المشهد اليمني الأول/

 

«أبو القعقاع»، «أبو البتّار» و«أبو جندل»، ألقاب لقيادات عسكرية جهادية يمنية موالية للإمارات، تشارك في المعارك التي جرت وتجري في الساحل الغربي ضد قوات حكومة «الإنقاذ». 

 

الكثير من تلك القيادات تقاتل على أساس مذهبي وعقائدي، وتنحدر من مديريتَي الصبيحة ويافع الواقعتين في نطاق محافظة لحج، وأخرى تنحدر من أبين وعدن.

 

إمارة «الدولة» في يافع  

 

معظم تلك القيادات كانت تدرس في مركز «الفيوش» السلفي، وأخرى انتقلت من أبين وشبوة في العام 2014. وقفت وراء عدد من العمليات التي استهدفت قوات الأمن اليمنية في لحج، ولم تستهدف القوات الأمريكية في قاعدة العند، باستثناء عملية واحدة في نفس العام لم يقتل فيها جندي أمريكي واحد .

 

ومع سقوط مدينة زنجبار بيد «القاعدة» في العام 2015م للمرة الثانية منذ العام 2012م، بدأ الحديث عن وجود معسكر لتنظيم «الدولة» في يافع، وتحت هذه الذريعة اجتاحت قوات «الحزام الأمني» التابعة للإمارات يافع وسيطرت عليها، من دون أن تخوض أي مواجهات مع تنظيم «الدولة» الذي أصبح قادته قادة في الساحل الغربي، وأعضاؤه الذين توّعدوا بـ«إحلال العدل» واستعادة «دولة الخلافة»، يقاتلون تحت علم الإمارات وبتمويل ودعم إماراتي، ويجتاحون القرى والمدن ويسلمون ورقة النصر للإمارات. 
وهكذا، تنكشف علاقة أبو ظبي بتنظيم «الدولة»، كما انكشفت علاقتها بـ«القاعدة» في شبوة وحضرموت .

 

المضاربة بين التنظيم والإمارات 

 

معلومات استخباراتية حصل عليها «العربي»، كشفت عن تنامي دور «الدولة» في المديرية القريبة من باب المندب .

 

وأفادت المصادر أن «تنظيم الدولة سيطر على الجامع الكبير في قرية العشة وحوّله إلى مركز دعوي له، يلقي فيه أعضاؤه محاضرات تحث على الجهاد»، ووفقاً للمصادر «فقد قامت تلك الجماعة بإغلاق مدرسة ابن خلدون في المنطقة وهددت المعلمين بالقتل».

 

ونظراً لذلك، دعت السلطة المحلية في المديرية مشايخ وأعيان قبيلة العلقمة إلى اجتماع عاجل مطلع الأسبوع الجاري لمناقشة نشاط تنظيم «الدولة»، حضره مدير عام المديرية محمد علي الصيني، والشيخ القبلي علي عبد الله منصور العلقمي، لتدارس الرد على تصاعد ذلك النشاط. 

 

إلا أن عدداً من كبار المشاركين في الاجتماع تلقوا اتصالات من ضباط إماراتيين ووسطاء يمنيين من مدينة عدن قبل وأثناء الاجتماع، فكانت النتيجة على غير المتوقع، إذ أقرّ الاجتماع الطارئ آلية «النصح والإقناع» لمواجهة عناصر تنظيم «الدولة».

 

ووفقاً للمعلومات، فقد «اتفق المجتمعون من أبناء قبيلة العلقمة، المشارك فيه مشايخ وشخصيات اجتماعية، وحسب محضر الاجتماع الطارئ، على منع أي تدخل أو هجوم قد تقوم به أي جهات أمنية ضد تنظيم الدولة، كون معظم أعضائه من أبناء القبيلة»، وتعهّد مشايخ وأعيان قبيلة العلقيمة، التي تعد واحدة من أكبر القبائل في مديرية المضاربة بمحافظة لحج بـ«القيام بنصح عناصر التنظيم في المنطقة، من دون تدخل أي جهات خارجية». 
وهدّدت القبيلة بـ«الردّ على أي جهة أمنيه تهاجم تنظيم الدولة»، وتوعّدت بأنها «سترد الصاع صاعين»، مؤكدة أن «مشكلة تواجد تنظيم الدولة في مناطقهم وقراهم وممارستها مهام الدولة ستُحلّ عبر النصح والإرشاد».

 

مصادر محلية أكدت أن «انحياز مشايخ ووجهاء القبيلة الذين تربطهم علاقات متينة بمندوبي دوله الإمارات في المضاربة، لاقى استنكاراً واسعاً من قبل المواطنين، الذين عبّروا عن قلقهم من هذا التنظيم كون فكره اتسع بشكل سريع ومخيف في أوساط شباب المنطقة، ولم يؤثر فيهم النصح». 

 

تأسيس إمارة المضاربة 

 

مصادر محلية أكدت لـ«العربي» أن «تنظيم الدولة، وبضوء أخضر ودعم مالي إماراتي، بدأ بتأسيس إمارته في مديرية المضاربة، ويقوم باستقطاب واستقبال العشرات من أبناء محافظة لحج الذين انضموا إليه»، مشيرة إلى أن «التنيظم بدأ بفرض سيطرته على مساجد المنطقة، كما باشر بحفر الخنادق وغيرها من التوسّعات والأعمال التي تندرج في إطار الأعمال العسكرية، دون أي اعتراض من قبل الجهات الأمنية في المحافظة».

 

(تقرير- رشيد الحداد)

مصدرالعربي