الرئيسية زوايا وآراء صمود اليمن يفجر خلافات الكونجرس الأمريكي

صمود اليمن يفجر خلافات الكونجرس الأمريكي

المشهد اليمني الأول/

 

في تقرير أمريكي للكاتب اليكس ايمونس حول ردة فعل الكونجرس على مقتل خاشقجي والحرب في اليمن وانتخابات الكونجرس، يقول التقرير ان، 55 عضوا في الكونغرس، بقيادة النائب مارك بوكان، د. وايز ، ورو خانا ، دي – كاليفورنيا ، كتبوا إلى مدير المخابرات الوطنية ، دان كوتس ، سائلين عما إذا كان مجتمع الاستخبارات على علم مبكر بمؤامرة استدراج خاشقجي والقبض عليه ، وما إذا كانت حكومة الولايات المتحدة قد أوفت بـ “واجب تحذيرها”.

 

واورد التقرير نص الرسالة حيث قالت إن الاجابات ستحدد معايير التصويت القادم حول حرب اليمن.

 

وقالت نصا: “نتطلع إلى ردكم المناسب في الوقت المناسب على تحقيقنا حيث ينظر كل من مجلس النواب ومجلس الشيوخ إلى قرارات مميزة في هذا الخريف … والتي تستدعي سلطة الدستور الوحيدة في الكونغرس لإنهاء المشاركة العسكرية الأمريكية غير القانونية مع المملكة العربية السعودية في اليمن”، كما وعدت الرسالة “باستخدام القوة الكاملة لسلطات الإشراف والتحقيق في الكونغرس” إذا لم تستجب إدارة ترامب.

 

ورصد التقرير ما تناولته صحيفة ” بوست ” في وقت سابق من هذا الشهر، حيث ذكرت أن المخابرات الأمريكية كانت تعترض على مسؤولين في الحكومة السعودية، وأظهرت “أن ولي العهد أمر بإجراء عملية لجذب واستدراج خاشقجي إلى المملكة العربية السعودية من منزله في ولاية فرجينيا.” لكن ليس من المعروف ما إذا كان المسؤولون الأمريكيون يعرفون ان التهديدات ستنتهي لإلحاق الضرر به، وإذا فعلوا ذلك، ما إذا كانوا قد اتخذوا أي إجراء لتنبيه خاشقجي.”.

 

وحول انعكاسات نتائج الانتخابات النصفية، توقع التقرير ان نتائج الانتخابات النصفية المقبلة قد تحدد مدى وفعالية غضب الكونجرس بسبب مقتل خاشقجي، حيث انه من بين الموقعين على الخطاب المشار اليه، النائب جيري نادلر، العضو الرئيسي في مجلس القضاء، والنائب نيتا لوي، العضو الرئيسي في اعتمادات مجلس النواب، مما يعني أنه إذا سيطر الديمقراطيون على مجلس النواب في الشهر المقبل، يمكنهم التحقيق في رد فعل المخابرات وربما استدعاء شهود من الحكومة للإجابة في جلسة سرية.

 

كما يمكن أن تؤثر الانتخابات النصفية أيضًا على القرار الذي تم تقديمه الشهر الماضي والذي يستحضر قانون صلاحيات الحرب لعام 1973، الذي يوجه الرئيس دونالد ترامب لسحب القوات الأمريكية من “الأعمال العدائية” ذات الصلة بالتدخل الذي تقوده السعودية في اليمن لمدة ثلاث سنوات.

 

واختتم التقرير بالقول انه، من شبه المؤكد أن يحصل القرار على تصويت في كل مجلس، وستكون هذه هي المرة الأولى التي يصوت فيها الكونجرس على إجراء قد يقطع الدعم الأمريكي للتدخل الذي تقوده السعودية، وقد صرح خانا الأسبوع الماضي أنه يتوقع أن يمر القرار، وأن وفاة خاشقجي “أضرت بشكل دائم” بالعلاقات الأمريكية السعودية.

 

وما يهمنا هنا بعد استعراض هذا التقرير هو الاشارة الى عدة ملاحظات ودلالات:

 

1- لولا صمود المقاومة اليمنية وعرقلة المشروع السعودي الامريكي الصهيوني في اليمن، لما تفجرت الخلافات في الكونجرس، ولما أصبح التدخل الامريكي الفاشل عبئا على السياسة الامريكية، ولو حدث استسلام وهزيمة، لكانت هناك نقاشات تدور حول تقاسم غنائم العدوان الامريكي ومناقشات اخرى تتعلق بتوجهات استراتيجية جديدة تعقب مرحلة انتصار العدوان على اليمن واستغلال مكاسبه.

 

2- تفجر الخلافات بسبب مقتل الصحفي وعدم تفجرها بسبب ضحايا اليمن، يدل على ان الرأي العام الغربي لا يعول عليه في قضايا الحقوق والمظلومية بقدر ما يمكن التأثير عليه بالقضايا الفردية ذات الطابع الدرامي، وهو ما يمكن التركيز عليه من قبل اعلام المقاومة إذا ما ارادت حلحلة واستخدام الراي العام الغربي كسلاح في المعركة.

 

3- الصمود هو الخيار السياسي الانجح وليست المواءمات السياسية التفريطية والتي لو حدثت لكانت شكلت مخرجا من المأزق السعودي الامريكي الصهيوني.

 

فلتستمر المقاومة في صمودها وبشائر النصر خير معين وخير سلوى للخسائر والاحزان.

 

(إيهاب شوقي – كاتب مصري)

Exit mobile version