المشهد اليمني الأول/
الثائر راجح بن غالب لبوزة يطلق أول رصاصة من جبال ردفان معلناً الثورة ضد الإستعمار وعملائه في 14 أكتوبر 63م ويسقط شهيداً والثوار يعتمدون الكفاح المسلح وحرب التحرير الشعبية أسلوباً لطرد المحتل والخونة، وفي صنعاء عقد الإجتماع التأسيسي لتشكيل الجبهة القومية لتحرير الجنوب في 18 أغسطس 1963م برئاسة قحطان الشعبي وبفكر حركة القوميين العرب وفي تعز عقد المؤتمر التأسيسي للجبهة والرئيس التنفيذي قحطان الشعبي وعضوية عبد الفتاح إسماعيل ويقرون الكفاح المسلح ومواصلة حرب التحرير الشعبية ومن أربع جبهات، جبهة الضالع بقيادة “على أحمد ناصر عنتر” وجبهة الشعيب بقيادة “صالح مصلح” وجبهة ردفان بقيادة “علي شائع هادي قاسم الزومحي” وجبهة فدائيي عدن بقيادة “عبدالفتاح إسماعيل”.
والنضال مستمر.. والنظام المصري والسعودي يتفقون على إنهاء الكفاح المسلح واعتماد النضال السلمي ضد الإستعمار والخونة كما ورد في البنود السرية من إتفاقية جدة أغسطس 1965م بعد إنشقاق المشايخ وإلغاء الملكية، والجمهورية للإعتدال.. وحاول ضباط المخابرات المصرية في 13 يناير 1966م الدمج القسري بين الجبهة القومية ومنظمة التحرير التي تضم السلاطين ووزراء حكومة الإتحاد والسياسين والبرجوازيين في إطار جديد بمسمى جبهة التحرير والنضال السلمي والتفاوض بدلاً عن النضال المسلح.. فما كان من علي عنتر إلا أن يصرخ عالياً في وجهه الضباط المصريين قائلا لهم :- (لا يعقل مطلقاً أن نتحد مع السلاطين والسياسيين والوزراء والبرجوازيين من عملاء الإستعمار.. لايمكن أن نتحد مع اعداء الشعب الذين ظللنا نقاتلهم كل حياتنا حتى اليوم) … وقررت الجبهة القومية الخروج من الدمج القسري ومواصلة الكفاح المسلح بالإعتماد على الشعب، وتولى عنتر وشايع ومصلح والزومحي قيادة جيش التحرير الشعبي ضد الثورة المضادة والتي عرفت بالحرب الأهلية مع عملاء الإستعمار.
وسقطت جبهة الضالع بأيدي الثوار وتوالى سقوط الجبهات الواحدة تلو الأخرى من ردفان والحوشب ولحج ووصلت طلائع جيش التحرير إلى عدن واتجهت فرقة “علي عنتر” إلى حى الشيخ عثمان، وفرقة “قاسم الزومحي” إلى حي البريقة، وفرقة “صالح حسن” إلى حى التواهي وشاركوا جبهة عدن بقيادة “عبدالفتاح إسماعيل” وحسموا الحرب الأهلية، وتصعيد العمليات العسكرية ضد الإحتلال، وتم إسقاط 23 سلطنة ومشيخة وبسهولة “كما تقلع البصل والثوم من الحقل” حسب تشبيه الأديب والشاعر والمفكر اليمني الفقيد “عبد الله البردوني”.
وبريطانيا تتفاوض مع جبهة الثوار فتوجه وفد الجبهة القومية إلى جنيف برئاسة “قحطان الشعبي” وعضوية “عبدالفتاح إسماعيل” وآخرون للتفاوض مع بريطانيا وبدأت المفاوضات في جنيف يوم 21 نوفمبر وانتهت يوم 29، وأعلن عن قيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية دولة مستقلة وذات سيادة يفصلها عن الجمهورية العربية اليمنية خط الحدود الذي رسمه الإستعمار العثماني التركي والإستعمار الإنجليزي في عام 1905م.. وقحطان الشعبي أول رئيس للجمهورية وعلي سالم البيض أول وزير للدفاع الذي طرد البعثة العسكرية البريطانية من القوات المسلحة.
