “السعودية”؟وهل هناك عوامل أخرى ستؤثر في سير الأحداث؟هذا ما سنطرحه لاحقًا في تغريدات أخرى بإذن الله.”