المشهد اليمني الأول/
ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، يوم الأحد 21 أكتوبر 2018، أنّ الأمير خالد الفيصل، مستشار الملك سلمان، استمع إلى تسجيل صوتي يدحض الرواية السعودية التي تشير أنّ الكاتب الصحافي السعودي جمال خاشقجي قتل إثر “شجار” داخل قنصلية البلاد في مدينة إسطنبول، ويكشف حقيقة تعرض الصحفي للقتل ومن ثم تقطيع جثته.
واستندت الصحيفة الأميركية في معلوماتها إلى تصريحات مصدرين ينتميان إلى العائلة المالكة في السعودية، لم تكشف عن هويتهما)، أكدا أن الفيصل حصل على أدلة تشير إلى تعرض خاشقجي لـ “التخدير، والقتل، والتقطيع”، بعد دخوله قنصلية بلاده بوقت قصير.
كما قال أحد المصدرين: “التسجيل الصوتي لا يحمل هذا الهراء حول اندلاع شجار”.
وبعد أيام من واقعة اختفاء خاشقجي، الذي تبين مقتله فيما بعد، أرسل الملك سلمان خالد الفيصل إلى تركيا لمتابعة التحقيقات وصنفته الصحافة الغربية بأنه “الذراع الأيمن للملك سلمان بن عبد العزيز”.
وفي يوم الجمعة 19 أكتوبر 2018، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أنّ الفيصل عاد إلى السعودية برسالة قاتمة إلى العائلة المالكة، وقال لأقاربه إنه “من الصعب حقاً الخروج من هذا (قضية مقتل خاشقجي).
ويناقض تقرير “وول ستريت” الروايتان الرسميتان للرياض، والتي كانت أحدثها ما ادعاه مسؤول سعودي رفيع المستوى لـ “رويترز” لم تكشف هويته، يوم الأحد، أنّ “خاشقجي” قتل جراء “كتم النفس” عند محاولة منعه من رفع صوته مع أعضاء من فريق التفاوض معه الخمسة عشر من أجل عودته إلى البلاد.
وزعم المسؤول أنّ ما تسبب فريق التفاوض في مقتل خاشقجي “تجاوز للصلاحيات ومخالفة للأوامر” التي لم يحدد فحواها او مصدرها.
وفي الرواية الأولى التي أعلنت عنها الرياض، فجر السبت 20 أكتوبر 2018، أقرّت بمقتل خاشقجي في القنصلية في إسطنبول إثر “شجار” مع مسؤولين سعوديين، وأعلنت عن توقيف 18 شخصا كلهم سعوديون.
كما أصدر الملك سلمان أوامر ملكية قضت بإنهاء خدمة عدد من المسؤولين، أبرزهم نائب رئيس الاستخبارات السعودية أحمد عسيري، المقرب من ولي العهد محمد بن سلمان، والمستشار في الديوان الملكي سعود القحطاني.
ولم تتطرق الرياض إلى مكان جثمان خاشقجي الذي اختفى عقب دخوله قنصلية بلاده في 2 أكتوبر 2018 لأخذ أوراق خاصة به.
وكانت صحف غربية وتركية أكدت مقتل خاشقجي بعد ساعتين من وصوله إلى قنصلية بلاده في إسطنبول، وأنه تم تقطيع جسده بمنشار، على طريقة فيلم “الخيال الرخيص” الأميركي الشهير.
وقبل أيام، نقلت صحيفة “نيويورك تايمز”، عن مصدر تركي رفيع المستوى أنّ “مسؤولين كبار في الأمن التركي خلصوا إلى أن خاشقجي تم اغتياله في القنصلية السعودية في إسطنبول بناء على أوامر من أعلى المستويات في الديوان الملكي”.
وفي يوم الجمعة، كشفت الصحيفة ذاتها عن خطة من شأنها الدفع بعسيري كـ “كبش فداء” في قضية مقتل خاشقجي.