المشهد اليمني الأول/
في الستينيات والسبعينيات رفض ثوار فيتنام التفاوض مع أدوات أمريكا التي كانت تقاتل تحت راية امريكا التي تحتل الجنوب الفيتنامي، وتشن آلاف الغارات الجوية على شمال فيتنام، وأصروا على التفاوض مع الاحتلال الأمريكي مباشرة.
الوضع في اليمن شبيه بما كان عليه حال الشعب الفيتنامي؛ شمال متحرر يتم العدوان عليه، وجنوب محتل من قبل دول تحالف العدوان الامريكي السعو/ حماراتي، وتعبث به الجماعات الارهابية التي استجلبها العدوان.
ثوار فيتنام هزموا أقوى جيوش العالم ( فرنسا وامريكا وحلفاءهم ) ويتذكر العالم معركة ( دان بيان فو ) التي قادها القائد الفيتنامي (جياب ) والتي هزم فيها الجيش الفرنسي وتم اعلان استسلامه. وفي العام1975 م هزم الجيش الامريكي، وأعلن الامريكان انسحابهم من فيتنام بشكل مخز. ما يحدث في اليمن من قتل ودمار لشعبه من قبل العدوان المجرم ومرتزقته، حدث مثله في فيتنام. والشعب اليمني سينتصر كما انتصر الشعب الفيتنامي. المهم الايمان بالقضية، واجادة استخدام الوسائل والأساليب سواء في الجانب العسكري، او السياسي، واستخدام سياسة النفس الطويل.
سيقول قائل أن زمن الفيتنام غيره اليوم. والجواب سيكون حاضراً؛ إن شعوب العالم التي تضامنت مع شعب الفيتنام هي اليوم حاضرة، تتضامن مع قضية الشعب اليمني والمظلومية التي يعاني منها غير خافية على احد، والعالم فضاء مفتوح.
المشاورات التي تجري مع الأدوات في السويد لن تفضي الى جديد في أي مجال، لأن الأدوات ليس لديهم قرار، ولا إرادة هم مجرد ادوات ارتزاقية يملي عليهم العدوان ما يحبذه، وهم في قرارة انفسهم يحبذون استمرارية الحرب، لان الحرب فيها استمرار المصالح الذاتية لهم.
الأدوات لا همَّ لهم تجاه الوطن والشعب، هم عبارة عن مجاميع حاقدة طردها الشعب بثورات متتالية، ولذلك لا يحلمون بالعودة، لذلك يعرقلون اي حوار يفضي الى حلول. ما تسمى بالشرعية ليس لها وجود على الأرض اليمنية. ما هو موجود هو الاحتلال السعو/ حماراتي، وعصابات الارهاب وفوقهم امريكا ودول الاستكبار العالمي الامبريالية.
الأمم المتحدة ودول الاستكبار الإمبريالية هي من شرعنت العدوان على اليمن، وخنازير الخليج والسعودية هم من مولوا ونفذوا هذا العدوان، ولا اعتقد انهم يريدون خيرا لليمن واليمنيين. انهم يريدون تمزيق اليمن وقتل شعبه وسرقة ثرواته، وليس من مصلحتهم ايقاف الحرب والعدوان لان ذلك لا يحقق لهم اهدافهم القذرة. سيكون مصير مشاورات السويد كمصير سابقاتها في سويسرا والكويت، فشلا لأن العدوان لم يحقق اهدافه كاملة حتى الآن.
العدوان وأدواته يرسلون مطالب تعجيزية؛ مثل الانسحاب من الحديدة ً وتسليم السلاح، لكن هذه المطالب تبدو من الوهلة الاولى غير واقعية، فمن ينسحب من أرضه، ويسلم سلاحه يكون قد استسلم ، وسلم رقبته للسكين؟!!
يفترض بهؤلاء المطالبة بانسحاب الأجنبي الذي يحتل ارض اليمن، وليس اصحاب الارض.
الأمريكان والصهاينة متورطون في ادارة الحرب وتسليح العدوان، وبعض تصريحاتهم عن المفاوضات تأتي اسقاط واجب، ومظهراً امام الرأي العام.
والحقيقة كلما عجز العدوان عن تحقيق انتصار في الميدان دعا الى المفاوضات، يريد من ذلك تحقيق ما عجز عن تحقيقه في الميدان. بذلك تصبح المفاوضات جزءاً من الحرب والعدوان.
ايقاف الحرب ورفع الحصار وتحقيق السلام يفوت فرصاً كثيرة على دول العدوان والمرتزقة، ومن اجل ذلك سيضعون العراقيل أمام أي فرصة للسلام.
تسمعهم يضجون بإيقاف الحرب ويدعون الى التهدئة، وكلها خدع من أجل التصعيد وفرض حقائق على الارض تمكنهم من فرض أجندات العدوان.
احسبوها في رؤوسكم، المعتدي لا يصنع السلام غلا إذا تحققت أجنداته فهو يفرض سلامه الخاص به.
الصمود الجبار في وجه العدوان، أفشل كل مخططات العدوان وأجبر أدواته على طلب المشاورات التي يبدو انها جزء من تكتيكات العدو لاستخدامها كدعاية أمام الرأي العام والمنظمات الدولية التي أصبحت تعي ممارسات هذا العدوان الإجرامي. لم يكن العدوان يتوقع هذا الصمود والمقاومة الباسلة. المجرم محمد بن سلمان والعبد العسيري حسبوها أسابيع، وعلى الاكثر شهرا. اليوم العبد العسيري مطلوب مع سيده ابو منشار للعدالة الدولية.
ستعمل أدوات العدوان وبأمر من أسيادهم على عدم تنفيذ مخرجات المشاورات بكل الطرق من أجل استمرار تدمير البلاد وقتل ابنائها والاستمرار في الارتزاق وتحقيق مكاسب دنيئة على حساب دماء اليمنيين ومصالح اليمن العليا، لكن مهما طالت الحرب وازداد إجرام العدوان فالنصر قاب قوسين أو ادنى. والله غالب على امره.
ـــــــــــــــــــــــــــ
عبدالله الأحمدي