المشهد اليمني الأول/

 

يبدو أن ثمة سيناريو جديد تسعى الولايات المتحدة وبريطانيا تنفيذه في اليمن وهو ما تشير إليه اللقاءات التي أجراها سفيرا البلدين لدى اليمن بكل من عبدربه منصور هادي ونائبه علي محسن الأحمر ورئيس حكومتة أحمد عبيد بن دغر خلال الأيام القليلة الماضية.

 

فمنذ الأول من الشهر الجاري التقى هادي في مقر إقامته بالعاصمة السعودية الرياض بالسفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر وأوردت وكالة “سبأ – نسخة حكومة المرتزقة في الرياض” إن هادي أشاد وثمن بـ”جهود السفير السعودي الميدانية وتواصله الإيجابي والأخوي مع الوزارات والسلطات المحلية” في المحافظات الخاضعة لسيطرة التحالف جنوب وشرق اليمن.

 

وفيما أتى اللقاء بالتزامن مع التطورات الميدانية في المحافظات الجنوبية حيث يشهد تلك المحافظات احتجاجات شعبية واسعة تنادي بطرد التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات ورحيل “حكومة الشرعية الفاسدة وحكومة الفنادق” حسب ما رفعه المتظاهرون من شعارات قالت وكالة الأنباء التابعة لـهادي إن اللقاء بين هادي وسفير الرياض لدى اليمن تطرق إلى مناقشة مشاريع إعادة الإعمار التي تنفذها السعودية في محافظة المهرة وهي المحافظة التي سعت السعودية إلى تكثيف تواجدها العسكري لفرض مشروع مد أنبوب نفطي سعودي يصل إلى البحر العربي في ظل رفض شعبي يمني واسع.

 

وفي اليوم ذاته وبعد لقاء هادي بالسفير السعودي عُقد لقاء ضم هادي ومستشاريه بالرياض وكان حاضراً في هذا اللقاء كلاً من نائب هادي الجنرال علي محسن الأحمر ورئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر ووفقاً لما تداولته وسائل إعلام موالية لـجكومة هادي فإن هادي أطلع مستشاريه على آخر التطورات والمستجدات السياسية بشأن اليمن.

 

عقب لقاء هادي بالسفير السعودي ثم بمستشاريه ونائبه ورئيس الحكومة المنفية التقى بعدها بيومين السفير الأمريكي لدى اليمن ماثيو تولر بهادي ولم يعرف تفاصيل ما دار في هذا اللقاء.

 

وفي اليوم ذاته ذهب السفير البريطاني لدى اليمن مايكل أرون للقاء الجنرال علي محسن الأحمر في الرياض وهو لقاء يبدو أن بريطانيا حاولت فيه الضغط على ماتسمي بالشرعية في أمر معين يتعلق بالمستجدات الحاصلة في الملف اليمني.

 

وفي اليوم التالي التقى السفير البريطاني لدى اليمن برئيس حكومة هادي احمد عبيد بن دغر في الرياض ومن الملاحظ أن السفير البريطاني لم يذهب للقاء هادي كما فعل السفير الأمريكي.

 

وقبل يومين التقى الجنرال علي محسن الأحمر بممثلي اليمن في الفريق الأمني المنبثق عن أصدقاء اليمن وهو فريق أمني يقوده ضباط في القيادة المركزية الأمريكية والأسطول الأمريكي الخامس المنتشر في منطقة الشرق الأوسط بالإضافة إلى قوات في سلاح البحرية الملكي البريطاني والذين كان قد وصل فريق منهم إلى مدينة عدن جنوب اليمن مطلع العام الجاري ولهم دور في التحكم بالمياه الإقليمية اليمنية وباب المندب.

 

مصدر سياسي مطلع وعلى تواصل بمكتب علي محسن أفاد إن ممثلي اليمن في هذا الفريق أطلعوا علي محسن على ما يترتب عليه القبول به وتأكيده لدى الأمريكيين فيما يتعلق بالرقابة على المياه الإقليمية اليمنية وباب المندب والإشراف عليها من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا تحت عنوان التعاون الأمني بين اليمن وأصدقائه.

 

آخر التحركات الأمريكية كانت بشأن اليمن كانت أمس حيث التقى السفير الأمريكي ماثيو تولر بالجنرال علي محسن الأحمر في الرياض، وحسب ما نشرته وكالة “سبأ – نسخة الرياض” فإن اللقاء كشف عن قيام الجيش الأمريكي بتدريب يمنيين في مجالات “حرس الحدود –  خفر السواحل – مكافحة الإرهاب” وحسب ما قاله السفير الأمريكي فإن هذا التدريب يأتي في إطار تطور العلاقات بين حكومة هادي والولايات المتحدة وفي مقدمتها علاقات التعاون الأمني التي تمضي على قدم وساق وأنجزت تدريب كوادر يمنية في مجالات حرس الحدود وخفر السواحل ومحاربة الإرهاب.

 

وبعد ساعات من لقاء السفير الأمريكي بعلي محسن الأحمر ظهر ماثيو تولر على قناة الحرة الأمريكية وصرح بالقول: لدينا طريقنا إلى الأمام الآن وبتوافق دولي قوي لحل الأزمة اليمنية سياسياً ويبدو أن واشنطن بدأت تبحث عن حل سياسي في اليمن بعد أن تكمنت من ضمان إبقاء نفوذها ومصالحها على أهم الملفات الاستراتيجية في اليمن وهي المياه الإقليمية وباب المندب ونفوذها على قوات هادي في الجيش والأمن تحت عنوان “مكافحة الإرهاب”.

مصدرالمساء برس