المشهد اليمني الأول/
حذر قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي من حالة الجمود والتكاسل والإحباط في مواجهة التحدي الاقتصادي.. وقال” يجب الحذر ممن يحاول أن يوجه السخط إلى الداخل ويسعى للقيام بثورة على نفسه”. وأضاف السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في كلمة له مساء اليوم بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام وحول آخر المستجدات” علينا أن نثور ثورة الجياع إلى الجبهات وعلى العدو، لا أن نثور على أنفسنا”.
وتابع ” عندما نتحدث عن الإمام الشهيد زيد بن علي فنحن نتحدث عن محطة تاريخية غنية جداً بالدروس والعبر، والإمام زيد يحظى بمكانة كبيرة في أوساط الأمة بمختلف اتجاهاتها الفكرية، ونشأ نشأة إيمانية راقية بكل ما تعنيه الكلمة”. ولفت إلى أن الإمام زيد عُرف بولعه الشديد بكتاب الله وعلاقته الوثيقة بالقرآن الكريم حتى عُرف بحليف القرآن .. مبينا أبرز تجليات التأثير القرآني بالإمام زيد وما كان عليه من الاستشعار الكبير للمسؤولية في إصلاح حال الأمة.
وقال” تحرك الإمام زيد كان ثقافياً وعلمياً وليس فقط تحركاً عسكرياً حيث كان تحركاً واضحاً وبارزاً على مستوى تصحيح المفاهيم الدينية المحرّفة من قبل علماء البلاط”.
وأكد قائد الثورة أن أول ما تحتاج إليه الأمة هو الوعي والبصيرة لأنهما أخطر ما قد تخسره.. وأضاف ” عندما نقارع الطاغوت الأمريكي والإسرائيلي والنظام السعودي والإماراتي فنحن في الطريق الصحيح وكل من يحاول حرفنا عن المواجهة مع الطاغوت فهو يريدنا أن ننحرف عن نهج أخيار وهداة الأمة”.
وتابع” أين هي المصلحة في أن نكون شعباً لا قرار ولا حرية له ويحتله الأجانب ويجعلون من أهم مناطقه قواعد عسكرية لهم؟، ونعاني أكبر معاناة في الحصول على عائد من ثروات بلادنا بينما يتحكم بهذه الموارد المحتل الأمريكي والسعودي والإماراتي”.
وأكد استمرار العدو في التصعيد وتحديداً في جبهة الساحل الغربي وكذا التركيز على الحدود ومستمر في الحشد.. وقال” للأسف الكثير من أبناء الجنوب يذهبون مع المحتل في معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل في مقابل الحصول على مبلغ زهيد من المال”.
وفيما يتعلق بالسلام تساءل قائد الثورة ” البعض يتحدث اليوم وكأننا نرفض أي حلول سلمية منصفة وعادلة وكأننا من يُصر على استمرار الحرب”.. لافتا إلى أن رياح السلام الممولة من العدو تهدف لتخذيل الناس عن التصدي للعدوان في الجبهات تحت عنوان السلام.
وأشار إلى أن السلام لا يعني الجلوس في المنازل مكبلي الأيادي في حين العدو يقتل أبناء الشعب اليمني ولا يقبل بأي حلول منصفة.. مبينا أن العدو يصر على الاستمرار في الحرب والعدوان ويسعى يومياً لاحتلال المزيد والمزيد من الوطن.
وجدد قائد الثورة التأكيد على أن كل جهود إحلال السلام رفضها العدو بالرغم من التنازلات التي قدمها الوفد المفاوض.. وقال” نريد السلام بكرامة، ولا نقبل بالاستسلام والقعود في وقت يتحرك فيه العدو بكل طاقاته وإمكاناته”.
وأضاف” نحن أهل السلام المشرف بعزة وكرامة، السلام عندما يتوقف العدو عن احتلال بلادنا ومناطقنا”.. مؤكدا أن السكوت والخضوع في حين يسعى العدو لاحتلال الوطن هو تنصل عن المسؤولية وليس سلاماً.
كما جدد السيد عبد الملك الحوثي التأكيد على التمسك بالسلام المشرف.. وقال ” حاضرون للسلام المشرف الذي يتوقف فيه العدو عن عدوانه واحتلاله للأرض، ولسنا أهل الاستسلام أبداً، لا ديننا ولا كرامتنا ولا هويتنا تقبل لنا بالاستسلام”.
ولفت إلى أن العدو فتح منذ اليوم الأول مسارات الحرب بكل اتجاهاتها، ويستهدف الشعب اليمني عسكرياً واقتصادياً وسياسياً وإعلامياً، وعلى الجميع التصدي له بكل المسارات
وبين أن العدو سعى لفرض حصاراً اقتصادياً على اليمن ولا يصل حتى القمح إلا بإجراءات مطوّلة، واحتل الموانئ في السواحل الجنوبية ويسعى لاحتلال ميناء الحديدة والتضييق على ما يأتي للبلد وفرض عليه غرامات وكلفة مالية عالية في إطار الحرب الاقتصادية التي يشنها.
