المشهد اليمني الأول/
أزيح الستار عن تفاصيل ما يجري في العاصمة السويدية أستوكهولم من مشاورات السلام المنعقدة منذ الخميس الماضي برعاية أممية كاشفاً عن تنازلات كبيرة ومبادرات تطرح على الطاولة للمرة الأولى منذ قرابة الأربع أعوام، تبدد مخاوف الأطراف وتؤسس لمرحلة جديدة تطوي صفحة الحرب المفروضة من الخارج.
عضو الوفد الوطني المفاوض “سليم المغلس” كشف عن تقديم الوفد مبادرات وتنازلات كبيرة، منها إيقاف القتال في كامل جبهات تعز وإنهاء معاناة أبناء المحافظة الذين يعانون منذ أربع سنوات، مشيراً إلى أن “وفد الرياض رفض وأصر على سياسة إبقاء تعز كميدان صراع حسب توجه السعوديين والإماراتيين.
ولفت المغلس إلى أن إيقاف القتال أو التهدئة سواء في تعز أو الحديدة أو غيرها تحتاج إلى تمثيل السعودية والإمارات في الطاولة، موضحاً أن الوفد الوطني سيلجأ إلى الحديث مع المجتمع الدولي للضغط على السعودية والإمارات في هذا الشأن.
وأشار إلى أن وفد الرياض ليس ناقل أمين موثوق لدى السعوديين والاماراتيين من أجل أن يثقوا بنقله لمايجري ويتفاعلوا معه كما أنه لا يمتلك قراره، مضيفاً “يكفي تعز مالحق بها من دمار ويجب ان ينعم ابناءها بالسلام والامن والاستقرار”.
مبادرة مطار صنعاء
وأوضح المغلس تقديم الوفد الوطني مبادرة لفتح مطار صنعاء أمام كافة الرحلات الدولية والإقليمية والمحلية دون استثناء، مؤكدا الإستعداد لمناقشة مخاوف دول التحالف من ذلك ومعالجتها، حيث لا يوجد إي مانع من خضوع المطار للمعايير الدولية والترتيبات المطمئنة للجميع تحت الادارة الوطنية الراهنة الا ان وفد الرياض رفض ذلك رفضا قاطعا.
واكد المغلس جهوزية مطار صنعاء لاستقبال كافة الرحلات الدولية والاقليمية من الناحية الادارية والفنية والامنية، مشيراً إلى أنه يستقبل كل يوم الطائرات الاممية الكبيرة والصغيرة، وأفاد عن موافقة الوفد وفد صنعاء لطلب الامم المتحدة بإرسال خبراء دوليين فنيين لتقييم جاهزية المطار.
واعتبر طلب وفد الرياض أن يصبح مطار صنعاء مطارا داخليا إلى عدن غير منطقي وغير مجدي، مشيراً لشكاوي المرتزقة من إحتلال الإمارات لمطار عدن وغيره وخروجه عن سيطرة حكومتهم، مشيراً إلى أن وزير النقل في حكومة هادي تحدث أن مطار عدن ليس تحت السيطرة الأمنية لحكومته.
واكد أن الحديث بعدم جهوزية المطار أو محاولة تحويله لمطار داخلي ليس أكثر من إستهلاك إعلامي وخداع للرأي العام، مؤكداً أنهم يرفضون فتح المطار نهائياً كون قرار إغلاقه قرار سياسي وليس لسبب فني ومهني، مضيفاً: “مطار عدن محتل ولا تستطيع طائرة اليمنية المبيت فيها وقد إطلعنا على مذكرة تطلب من الإمارات السماح للطائرة بالمبيت”.
مبادرة شاملة لإطلاق سراح الأسرى
وأعرب المغلس عن حرص الوفد الوطني على إطلاق كافة الأسرى والمعتقلين اليمنيين المظلومين الموجودين في سجون الإحتلال بمختلف إنتماءاتهم السياسية، موضحاً تعاطي الوفد الإيجابي مع مايصل من أسماء بعد التأكد من وجودهم في سجون الإحتلال.
وأكد إهتمام الوفد على تبادل الأسرى الكل مقابل الكل حسب الإتفاق، مشيراً إلى أن وفد الرياض مهتم فقط “بإطلاق الأسرى السعوديين دون الإلتفات إلى أهاليهم من الأسرى اليمنيين”.
تحييد الملف الإقتصادي
ولفت المغلس إلى تقديم الوفد مقترح تشكيل لجنة إقتصادية مشتركة ترأسها شخصية إقتصادية وطنية محايدة تعمل على إدارة الملف الإقتصادي بشكل كامل وتعمل على توحيد الإيرادات وتوريدها إلى البنك المركزي واستئناف صرف المرتبات. مشيراً إلى تقديم مقترح توحيد إدارتي البنك المركزي بمجلس إدارة واحدة للبنك تدير السياسة النقدية وأن تكون هناك نافذة واحدة لشراء العملة الصعبة.
وأكد المغلس أهمية تحييد البنك المركزي والقطاع المصرفي العام والخاص عن الصراع والسماح له بالعمل في أي مكان دون استثناء، مؤكداً أهمية إيقاف طباعة العملة واعادة تصدير النفط والغاز. مبدياً إستعداد الوفد لتقديم تنازلات كبيرة في هذا الشان في سبيل إعادة الثقة بين إدارتي البنك المركزي.
وكشف المغلس عن أهم الصعوبات التي تواجه الأمم المتحدة في زحزحة هذا الملف، منها تخلف “محمد زمام” محافظ بنك حكومة هادي وكذا “حافظ معياد” رئيس اللجنة الاقتصادية في حكومة هادي عن الحضور إلى مشاورات السويد ورفضهم ذلك، في مقابل حضور “أحمد غالب” عضو اللجنة الإقتصادية في حكومة هادي وهو لا يملك قرار أقتصادي.
وكشف المغلس رفض “أحمد غالب” لقاء ممثلين الوفد الوطني من البنك المركزي واللجنة الاقتصادية والعمل معاً بناءاً على تعليمات هادي، ورفضه لقاء الأمم المتحدة على إنفراد لإنعدام الثقة فيه وفيما بين أعضاء وفدهم ولذلك يضطر فريق الأمم المتحدة لنقاش موضوع البنك المركزي والملف الاقتصادي أو اي ملف إلى جمع كل أعضاء وفد الرياض وهذا معيق للإنجاز.
ولفت المغلس إلى أن من ضمن المعوقات فقدان الثقة بين بنك مأرب وبنك المكلا مع مجلس إدارة بنك هادي حيث لا يتم توريد شيء إلى عدن من هذين البنكين بعكس مجلس إدارة البنك في صنعاء لا يوجد لديه مثل هكذا تعدد وازدواجية في إدارة البنك.
واعتبر أن السعودية تستند للدعم الأمريكي وهو ما يفسر حالة عرقلة أي حلول وتطورات إيجابية في إطار مشاورات السلام.
https://youtu.be/_IBG-Oq6blk