المشهد اليمني الأول/
ليس غريبا ان تظهر العلاقات والارتباطات الاسرائيلية بالانظمة العربية من تحت الطاولة الى فوق الطاولة، وفي ظل مشروع تطبيع الكيان الغاصب مع الدول العربية الذي دشنه ترامب منذ وصوله الى سدة حكم الولايات المتحدة الامريكية ، حينما قام بزيارة الرياض وتلأبيب وبعض الدول الاخرى و كان هدفه واضحا منذ البداية ، فمنذ ذلك الوقت والتصريحات الاسرائيلية بعلاقاتها مع الدول العربية تاتي بين الحين والاخر وكذا تصريحات ترامب التي تلمح بذلك والتي تتزامن مع لقاءات سرية اسرائيلية مع بعض الأنظمة العربية وتسريب اخبارها ، كل ذلك لتهيئة الراي العام العربي والاسلامي لتقبل اعلان التطبيع واخراجه الى العلن.
وابى قابوس بن سعيد إلا ان يكتب صفحة سوداء في تاريخه مسيئا لنفسه ومسيئا لشعب عمان الحر الابي وحضارته الضاربة في عمق التاريخ وللشعوب العربية والاسلامية جمعا بل وبحق الانسانية ، بان يقبل هذا الدور المخجل ليتصدر ويبدأ بتدشين هذا التطبيع ويتقدم بمثل هذه الخطوة التي خجل منها بقية الانظمة العميلة واضعا في حساباته انه سيكون اقل العملاء حظا في ردود الفعل الغاضبة من قبل الشعوب العربية والاسلامية لما يحظى من سمعة طيبة وعلاقات متزنة مع الجميع خصوصا محور المقاومة .
ليتجرأ في الاقدام على هذا الجرم وبتلك الوقاحة التي ظهر بها والتي اختارها لنفسه ليخط خطا يبدأ به ويسبق به اخوانه من العملاء ومن ثم تتوالى اللقاءات العلنية لبقية الانظمة العميلة.
ولكن لا يدرك ان الشعوب الحرة المؤمنة لا تتخلى عن مبادئها ومواقفها وقضاياها المحورية لمجرد الحفاظ على بعض الاعتبارات من لقاءات او زيارات او خدمات او غيرها فلا يوجد اي شيء في هذا الوجود يستحق ان يكون ثمنا لموقفنا ولقضيتنا الاولى قضية فلسطين المحتلة.
الا يعلم ان في اليمن شعبا لا يلين ولا يساوم على قيمه ومبادئه وقضاياه فلا احد في هذا الكون سيمنعه من التعبير عن موقفه المبدأي والثابت جراء هذا السقوط المدوي والمخزي كوصمة عار يختم به عمره و حياته هو اختارها لنفسه وعليه ان يتحمل تبعات ذلك، اما نحن لم نكن نود له ان يقع في هذه الخاتمة المشينة والسيئة.
هذا هو زمن كشف الحقائق فلا تبتئسوا فان هناك احرارا لا تزحزحهم عن مواقفهم اي رياح ولا يعبدون الا الله فهو كافيهم فكفى به وكيلا ووليا ونصيرا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سليم المغلس – عضو المكتب السياسي لأنصار الله