المشهد اليمني الأول/
أكد وزير الإعلام ضيف الله الشامي، المضي قدما للنهوض بمستوى الأداء الإعلامي، من خلال العمل على عدة مسارات تعزز من أداء وسائل الإعلام الوطنية الإذاعية والتلفزيونية والمقروءة والإلكترونية.
وقال وزير الإعلام في فعالية نظمتها المؤسسة العامة اليمنية للإذاعة والتلفزيون وإذاعة صنعاء ـ البرنامج العام في ذكرى اختطاف المناضل السعودي الثائر ناصر السعيد ” إن الوزارة ماضية في عملية الإصلاح من خلال عدة مسارات، منها مسار تأهيل وتدريب الكوادر وإعادة الوجوه الإعلامية القديمة إلى شاشات التلفزيون وقنوات الإذاعة”.
ولفت إلى أن عملية الإصلاحات مستمرة في المؤسسات الإعلامية لإعادة الروح لوسائل الإعلام بأسلوب جديد يواكب الأحداث والمتغيرات والمستجدات في ظل العدوان، والعمل على تأسيس إعلاما وطنيا قويا قادرا على إيصال الرسالة الإعلامية المهنية للعالم. وأضاف ” سنعمل على إحياء مآثر الصحفيين والإعلاميين الذين غادرونا، لنعيد تأريخهم وأمجادهم، ونقول للعالم أن رسالة الإعلام هي الرسالة القوية والصوت المعبر عن الشعوب ويتغنى به الأحرار ولن يختفي هذا الصوت”.
وأشار الوزير الشامي إلى أن الجبهة الإعلامية ستكون قوية بتعاون وتكاتف الجميع .. وقال ” الثائر ناصر السعيد لم يكن الإعلامي صاحب الصوت الجميل والمنمق، بل كان له قلب مليء بالأحاسيس والشعور بالمسؤولية، ينبض بهموم أمته، وهذا ما ينبغي أن يكون عليه الإعلاميين إلى جانب أصواتهم الجميلة والأساليب الإذاعية الراقية، والمضي على طريق الثائر السعيد للتعبير عن هموم الأمة وما تتعرض له من تحديات ومخاطر”.
ونوه بدور إذاعة صنعاء البرنامج العام في الترتيب لإقامة هذه الفعالية وإعداد المادة الإعلامية عن حياة وسيرة الثائر السعيد وتزامن تأريخ ميلاده عام 1923م مع مجزرة السعودية ” تنومة ” بحق الشعب اليمني والتي غيبت عن اليمنيين خلال 95 عاما.
وتطرق وزير الإعلام إلى ما قاله الثائر ناصر السعيد عبر أثير إذاعة صنعاء في أن الإذاعة ستكون الصوت الذي سيغير مجرى التاريخ وسيعيد التاريخ الحقيقي للأمة العربية والإسلامية من جديد.. لافتا إلى أهمية تطبيق هذه الكلمات اليوم عبر هذه الإذاعة التي كانت قبل 45 عاما وما تزال متنفسا لكل حر وشريف.
كما أكد الإستعداد لاستقبال الأصوات التي تقارع الطغيان والاستكبار العالمي عبر القنوات والإذاعات ومختلف وسائل الإعلام اليمنية ..وقال ” استمرارا على نهج الثائر السعيد أقول للأًصوات الحرة في العالم، إذا لم تجدون متنفسا للحديث بكل حرية وطلاقة في وجه الاستكبار والغطرسة العالمية، القنوات والإذاعات اليمنية هي ميدانكم ولسانكم وهي من ستنقل أصواتكم للعالم”.
وأضاف ” نحن مستعدون أن نجعل من قنواتنا وفضائياتنا ووسائلنا الإعلامية مقروءة ومسموعة ومرئية وإلكترونية منابر لكل حر وثائر ورافض للهيمنة”.