وتابع” إذا أراد التاجر على أن يحصل على عملة الدولار كان يتجه للبنك المركزي الذي يغطي التجار فكانت تبقى عملية الصرف مسألة متزنة ومضبوطة”.. موضحا أن الأموال المطبوعة في روسيا والتي تصل إلى عدن تُصرف على الخونة ولا تصرف من خلالها المرتبات ولا توفر الاحتياجات الأساسية للشعب اليمني.
ولفت إلى أن بعض التجار يحصلون على الدولار من السوق السوداء فيضعفون العملة الوطنية أمام الدولار ما أدى لارتفاع الأسعار.. مبينا أن السفير الأمريكي توعد خلال مشاورات الكويت بأن تكون قيمة فئة الألف ريال يمني أقل من قيمة الحبر الذي تطبع به.
وفيما يتعلق بالإيرادات أشار السيد عبد الملك الحوثي إلى أن هناك ضعف كبير في الإيرادات في صنعاء، فلا يوجد موارد بالعملة الصعبة بسبب عدم بيع الغاز والنفط للخارج.
وأوضح أن تحكم قوى العدوان والخونة بالغاز والبترول في مأرب وشبوة وحضرموت وعدم الاستفادة من عوائده بالدولار في توفير احتياجات التجار له أثر على إيرادات البنك المركزي في صنعاء.
ودعا قائد الثورة التجار إلى التعاون مع اللجنة الاقتصادية العليا وحكومة الإنقاذ.. حاثا الحكومة على تفعيل الريال الإلكتروني والوسائل البديلة التي تحتاج لمساندة من كل أصحاب الخبرة والاختصاص. وخاطب التجار قائلا” يمكن أن يتجه الناس بشكل فوضوي على متاجركم وبضائعكم إضافة لكساد بضائعكم بسبب ضعف قدرات الناس الشرائية”.
وشدد على أهمية الاتجاه بشكل كبير إلى الزراعة من أجل الحصول على الغذاء وتقليل الإستيراد من الخارج، وأنتاج اليمن المحلي لا يحتاج إلى العملة الصعبة والكثير من الفواكه والخضار يمكن إنتاجها في بلادنا.. لافتا إلى أن كوبا تعرضت لحصار من أمريكا لأكثر من 50 عاماً واعتمدت على الزراعة والإنتاج الوطني.
كما دعا التجار إلى التركيز على المنتج المحلي والاتجاه إلى الزراعة إضافة إلى تعاون الدولة مع التجار والمزارعين.. لافتا إلى أن تشجيع المنتج المحلي يقلل من الاحتياج للدولار.
وحث الشعب اليمني على أهمية الاقتصاد في استهلاك المنتجات النفطية.. مشيرا إلى أن الشعب اليمني تربى على العطاء والكرم والسخاء والتريبة الإيمانية تقوم على هذا الأساس.. منبها من المستغلين الذي يسرقون تحت العنوان الخيري والإنساني.
وشدد قائد الثورة على أهمية التوجه نحو المشاريع والأعمال المثمرة والمنتجة والمبادرات الفردية.. مؤكدا أن الوضع الاقتصادي اليوم متأثر بسياسات اقتصادية خاطئة من الماضي.
وقال” نستطيع أن نواجه العدوان الاقتصادي بالعمل والتوكل على الله الرزّاق”.. وأضاف” فلنثر ثورة الجياع على عدونا الذي نقل البنك المركزي واحتل منابع ثرواتنا النفطية ومنع حركة الموانئ والمطارات”.
وأوضح أن الثورة في الجنوب هي فعل صحيح لأنها ثورة على من تسبب بالمشكلة الاقتصادية في كل اليمن.. مبينا أن العملة المنهارة فس المحافظات المحتلة دليل أن الذي يقف خلف الأزمة هو المعتدي وليس الذي في صنعاء.
وأضاف” الذين ينادون لجر الناس للفوضى في الداخل هم يوجهون البوصلة إلى غير محلها، فلنتجه للتعاون في إصلاح وضعنا الداخلي ولا بأس في المساءلة والنقد البناء”.. مؤكدا أن الحل هو التعاون والابتعاد عن الكلام الفوضوي الحاقد الذي يصدر من الذين لا يحرصون على مصالح الناس.
وعبر السيد عبد الملك الحوثي في ختام كلمته عن أمله في أن يكون الحضور في مسيرة الغد في ذكرى استشهاد الإمام زيد بصنعاء حضوراً جيداً.