وفي مارس 1968م الجبهة القومية تقر برنامج التحول الإشتراكي الديمقراطي في البلاد.. والرئيس قحطان الشعبي يعارض ويعلن الطوارئ ويعتقل رموز اليسار الثوري ويهرب فتاح والبيض إلى الشمال مما أدى إلى قيام حركة 22 يونيو عام 1969م واعتقال وسجن قحطان الشعبي ثم أطلق سراحه، وتوفي في منزله عام 1981م.
******
مرحلة التحول نحو الإشتراكية
وتولى سالم رُبيِّع علي “سالمين” الرئاسة وبدء مرحلة التحول نحو الإشتراكية، فتم قطع كافة أشكال العلاقات مع أمريكا وتجميدها مع بريطانيا والأعداء هم الإمبريالية والصهيونية والرجعية السعودية.. وتم توحيد فصائل اليسار من حركة القوميين العرب والبعث والماركيسين في تنظيم موحد، التنظيم السياسي الموحد “الجبهه القومية” .. وتم تأميم أملاك الشركات والبنوك الأجنبية وتأميم مصفاة نفط عدن وجعلها ملكية عامة للشعب.. وصدر قانون الإستثمار بنسبة 75% عمالة يمنية، وبنسبة 25% في المئة عمالة أجنبية وقامت إنتفاضات الفلاحين وتحت شعار الأرض لمن يفلحها أُنتزعت الأرض من السلاطين وكبار الملاك وحددت الملكية للأرض بـ 20 فدان للأرض المروية و40 فدان للأرض غير المروية.. وفرضت الخدمة العسكرية على الجنسين الرجل والمرأة في الميليشيا الشعبية التي تعتبر جزء من القوات المسلحة وأصبح التعليم إلزامي ومجاني في الداخل والخارج.. والطب والعلاج مجاني، والوظيفة العامة للجميع، واصبح إسم الدولة “جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية”.
وصدر قانون الأسرة وتحديد النسل وعالم الدين البيحاني يقر بتحديد النسل وينكر تحديد الزوجات بزوجة واحدة فقط ويتم تحديد المهر ..وبالرغم من هذه الإجراءات وغيرها.. حدث مالم يتوقعه أحد حدث تقارب بين صنعاء وعدن أحيط بسرية تامة حتى اليوم، سراً بين شخصين فقط كاد أن يتوَّج بإعلان الوحدة في 12 أكتوبر عام 1977م والأيادي الآثمة تغتال الشهيد المقدم إبراهيم الحمدي في 11 أكتوبر.
ويتولى أحمد حسين الغشمي السلطة في صنعاء والذي أغتيل بفعل انفجار حقيبة ملغومة كان يحملها مبعوث الرئيس الجنوبي سالمين إلى صنعاء القصر الجمهوري في يونيو 1978م، والجامعة العربية تطرد اليمن الجنوبي من الجامعة العربية بعد الإغتيال، والرفاق في عدن يتهمون سالمين بتدبير حادث إغتيال الغشمي وتم إعدام سالمين في يونيو 1978م.
وفي يوليو 1978م أنتخب مجلس الشعب الأعلى في عدن عبد الفتاح إسماعيل رئيساً للبلاد، والذي عمل على توحيد الأداة الثورية اليمنية التى ستحقق الوحدة اليمنية المنشودة حسب إعتقاده، حيث عمل على توحيد فصائل اليسار في الشمال في حزب الوحدة الشعبية بزعامة “جار الله عمر” والذي إندمج مع التنظيم السياسي الموحد “الجبهة القومية” وإعلان قيام الحزب الإشتراكي اليمني في أكتوبر عام 1978م و”عبد الفتاح إسماعيل” هو المؤسس والأمين العام للحزب .
وبعد ترسخ أهداف ثورة 14 أكتوبر بالإستقلال والسيادة الوطنية ووحدة الحركة الوطنية ووحدة الأداة الثورية اليمنية لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية.. أصبح الهدف الإستراتيجي لثورة 14 أكتوبر للنضال من أجل الدفاع عن الثورة اليمنية وتنفيذ الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية وتوطيد السيادة الوطنية.
