المشهد اليمني الأول/
ما زالت زيارة الرئيس السوداني عمر البشير مثار اهتمام الاوساط السياسية والاعلامية العربية، مع ما أطلقته من تحليلات واستنتاجات حول مستقبل العلاقات السورية العربية، وعن بدء تحولات جذرية في المشهد السوري في إطاره العربي.
في الخرطوم كشف مساعد الرئيس السوداني، الدكتور فيصل حسن إبراهيم، نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم، أن زيارة الرئيس عمر البشير لسوريا الأحد، تأتي في إطار مواصلة قيادته لمبادرات جمع الصف العربي وتجاوز الأزمة السورية وتحقيق الوحدة العربية.
وقال إبراهيم – خلال لقاء حاشد امس الاثنين، مع عضوية شباب حزبه بالخرطوم – إن التدخلات الدولية والإقليمية التي تشهدها سوريا تستوجب العمل على إنهاء الصراع وتقوية الصف وتضميد جراح سوريا، ووحدة القرار والصف العربي بحسبان أن سوريا هي دولة مواجهة.
وسخر نائب رئيس المؤتمر الوطني، من دعاوى من وصفهم بـ”مناضلي الكيبورد”، حول اسقاط النظام من خلال إطلاق الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال “نحن قد تجاوزنا نضالاتهم من خلف الكيبورد المنطلقة من بعض الدول الغربية .
اما في دمشق فقد اعتبر وزير الخارجية السوري أن” الزيارة التي قام بها الرئيس السوداني عمر البشير إلى دمشق تشكل خطوة إضافية في إطار كسر الحصار الذي فرض على سوريا، تنفيذاً لمخطط أمريكي في ظاهره، إسرائيلي في حقيقته يهدف إلى النيل من سوريا وإضعاف دورها على الساحة العربية والإقليمية.
وأكد الوزير السوري، أن بلاده لا تقبل الحديث عن كيانات مستقلة وفيدرالية، وأن كل الذين تآمروا على سوريا بقيادة الولايات المتحدة لن يكونوا في العام القادم في وضع مريح.
في الأوسط العربية كان لافتا صمت العواصم ، حيث خلت التصريحات الرسمية للمسؤولين العرب من أية موقف حيال هذه الزيارة ، ما يعكس أجواء تحولات عربية مستقبلية في التعاطي مع الملف السوري ، سيما وأن البشير لم يأتي دون التشاور مع عواصم قرار أساسية عربية وتحديدا ” الرياض و القاهرة ”. وهذا ما أطلق وجهة الأنظار نحو القمة العربية المقبلة في آذار مارس التي تستضيفها تونس.
وفي هذا الصدد أفادت تقارير إعلامية نقلًا عن مصادر في الرئاسة السورية، أن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي سيوجّه دعوة إلى نظيره السوري بشار الأسد، لحضور القمة العربية في شهر مارس المقبل. وذكرت التقارير، أنّ وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي سيزور قريبًا سوريا؛ لتقديم الدعوة إلى الأسد.
وجاءت تلك التقارير بالتزامن مع ما نشرته صحيفة المصور التونسية، حيث ذكرت أن تونس تبذل جهودًا للوساطة، ولمحاولة إقناع بعض الدول العربية بضرورة إعادة سوريا إلى حضن الجامعة العربية ، بعد ان جمّدت الجامعة العربية عضوية سوريا منذ سنة 2011، ومنذ ذلك التاريخ لم تشارك في أي قمة عربية.
الصمت الذي يبدو علامة رضا نسبية عربية على زيارة البشير، أنسحب على لبنان، فلم تبدي الأوساط اللبنانية مواقفا من الزيارة رغم أنقسام القوى السياسية حيال دمشق . ويستثنى من هذا الصمت حزب القوات اللبنانية ، الذي أصدر بيانا استنكر فيه زيارة البشير إلى دمشق، فيما علق الزعيم الدرزي المناهض لدمشق وليد جنبلاط في تغريدة مقتضبة قال فيها ” البشير يزور بشار ”ويبدو صمت القوى اللبنانية الأساسية مقصودا هذه الفترة لأن لبنان في الربع ساعة الأخيرة لإعلان تشكيل الحكومة وهذا يتطلب ضبطا للمواقف محل الخلاف .