الرئيسية أخبار وتقارير على السعودية إيقاف حربها في اليمن.. لتجنب الذبح والتقطيع كخاشقجي

على السعودية إيقاف حربها في اليمن.. لتجنب الذبح والتقطيع كخاشقجي

المشهد اليمني الأول/ تقرير – إبراهيم الوادعي

 

اعترف النظام السعودي أخيرا وتحت الضغط والإكراه بقتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول، وبعد أسبوعين من الإنكار والادعاء بأن الرجل غادر القنصلية خرج النظام السعودي بقصة ركيكة للغاية لشرح ما حصل وتشابه في نسجها بيت العنكبوت، وأن أوهن البيوت لبيت العنكبوت.

 

ومن الواضح أن السعودية تمضي في طريق الاعتراف الكلي في ما حدث يوم الـ 2 من أكتوبر الحالي، دارت العجلة ولا يمكن التوقف ولن يكون اعترافها بالقتل وإجراء تحقيق داخلي نهاية المطاف.

 

ترحيب الإدارة الأمريكية بالرواية السعودية ليس ثابتا بقدر ما هو حيلة لجر السعودية الى المسار التالي لعملية الابتزاز، دول أوروبية عدة خرجت للقول إن الراوية السعودية غير مقنعة لم تجب على أسئلة عديدة، أبرزها الحكومتين الهولندية والألمانية حيث قالت إن الرواية السعودية تفتقد المنطق والمصداقية، في شأن تواجد فريق يتضمن خبراء تشريح يتوجه من الرياض إلى إسطنبول ليصطنع شجارا مع صحفي خارج بلده ثم يقوم بقتله، وتحدثت فرنسا وبريطانيا عن إجراءات عقابية.

 

ويشير مراقبون إلى إنه غير المستبعد أن نشهد فصولا مماثلة للسيناريو الليبي في لوكربي عندما طلب إلى القذافي مجرد الاعتراف فقط بالقصة وتحميل أيا كانت مسئولية الجريمة ليهدأ الرأي العام الأوروبي والأمريكي آنذاك، لكن القصة لم تنتهِ وتم تدفيع القذافي أموال كبيرة كتعويضات، وفي الإعلام جرى إظهاره أمام شعبه بأنه باع مواطنيه لدول أجنبية مقابل ضمان سلامته وسلامة حكمه، وكان هذا الطرح حاضرا في تناول الثوار الليبيين.

 

انتهى وقت التسريبات التركية، وبدأ مسلسل التسريبات السعودية في محاولة للملمة الثغرات الموجودة في الرواية السعودية الأولى ليل السبت والتي لم تكن مقنعة للدول أو للمنظمات وحتى لمن يعرفون النظام الديكتاتوري السعودي والذي لا يمكن فيه إخفاء شيء عن القيادة السعودية أو يتصرف الموظف من رأسه.

 

تقول التسريب السعودية نقلا عن رويترز إن الفريق السعودي كان في مهمة لإرجاع خاشقجي والإفراج عنه إن رفض العودة، وأنه ادعى أنه غادر إسطنبول سريعا بعد إخلاء سبيل خاشقجي، وأنه أي الفريق قدم معلومات مضللة للقيادة السعودية.

النظام السعودي يقبع أمام خيارين كلاهما مر:

الأول: تشكيل محكمة دولية، والنظام السعودي طالب بمثل هذه النظم من العدالة لمحاكمة خصومه كالنظام السوري وحزب الله، والآن هناك دعوات أممية ودولية لإقامة تحقيق دولي في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي بمعزل عن التحقيق التركي أو السعودي، كون الجريمة ذات بعد دولي.

 

الثاني: قد يجري فرض عقوبات في حال رفض النظام السعودي لإجراء محاكمة دولية، ويستمر الابتزاز وافقار السعودية التي تستميت لإبعاد التهمة عن ولي العهد محمد بن سلمان.

 

ومن المؤكد أن نهاية قضية خاشقجي لن تكون قريبة لا الأتراك ولا الأمريكيين يريدونها قضية مغلقة، ما دامت خزينة المملكة السعودية لا تزال مليئة بالأموال، ومادامت ستكون سيفا مصلتا على بن سلمان الذي لن يتأخر عن دفع المال في السابق لقاء العرش والان.

 

في وسط المعمعة التي أوقع النظام السعودي نفسه فيها والأزمة غير المسبوقة التي تمر بها العائلة المالكة، والابتزاز الذي تتعرض له سواءً الأتراك أو الأمريكي الذي أقحم نفسه في القضية لمحاولة جني المليارات السعودية دون مقابل، لعل الحقيقة الناصعة والدعوة الصادقة التي كان بإمكان آل سعود أن يتلقفوها وتخفف عنهم مأزقهم، هي إيقاف الحرب على اليمن.

 

السيد حسن نصر الله قدم للنظام السعودي معطيات فعلية بأن الغطاء الدولي الذي توفر للملكة السعودية عند شن العدوان على اليمن انهار تماما لم يعد حاضرا ليمكنهم من الاستمرار في الحرب، بل أضحى فاتحا عينيه على ما يرتكبه آل سعود من جرائم في اليمن.

 

ومن شأن إيقاف العدوان على اليمن إيقاف جانب من الابتزاز الحاصل للأسرة السعودية والخزينة السعودية، وورقة تفاوض أمام الأمريكي الطامع في استمرار صفقات الأسلحة.

 

الأمر الآخر أن المجلس السياسي الأعلى في صنعاء أطلق دعوة تعكس أعلى مراتب الخلق الإنساني، وهو صادق إلى النظام السعودي لإيقاف العدوان على اليمن والاستناد إلى قوة الشعب اليمني في مواجهة ابتزاز أمريكا وما يحاك ضدها من مؤامرة واضحة المعالم، هي وحدها من تعمي عينيها عنها.

 

رد النظام السعودي على دعوة السيد حسن نصر الله كانت المزيد من المكابرة، وفي اليوم التالي لدعوة أمين عام حزب الله بث تلفزيون العربية مشاهد مباشرة لانطلاق الطائرات المغيرة على اليمن من قاعدة عسكرية في خميس مشيط.

 

وأمام هذا الاستكبار والعمى لدى القيادة السعودية، فإن العالم العربي الذي عاش نصف ربيع عربي بعد إحراق البوعزيزي نفسه، على موعد قريب من الجزء الثاني في ربيع ممالك قادم، بدأ ربيع الجمهوريات بدماء بوعزيزي تونس، وسيبدأ ربيع الممالك بدماء الخاشقجي.

 

كلام المحلل العسكري السعودي إبراهيم آل مرعي يؤشر لذلك القلق المتنامي لدى ممالك الخليج وهو يعدد أفعال أمريكا الأخيرة من سحب الأموال الخليجية وسحب أنظمة الدفاع وابتزاز ملوكها وسلب أموالها، بالقول هل المستهدف إيران أم نحن.

 

الأيام القادمة حبلى بالمفاجئات، لصالح الشعوب المستضعفة التي اكتوت بما في خزائن الخليج من أموال صرفت لصنع انهار من دماء المسامين في العراق وسوريا ولبنان واليمن حيث لا يزال القتل بالمال السعودي والإماراتي مستمرا.

 

لن تجد ممالك الخليج حين يقع جورها في الذبح والتقطيع من ينقذها.. فلقد آلمت الجميع، وهي تستمر في المكابرة وسفك دماء الشعب اليمني.

Exit mobile version