وفي عام 1979م تم توقيع معاهدة الصداقة مع الإتحاد السوفيتي، وفي فبراير حدث الصدام العسكري بين الشطرين، والسعودية تعلن الطوارئ وتستدعي قواتها من لبنان، وأمريكا تقر صفقة سلاح للشمال بقيمة 300 مليون دولار بدون موافقة الكونجرس.. وسوريا والعراق والكويت ومنظمة التحرير الفلسطينية للوساطة، وتعقد قمة بين رؤساء الشطرين في الكويت ووقف إطلاق النار والرئيس عبد الفتاح إسماعيل يُفاجئ الجميع في قمة الكويت 29 مارس 1979م، ويعلن عن إستعداده لتقديم الإستقالة لإتاحة الفرصة للمقدم علي عبد الله صالح ليتولى رئاسة اليمن العربية الموحدة، ولأن عبد الفتاح إسماعيل علي العبسي من الأعبوس حيفان تعز ومن الشمال ومن أصل جوفي من محافظة الجوف، تحركت الورقة المناطقية في الجنوب بعد عودة فتاح إلى عدن بالقول أن الشماليين يريدون تسليم الجنوب للشمال.
*****
إندلاع أزمة سياسية
ولتندلع أزمة سياسية… وعلي ناصر محمد يقول المخرج من الأزمة هو خروج عبد الفتاح من السلطة، وتجرى محاولة إغتيال فاشلة لفتاح، ومن ليبيا “العقيد معمر القذافي” يفشلها وبنفسه، بإنقاذ طائرة فتاح في مطار طرابلس بعد تعذر فتح عجلاتها، بنشر سوائل وصابون على مدرج المطار وتهبط الطائرة بسلام.
ووزير الدفاع علي عنتر يهدد بتنفيذ إنقلاب عسكري، وعبد الفتاح إسماعيل يقدم الإستقالة في إبريل 1980م وإلى المنفى الإختياري موسكو، ويدعو أنصاره إلى عدم إطلاق الرصاص حتى ولو إنهال عليه الرصاص.. وعلي ناصر محمد يتولى الرئاسة والأمين العام للحزب ورئيس مجلس الوزراء من إبريل 1980م حتى 13 يناير 1986م، يوم حدوث مجزرة 13يناير والتي وصفها البردوني بمؤامرة دول الخليج للقضاء على النظام الوطني في الجنوب، والتي تم التحضير لها على مدى أربع سنوات كما ذكر البردوني في كتابة الثورة والثقافة في اليمن.. مجازر وصفت بأنها من تدبير عقول متوحشة وبربرية عديمة الضمير والإنسانية والدين والأخلاق صنفها البعض بأنها من تدبير المخابرات الأمريكية والموساد الصهيوني.
*****
إعتدال الثورة
وكما إعتدلت ثورة وجمهورية 26 سبتمبر في صنعاء بإنشقاق المشائخ واتفاقية جدة 65م وإنقلاب 5 نوفمبر 67م… كذلك إعتدلت ثورة وجمهورية 14 أكتوبر في إبريل 1980م.
وثورة 26 سبتمبر لم تعد 26 سبتمبر… وكذلك ثورة 14 أكتوبر لم تعد ثورة 14 أكتوبر، والمناطقية للواجهة والممارسة، شمالي جنوبي، جنوبي شمالي، الضالع وأبين، فتم إقصاء وتهميش واغتيال المناضلين والثوريين خاصة من أبناء الشمال.. وتم إفشال القطاع العام ونقله للقطاع الخاص والتوجه نحو الغرب بالقروض والفوائد في المشاريع الخدمية، وإغراق الدولة بالديون الخارجية.. وإنشاء معسكرات في أبين وفرق عسكرية وبلون مناطقي وحسب الولاء الشخصي للأخ الرئيس.
*****
يقظة ومعاودة الروح الثورية
ويتنبه الثوريين لذلك ويصدرون قرار حزبي بتخوين من يلجأ للسلاح ووقف الحملات الإعلامية… إلا أن إعلام “علي ناصر” يستمر في تشويه سمعة المناضلين والثوريين وإلصاق أشنع التهم والنعوت بهم… وطار علي عنتر إلى موسكو لمقابلة عدوه اللدود بالمناطقية عبد الفتاح إسماعيل وليصبح رفيقه بالوطنية اليمنية، وأمام إصرار وإلحاح علي عنتر عاد فتاح إلى عدن في إبريل 1985م لمواجهه الحرامية واللصوص والسرق، ومن هؤلاء السرق عبد ربه منصور هادي.
