المشهد اليمني الأول/

 

بذريعة “الإنقاذ” دخلت المروحيات السعودية إلى المهرة بعد ساعات من انتهاء الإعصار”لبان” الذي ضرب المحافظة اليمنية، بغية تبرير توسيع نفوذها في المنطقة “المنكوبة”، بالرغم من رفض أهالي المهرة التام للتواجد السعودي الذي ينظرون إليه على أنه احتلال سافر للبلاد.

 

خلّفت العاصفة التي ضربت المهرة أضراراً فادحة في البنية التحتية وفي مساكن المواطنين وممتلكاتهم، فضلاً عن قطع العديد من الطرقات وتهدم العديد من الجسور إلى جانب انقطاع الكهرباء والإنترنت وخطوط الإتصالات، غير أنه وفي أعقاب انتهاء العاصفة اغتنمت “السعودية” فرصة الدخول إلى المحافظة من خلال القواعد العسكرية والطائرات المروحية التي انتشرت حديثاً في مواقع مستحدثة.

 

الجانب السعودي الذي تذرّع مساعدة المتضررين من خلال تدشين ما سماه جسر جوي وبري بالإضافة إلى التعهّد بدعم عملية فتح الطرقات وإصلاح شبكات الكهرباء، كما جاء في تصريحات السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، استثمر الكارثة في المهرة لإيجاد مبررات لوجوده العسكري هناك، وذلك بعد مرور يومين على بقاء عشرات الأسر محاصرة في المهرة وفقاً لـ “العربي الجديد”.

 

وبحسب الصحيفة “لا يختلف التوظيف السعودي للكارثة الناتجة عن العاصفة أو الإعصار (لُبان)، عن محنٍ سابقة مرّ بها اليمن وجرى توظيفها لخدمة أطراف في التحالف.

 

إذ إنّ الوجود الإماراتي في جزيرة سقطرى الاستراتيجية ارتبط في السنوات الأخيرة على الأقل، بعناوين ولافتات الإغاثة، التي جاءت عقب حصول أكثر من إعصار، منذ أواخر العام 2015، ثمّ تحوّل لاحقاً، إلى أزمة ناتجة عن سعي أبوظبي للهيمنة على الجزيرة اليمنية الأكبر في المنطقة العربية”.

 

وكان ناشطون يمنيون قد كشفوا أن قوات التحالف السعودي رفضت دخول سلاح الجو العماني للمهرة لأجل إجلاء سكانها العالقين.

 

الكاتب اليمني عباس الضالعي، وفي تغريدة له كتب أن: “تحالف الغدر يرفض السماح لسلاح الجو العماني القيام بعمليات انقاذ للعائلات المحاصرة في المنازل ويغلق المطار في وجه طائرات الاغاثة”.

 

وتسعى الرياض إلى مد إنبوب نفطي يقوم بالتصدير عبر شواطئ محافظة المهرة المطلة على بحر العرب، ولذلك تعمل على نشر قواتها العسكرية منذ شهور للسيطرة على مطار المهرة والتدخل في منافذها، وهو ما يرفضه سكان المحافظة الذين يرون أن الوجود السعودي يهدد استقرار المحافظة.