وعرج الوزير الشامي على قضية إغتيال الثائر ناصر السعيد قبل 40 عاما بلبنان وارتباطها بمقتل الصحفي جمال خاشقجي في تركيا وكذا اغتيال كثير من المعارضين في اليمن والبحرين والعراق .. لافتا إلى أن نظام آل سعود الإجرامي لا يستطيع أن يرتكب الجريمة في أرضه ضد المعارضين بل يبحث عن مستأجرين وخدام كما يقاتل أبناء اليمن اليوم بالمرتزقة وغيرهم لأن هذا منهجه وديدنه “.
وشدد على أهمية دور الإعلام في إبراز دور الناشطين والمعارضين في وجه قوى الاستكبار والهيمنة .. مستشهدا بذلك ما صنعته وسائل الإعلام في قتل خاشقجي من قضية رأي عام عالمية.
وأعرب وزير الإعلام عن أمله في إبراز وسائل الإعلام الوطنية لهذه الجريمة وغيرها من جرائم النظام السعودي الذي يقتل الشعب اليمني بصواريخه وبوارجه وطائراته، كما يقتل الإعلاميون والصحفيون والرسامون والطلاب والنساء والأطفال وإيصال رسالة للعالم أن اليمنيين والأحرار الذين يتحدثون عن نظام آل سعود وجرائمه يتعرضون للإغتيال والقتل.
من جانبه اعتبر نائب وزير الإعلام فهمي اليوسفي، إقامة هذه الفعالية جزء من مواجهة العدوان ورد الإعتبار للمشروع النضالي المقاوم للإمبريالية والرجعية والمضاد للمطامع الصهيونية والأمريكية التوسعية التي تشن عدوانا على اليمن بأدواتها في المنطقة.
وأشار إلى أهمية الفعالية في إعادة الإعتبار للمؤسسة الإعلامية التي أنجبت مناضلين وثائرين وكانت محطة من محطات النضال للثائر ناصر السعيد قارع الأمريكان من عدة محطات ومنابر إعلامية وثقافية وأدبية وسياسية.
وأكد اليوسفي أن النظام السعودي وجد ناصر السعيد صنديدا عنيدا لا يساوم ولم يعترف بآل سعود ولا بدولتهم، طموحه توحيد الجزيرة العربية .. وقال ” كان السعيد يطلق على السعودية شعب نجد والحجاز، وبدأ نضاله منذ طفولته واعتقال عبدالعزيز آل سعود لجدته وهو في سن الثامنة من عمره ودخل معها السجن”. لافتاً إلى أن ناصر السعيد رافقه يوما من الأيام كثير من قيادات الوسط الإعلامي كعبدالله الذيب والشهيد عبدالفتاح إسماعيل وسالمين وجورج حبش وكوكبة من المناضلين منهم في الستينيات بصنعاء والسبعينيات بعدن، لينتقل بعدها إلى إذاعة صوت العرب وسوريا ولبنان.
وبين نائب وزير الإعلام أن قرار ملكي سعودي صدر عام 1979م، بتصفية الثائر السعيد وإلى جانبه زعيم شيعي في الأكوادور والشهيد عبدالفتاح إسماعيل. موضحاً أن إقامة هذه الفعالية للتذكير بالمسلسل الدموي للنظام السعودي وتعامله مع الوسط الثقافي والإعلامي والأدبي .. مشيرا إلى أن هؤلاء المناضلين يستحقون التكريم وهي رسالة للشعب السعودي أن يسير بنفس الخط النضالي والثوري للثائر السعيد.
بدورها أوضحت رئيسة قطاع البرنامج العام الأول إذاعة صنعاء السابقة أمل فايع، أن مملكة الشر وحكامها من بني سعود هم الأكثر دموية وعنفاً ووحشية وتنكيلا لكل من يخالف سياستهم ويعارض نهجهم.
وقالت ” عند ذكر مملكة بني سعود يظهر بالمقابل جلياً معنى المعارضة ويرتبط ارتباطا وثيقا بالثائر ناصر السعيد الشمري الذي لمع نجمه في تاريخ المعارضة للهيمنة السعودية الأمريكية منذ عام 1956م ” .