والمناضل الشجاع والجسور والعنيد “علي أحمد ناصر عنتر” وبالمحاضرات التوعوية من معسكر إلى معسكر، ومن جامعة إلى جامعة، ومن قاعة إلى قاعة.. ويصرخ عالياً السرق يريدون سرقة الثورة.. والقياده السياسية تقرر عقد إجتماعات حزبية في 13 يناير، في كافة مرافق الدولة للحزب الحاكم الساعة العاشرة صباحاً بما فيها المكتب السياسي الذي سيحضره الرئيس، الذي سيقدم مفاجئة لحل الأزمة.
وفي صبيحة يوم الإثنين 13 يناير يصدر علي ناصر أوامره بتفجير الوضع عسكرياً ويكون أول المغادرين من عدن حتى يومنا هذا 2017م، وفي الساعة التاسعة والنصف وفي موكب تمويه يغادر “علي ناصر” إلى أبين والموكب الرسمي إلى المكتب السياسي ليترجل الحارس الشخصي للرئيس المدعو مبارك، ويتوجه إلى قاعة الإجتماعات، وبدم بارد يخرج الكلاشنكوف من حقيبة الرئيس ويطلق النار ويستشهد وعلى الفور قادة التحرير الشعبي للجبهات الأربع ضد الإستعمار جبهات الضالع والشعيب وردفان وعدن الشهداء علي عنتر وصالح مصلح وقاسم الزومحي وعبد الفتاح إسماعيل، شهداء الغدر والخيانة، ومجزرة المكتب السياسي هى ساعة الصفر لتدشين المجازر الدموية من البحر والجو ومن البر 20 فرقة إغتيالات ومجازر وبالهوية المناطقية مجازر جماعية معظمها لأبناء الشمال والضالع .
وبعد إسبوع من المعارك الشرسة، وحسم المعركة لصالح الثوريين، بالرغم من إستشهاد القادة، كانت إذاعة لندن تقول بأنه لم يتبقى سوى جيب واحد ويسيطر الرئيس الشرعي “علي ناصر محمد” على عدن.. ولاحقا تفيد إذاعة لندن بأن القبائل الماركسية والعشائر الإشتراكية القادمة من جبال ردفان والضالع تحسم المعركة وأن الرئيس الشرعي ظهر من محافظة البيضاء في الشمال.. وهرب وفر هادي إلى الشمال وقيادات حرب التحرير والدولة وبالآلاف في ذمة الله والقتلة في أحضان بني سعود.
وما تبقى من ثورة 14 أكتوبر يحطون الرحال في صنعاء 22 مايو 1990م شركاء الوحدة وبإتفاقيات بأفضل مافي الشطرين، وشركاء الوحدة يقعون فريسة سهلة لتنظيم القاعدة، “إنهم كفار ماركسيين” والإغتيالات وتفجير مقرات الإشتراكي، حتى وصلوا إلى غرفة النوم للأستاذ “ياسين سعيد نعمان” رئيس مجلس النواب في حينها، وذلك حدث بالتنسيق مع مراكز النفوذ والسلطة في صنعاء كما صرح بذلك المرافق الشخصي لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن لقناة الميادين الفضائية. ولتنتهي القصة في حرب 1994م، شركاء الوحدة كفار وقوى ردة وإنفصال .
وما تبقى من ثورة 14 أكتوبر للمنافي، وحسب الأمر الواقع في أحضان أعدائهم الإمبريالية والصهيونية والرجعية العربية السعودية والإمارات وقطر، وبعضهم إستظل تحت العلم الصهيوني في تركيا والقاهرة، إلا من رحم ربي، ومن يستطيع أن يغطي عين الشمس بالمنخل أو بالشبك والشبوكات، ففريق 13 يناير المتوحش والسفاح والجزار والذي لاحياء ولا أخلاق ولا وطنية ولا إنسانية له بالإطلاق، أصبح هو الشرعية في عدوان مارس 2015م.
