كتب/ محمد عايش: حاولوا أن تكونوا محمد علي الحوثي ولو يوما واحدا
محمد علي الحوثي الذي أعلن أنه وزملاءه عرضوا على حمود المخلافي وجماعته أن ينسحب “أنصار الله” من تعز ويسحبوا من المدينة حتى أنصارهم من أبناء المدينة نفسها، مقابل اتفاق واضح لإنهاء النزاع ولتجنيب المدينة الدمار؛ فرفض المخلافي ذلك باعتراف المخلافي نفسه في تصريح له على قناة الجزيرة
محمد علي الحوثي الذي وقف أمام لفاء موسع لوجهاء تعز ليقول مخاطبا حلفاء السعودية في الداخل وبشجاعة لا يملك الإنسان إلا أن يحترمها: لن تستطيعوا أن تتغلبوا علينا بالسلاح ونحن نؤمن أننا لن نستطيع التغلب على أحد بالسلاح، واليمن لا تحكم إلا بالشراكة.
محمد علي الحوثي الذي وقف في مهرجان واسع في مدينة إب وتحت أزيز طائرات العدوان ليعلن: يدنا ممدودة للجميع ومستعدون للعمل مع أي مبادرة وطنية للحوار والتصالح..
محمد علي الحوثي الذي ذهب إلى محمد الإمام، زعيم السلفية في معبر، ليزوره وطلابه ويؤكد على التعايش بين جماعتي الرجلين…
هو نفسه محمد علي الحوثي الذي أطلق مبادرة علاج جرحى “المقاومة”.. فوضع كامل الطابور المؤيد للسعودية في مأزق أخلاقي حرج، لذلك تداعوا جميعا، من نائب رئيس جمهورية الفنادق علي محسن الأحمر مرورا بالسفير ياسين وليس وصولا لتوكل نوبل، وبينهم معظم ناشطي القوم ومفسبكيهم؛ كي يردوا على مبادرته أويسخروا منها أو يحاولوا تلافي وقع الفضيحة التي أثارتها..
ليس في الأمر سياسة فقط لو كنتم تعقلون، بل هذه هي أخلاق اليمنيين في كل صراعاتهم، حاولوا أنتم أن يكون لديكم خطاب وطني، أو مبادرات وطنية، كمحمد علي الحوثي، ولو من باب المزايدة
إن كان هذا اليمني الأصيل يزايد بهذه المواقف فنافسوه في المزايدة إن كنتم تستطيعون..
لم تقدموا لليمنين منذ بداية الحرب إلا شخصيات عاجزة فاسدة، وإلا خطابا (وسلوكا) عصبويا طائفيا ومناطقيا عفنا؛ من طرد الشماليين في عدن إلى سحل الخصوم والتمثيل بالجثث واعدام الأطفال والنساء في تعز
حاولوا أن تكونوا محمد علي الحوثي ولو يوما واحدا
إن كان صادقا فنافسوه وإن كان ممثلا كما تعتقدون فاخطفوا منه الأضواء وكونوا أنتم الوطنيين الحقيقيين..
وإن كنتم لا تستطيعون هذا ولا ذاك فدعوا الرجل يعالج جرحاكم على الأقل بدل أن يتعفنوا في جراحهم بانتظار أن تشفق عليهم السعودية.