المشهد اليمني الأول| متابعات

تضاجعت أفكار التلمود وابن عبد الوهاب فأنتجت مسخاً بدشداشة وجديلتين، يضع الأعرابي قلنسوةً توراتية ضاحكاً حتى يظهر سن الذهب الذي يُشتهر أباطرة النفط والماسونيون باكتنازه، تخيلوا امتزاج الخبث والبراغماتية الصهيونية مع حقد البدوي وجلافته، هذا الخليط ستكون نتيجته الحتمية مخلوقاً تسري في شرايينه كريات الشر لكل من حوله.

من ينظر للتاريخ الفكري والعقائدي منذ صعود كعب الأحبار “كعب بن ماتع الحميري” إلى منبر المسجد مروراً بابن تيمية “شيخ التكفيريين” المدافع عن حبره كعب، وصولاً إلى محمد بن عبد الوهاب، سيلاحظ مدى تماهي الأفكار بدايةً من التجسيم مروراً بأنواع القتل الوحشي “المبرر” فضلاً عن العنصرية المقيتة لكل من هو مختلف عنهما شعوبياً ودينياً، بالمختصر هناك توأمة واضحة بين كل من الوهابية والصهيونية التلمودية المتطرفة.

لعل هذا التشابه هو أحد الأسباب التي تدفع باتجاه إقامة تطبيع سعودي ـ صهيوني علني، فالحديث بات يكثر مؤخراً عن اتصالات سعودية ـ إسرائيلية، زيارات لمسؤولين سعوديين إلى تل أبيب، وأنباء عن نية نواب في الكنيست الإسرائيلي زيارة الرياض، أيضاً فإن العدو مشترك لكل من الرياض وتل أبيب، ألا وهو إيران والقيادة السورية والمقاومة اللبنانية.

في هذا السياق كشفت النائب الإسرائيلية تسيبي ليفني من المعسكر الصهيوني في ندوة في كفار سابا أن “دولا معتدلة” في المنطقة تسعى إلى التحالف مع إسرائيل لمواجهة محور “إيران – حزب الله” وأضافت بالقول إن هذه الدول ترغب أولا في قيام الإسرائيليين بإجراءات لحلحلة الصراع مع الفلسطينيين.

تصريح ليفني أتى بعد سريان أنباء عن نية أعضاء معارضين في الكنيست الإسرائيلي زيارة السعودية، وذلك بعد الزيارة التي قام بها اللواء السابق أنور عشقي إلى الكيان الصهيوني ولقائه بمسؤولين إسرائيليين، وقبل ذلك مصافحة تركي الفيصل الشهيرة مع ممثلي الكيان الصهيوني في مؤتمر للأمن بميونيخ، بل وقبل ذلك أيضاً التسريبات التي نقلها الحاخام الصهيوني مارك شناير عن ملك البحرين من أن فتح قنوات الدبلوماسية مع إسرائيل مسألة وقت.

أيضاً عداء الأنظمة البدوية لمحور المقاومة لم يبدأ منذ هبوب رياح السموم العربية في 2011 بل قبل ذلك وبالتحديد منذ العام 2006 عندما اعتبر معشر الأعراب في الصحراء الحرب التي خاضتها المقاومة ضد إسرائيل مجرد مغامرة.

إذاً هناك جو من التهيئة النفسية تقوم بها الأنظمة الخليجية عبر وسائل الإعلام لرأيها العام ” الذي هو بالمناسبة لاشيء” فبمجرد أن يقرر ولي الأمر شيئاً ما على قطعان المصفقين سوى المباركة والطاعة لولي الأمر والوكيل الحصري للسماء عندهم، هناك مناخ بدأ يتحضر وبشكل متسارع في الأجواء الخليجية لتحويل إسرائيل في ذهن المواطن الخليجي إلى “دولة” بعد أن كانت تُسمى كياناً، وإلى صديق وحليف بعد أن كانت عدواً ” على الأقل كانت عدواً في العلن ولا نتحدث هنا عن الأروقة المظلمة والغير معلن”.

علي مخلوف ـ  عضو مجلس الشعب السوري

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا