المشهد اليمني الأول| تقرير – أحمد عايض أحمد
هكذا أنتصر الوفد الوطني بالكويت في جولاته الأسطورية.. تمكن الوفد الوطني إلى الكويت برئاسة الأستاذ “محمد عبد السلام”، من هزيمة الأعراب والغرب معاً، وقد أذهل الموجودين من خلال براعته في المناورة وشجاعته وتحمله وصبره، لم يكن باستطاعة الأعراب ولا الغرب الحصول على مبتغاهم خلال هذه المفاوضات، حيث كان هذا الوفد لهم بالمرصاد .
على الرغم من وقوف جميع الدول في الكويت ضد اليمن الممثل بالوفد الوطني، وتربصها شراً بالوفد الوطني حيث ارادوا من خلال هذه المفاوضات، الوصول إلى صيغة لإسقاط (الوطن-الشعب-الدولة-الثورة)، إلا أنهم فشلوا سياسياً إلى جانب فشلهم العسكري.
البعض يرى المفاوضات أنها تنازلات والبعض الآخر يراها خيانة او استسلام، هذه الأحكام المسبقة تثبت للجميع أن هؤلاء إما جهلة، أو يوظفون آرائهم للتشوية والإنتقام والتقليل من جهود من تحملوا المسئولية الكبرى، الخسة والحقارة وصلت عند البعض إلى وصف عمل الوفد الوطني بالعمل المستقل عن قائد الثورة وان سماحة قائد الثورة يجهل مايصنعه ويعمله الوفد الوطني مختصرين الوفد الوطني في شخص الأستاذ محمد عبدالسلام رئيس الوفد وخصوصاً زياراته للسعودية.
جميع الفئات من تم ذكرها سابقاً تقرأ الخطوط العريضة، التي يتداولها الإعلام ولكن الخبراء والمتخصصين المحايدين يقرأون سير المفاوضات بشكل آخر .
أولا أن المفاوضات بأي ساحة إقليمية أو عالمية، فيها تنازلات من الطرفين المتخاصمين وذلك من أجل التوافق، ولكن عديمي الوعي والضمير يأخذون كلمة تنازلات ويشرحونها بطريقتهم الخاصة وفق رغباتهم وفق توجههم وليس من أجل التوعية ومحاربة الإعلام المضاد، بل يساندون الإعلام الغازي والمرتزق بدراية أو بجهل والغاية إما شهرة أو إنتقام أو اسائه أو تشوية ..إلخ.
والحقيقة المؤكدة أن الوفد الوطني في وادي والإعلام في وادي آخر، فما هي نجاحات الوفد الوطني الصامد:
اليمن لا يفتقر إلى مهندسي المفاوضات أبدا ومن يدعّي ذلك لا يفتخر بوطنه ولا بأبناء وطنه.
“أهم النجاحات الكبيرة التي صنعها رجال التفاوض“
- أصبح الوفد المرتزق هامشي على الطاولة أما بالإعلام فهو وفد عالمي .
- يرفضون كل شيء ونحن نقبل ونؤيد ما نريد، تكسير بإحتراف .
- كشف حقيقة المرتزقة والغزاة الكاملة للعالم، من هم، وماذا يريدون، وماهي أهدافهم .
- كشف حقيقة المرتزقة بشكل مستقل، حتى أكتملت الصورة لدى العالم .
- كشف تدليس وتضليل الغزاة، وخاصة السعوديين أمام الرأي العالمي .
- التواصل مع سفراء الدول الكبرى والإقليمية، ووضعهم أمام الواقع وكيف الواقع.
- إلغاء شرعية الفار هادي، التي كانت ذريعة سعودية-أمريكية لشن عدوان على اليمن.
- إلغاء القرار 2216 إلغاء إستراتيجي، من خلال كشف عيوبه ومخاطره، وتحول من قرار مسودة يُأخذ منها الصالح فقط.
- فكفكة منظومة المرتزقة التي تحمل “راية الشرعية” وتحويلها إلى منظومة مرتزقة أمام العالم.
- كشف مطالب المرتزقة انها مطالب غزاة ثم فصلها إلى مطالب شخصية و حزبية مستقلة بعيداً عن مطالب الغزاة .
- إجبار السعودية على تقديم كافة التنازلات التي بنت عليها عدوانها من أجل تحقيقها.
- النجاحات أجبرت السعودية إلى تغيير كوادر وفد المرتزقة، كوفد مرتزق يحمل راية الغزاة “الشرعية” إلى وفد حزبي يحمل مصالح حزبية فقط .
- الإطالة في المفاوضات في الكويت، منحت الوفد الوطني وقتاً لازماً لمعرفة العدو معرفة شمولية بصورة مباشرة، والعمل على فرمتة اهدافه وإلغائها بشكل تدريجي.
- إثبات المطالب والشروط التي قدمها الوفد الوطني حتى قبولها من الغزاة وأصبحت واقعاً.
- نقل لجنة التهدئة إلى منطقة قريبة من مسرح الحرب، وتم إنشاء غرف عمليات مشتركة واحدة في صعدة واخرى في ظهران الجنوب تمهيداً للعمل المشترك في الميدان.
جميع هذه النجاحات لها قيمتها وتأثيرها ولها تفاصيل هامة جداً تجعل الجميع يسعد بما يقدمه الوفد الوطني من جهود جبارة يفتخر بها كل يمني حر مقاوم في كل ميدان .
لذلك أصبح الغزاة منصهرين في التفاوض وان كان السقف الإعلامي مرتفع في التطرف والتشدد ولكن فصل المرتزقة وتحويلهم إلى هامش، والتركيز على التفاوض بشكل مباشر مع العدو الحقيقي”الغزاة” هو نجاح إستراتيجي كبير.
لا يهمنا ما يقوله الإعلام المرتزق والغازي، يهمنا النتائج وإن رأى البعض بان لا نتائج إلى هذه اللحظة، ولكن الحقيقه هناك نتائج أساسية مهدت للحل الشامل، والتي تخرج من التفاوض وتأثيراتها على الميدان.
إن الغزاة والأمم المتحدة ومجلس الأمن يدركون تماماً أن لا تطبيق لما يتوافق عليه إلا من خلال الوفد الوطني، إضافة إلى أن الإهتمام السعودي ينصب بدرجة رئيسية على حل شامل لجبهة ماوراء الحدود، وإصرار الوفد الوطني على ربط تهدئة جبهة ما وراء الحدود بمسرح العمليات في الداخل اليمني بشكل عام، وإلّا فالتهدئة في الحدود لا قيمة لها أبداً.
“إلتفافات سعودية للتنصل من التبعات القانونية للعدوان“
السعودية تسعى إلى إبقاء الحرب بالداخل والغرض الخبيث تحويل الحرب بين طرفين يمنيين ولكن الوفد الوطني رفض ذلك ومُصّر على أن الحرب بين عدوان خارجي مسنود بمرتزقة ضد اليمن “سيادة أرض وكرامة شعب” وهذه هي النقطة التي تستمر فيها المعركة بين الوفد الوطني والسعودية.
الوفد الوطني يشدد على أن الحرب السعودية وجب وقفها ورفع الحصار ودفع تعويضات شاملة لليمن من السعودية وحلفائها الخليجيين وغيرهم، وان الحرب ليست داخلية ابدا والسعودية تسعى إلى إزالة نفسها كطرف محارب ضد اليمن، وفشلت وتبحث عن صيغة أخرى ولو تبعدها عن الملاحقة الجنائية جراء إرتكابها جرائم حرب باليمن، وهذا حد أدنى تسعى إليه السعودية، هذا يكفي للتوعية .
أتمنى اني وفقت في إختصار ما يحدث، والعاقبة للمتقين، والأيام ستكشف نتائج عظيمة يسجلها الوفد الوطني البطل، الذي يمشي وفق توجيهات سماحة قائد الثورة، واليمن سينتصر حتماً في كل الميادين .