*****
وتستمر المؤامرة ..
وليتكرر المشهد الدامي لليمن كل اليمن وهذه المرة لا إعتدال ولا إعتلال ولا وسطية ولا سلام، بل ستة أوطان وستة شعوب مناطقية وطائفية وحروب لا تنتهي.. وحدة الأعمى الأعمى كان بصيراً أكثر من المألوف 13يناير مؤامرة خليجية تتجدد في 2015م، وبشكل واضح بالوكيل والعبيد والأصيل.
نحتفل اليوم بالذكرى الـ 55 لثورة 14 أكتوبر الخالدة.. والجنوب اليمني يرزح تحت الإحتلال الإماراتي، وجمهورية اليمن الديمقراطية كانت الدولة العربية الوحيدة التي رفضت الإعتراف بهذه الكيانات، ومندوب اليمن الديمقراطية الشعبية في الجامعة العربية في ديسمبر عام 1971م يرفض إنضمام الإمارات وقطر والبحرين للجامعة العربية لإنها كيانات إستعمارية صنعها وخلقها الإستعمار البريطاني لخدمة مصالح الإستعمار والصهيونية، وبالفعل إستحق الخالق الصهيونية عبادة المخلوق والمخاليق من بني سعود وأولاد زايد لخالقهم بريطانيا وأمريكا وإسرائيل من أجل تمزيق اليمن لظهور الشرق الوسط الكبير.
إحتفلنا العام الماضي بالذكرى الـ54 للثورة الأكتوبرية وأعلام الإحتلال الإماراتي السعودي إلى جانب أعلام نجمة الإشتراكية الثورية المناهضة للإستعمار والرجعية، وصور ملوك وامراء الرجعية العربية تحل محل صور جيفارا ولبوزة وفتاح … وروح ومبادئ ثورة أكتوبر الوحدوية النضالية مهدورة في مربعات قوات النخبة الحضرمية والشبوانية والمهرية والحزام الأمني المقاومة للإحتلال “اليمني”، والمرحبة بأكثر من 15 إحتلال خارجي، حتى التكفير والقاعدة.
ونحتفل هذا العام بالذكرى الـ 55 للثورة الأكتوبرية وأعلام الإحتلال الإماراتية تحرق وتداس في شوارع الجنوب اليمني، وصور ملوك وأمراء الرجعية العربية تحرق وتداس في كل مكان تحت صرخات “لا تحالف بعد اليوم” صحوة ولو تأخرت تبقى شرارة بركان سيأتي لا محالة ليقذف بالإحتلال وأذنابه إلى مزبلة التاريخ.
******
ثورة الجنوب إندلعت..
وكما إقتلعت ثورة 14 أكتوبر 1963م الإستعمار الإنجليزي وعملائه السلاطين بصلة بصلة… ثومة ثومة … كما قال البردوني فإن الثورة القادمة لأبناء الجنوب وبإسناد ودعم من ثورة الـ 21 من سبتمبر سيتم إقتلاع الإستعمار الإماراتي والسعودي والسوداني والأمريكي والبريطاني وعملائهم من السلاطين الجدد. سيتم إقتلاعهم بصلة بصلة… ثومة ثومة.. بل قلعهم شوكة شوكة ونتفهم شعرة شعرة… وكما كانت ثورة 14 أكتوبر هى توأم 26 سبتمبر، فإن ثورة الجنوب القادمة ستكون توأم ثورة 21 سبتمبر. ولتعيد شعار خمسينيات القرن العشرين للواجهة من جديد “يمن ديمقرطي موحد”.. يمن لا مكان فيه لكل مفردات التفرقة والعنصرية والكراهية والتكفير، مفردات الغرف السوداء في تل أبيب ولندن وواشنطن والرعاية خليجية والتسويق لتجار الأوطان وسرق الثورات وحرامية الجمهوريات ولصوص الإنتصارات.
المجد والخلود لشهداء الثورة اليمنية كل الثورات المعادية للإستعمار والرجعية، وعاش اليمن، كل اليمن… ديمقراطي جمهوري موحد نفديه بالدم والروح.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
جميل أنعم العبسي