وأَضافت” بعد ثلاثين عام من مقتل ناصر السعيد والتخلص منه برميه من على متن طائرة في السواحل اللبنانية تأتي مملكة الشر اليوم وتنفذ جريمة قتل بحق الصحفي خاشقجي وبأمر من بن سلمان ما يثبت للعالم وحشية هذه الدولة التي تتوارى خلف مسميات فضفاضة من حقوق الإنسان إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر “.
ولفتت فايع إلى أن العدوان السعودي على اليمن كشف للعالم ما يدور بذوات الصدور لأمراء المملكة وخلفهم أمريكا وإسرائيل ليتضح مدى شيطانيتها وامتداد أذرعها وشرائها للذمم لتسقط الأقنعة.
وأكدت أن اليمن هي الدولة الصامدة التي استطاعت برجالها الثبات والصمود الأسطوري وخوض معركة النفس الطويل، ولم تستطيع مملكة الشر كسر شموخها.
وقالت “حتى وإن توقف العدوان على اليمن فليس معناه نهاية الصمود وطي صفحة تأبى إلا أن تظل مفتوحة بوجه الإنسانية جمعاء، لتكن وصمة عار في جبين العالم الصامت عن أكبر مذبحة وإبادة جماعية بحق شعب بأكمله بغية احتلاله وبسط النفوذ على ثرواته وتجويع أبنائه الذين رفضوا الخنوع ورفعوا اسم اليمن شامخا إلى كل مسمع “.
تخلل الفعالية التي حضرها مستشار الرئاسة الدكتور عبد العزيز الترب ووزير الدولة الدكتور حميد المزجاجي وقيادات المؤسسات الإعلامية ورؤساء القطاعات وعدد من المسئولين بوزارة الإعلام وكوكبة من الإعلاميين والصحفيين، عرض فيلم عن حياة ومسيرة الثائر ناصر السعيد من إنتاج إذاعة صنعاء – البرنامج العام.
واستعرض الفيلم مناهضة الثائر السعيد لنظام آل سعود بدءً من عمله بشركة أرامكو السعودية وقيادته لإضراب عام 1956، والذي صدر بحقه حكم بالاعتقال ليهاجر بعدها إلى القاهرة ومن ثم انتقل إلى اليمن.
وبين الفيلم أن الثائر السعيد انتقل عام 1962م إلى صنعاء وصدع صوته ضد آل سعود عبر أثير إذاعة صنعاء بخطابه المشهور عن تحرير الجزيرة العربية والذي ألقاه في نوفمبر من العام نفسه، ليواصل مناهضته لآل سعود وإبراز عداوته لأمريكا و إسرائيل.
وأوضح أن الإعلامي محمد المقري كان أحد معاصري ناصر السعيد في إذاعة صنعاء، الذي عمل فيها عدة برامج منها “صيحات الثوار، أولياء الشيطان، وصوت الجزيرة العربية، وكشف جرائم آل سعود واعتقالها للثائرين الأحرار وإيداعهم السجن.
وكان ناصر السعيد إعلاميا وسياسيا، ألف كتاب “تاريخ آل سعود” الذي أحدث ضجة واسعة في العالم العربي وسحب من المكاتب ومنعت بعض الدول بيعه، وسلط الضوء على جرائمهم وسياسة نظامهم تجاه نجد والحجاز والأمة العربية وكان شاعرا وصاحب قصيدة ” لست سعودي أنا عربي أصيل”، غادر صنعاء عام 1967م وظل متنقلا بين ليبيا وبيروت وغيرها من الدول وصدرت أوامر ملكية بتصفيته عام 1979م.
ويعيد المشهد اليمني الأول، نشر نسخة من كتاب “تاريخ آل سعود” الممنوع من البيع في المكاتب والأكشاك، لمن أراد قراءته.