المشهد اليمني الأول/
أرسلت تركيا تعزيزات عسكرية لدعم حدودها مع سوريا ودعم نقاط المراقبة التابعة لها في إدلب، بينما يستمر الجيش السوري بحشد تعزيزاته الجبارة على محاور إدلب وريف حماة الشمالي، بالتوازي مع قصف مدقعي وصاروخي ينفذه الجيش السوري على مواقع النصرة في أرياف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، وغارات جوية روسية على بعض مواقع النصرة في المنطقة.
ويبدو الإصرار التركي على منع تقدم الجيش السوري إلى إدلب واضحا وقد طلبت تركيا ذلك رسميا من الدول الضامنة لاتفاق أستانا (روسيا وإيران)، ولكن بنفس الوقت حسمت القيادة السورية قرارها بحتمية تحرير محافظة إدلب، وهنا يبرز سؤال هام كيف سيكون تقدم الجيش السوري بوجود نقاط المراقبة التركية.
ومع إصرار الحكومة السورية على استعادة إدلب، وبقاء نقاط المراقبة التركية إلى تاريخ كتابة هذا الخبر، فإنه أصبح من المحتمل تعرض نقاط المراقبة التركية للقصف السوري بسبب قربها من مواقع المسلحين المتمردين على الدولة السورية، وبالتالي فإن أنقرة لن يكون عندها إلا خيار سحب نقاطها أو الاشتباك مع الجيش السوري.وكشفت مصادر سورية مطلعة ” أن تركيا طلبت من دمشق عبر الجانب الروسي مهلة إضافية لعدة أيام قبل أن يبدأ الجيش السوري عمليته العسكرية لتحرير محافظة إدلب من الإرهاب.
ونقل مراسل “سبوتنيك” عن مصادر سورية مطلعة قولها، إن تركيا طلبت من القيادة السورية عبر الجانب الروسي تأجيل العمل العسكري باتجاه محافظة إدلب، وإعطاء أنقرة مهلة إضافية لتتمكن من فصل من تسميهم بـ “المعارضة المعتدلة” عن إرهابيي تنظيمي جبهة النصرة وداعش الإرهابيين (المحظورين في روسيا).
وأضافت المصادر، أن الجانب التركي قدم توضيحات حول التعزيزات العسكرية التركية التي دفع بها خلال الأيام القليلة الماضية إلى عدة مناطق في محافظة إدلب، مشيرا إلى أن مهمة هذه القوات الأساسية ستكون استخدام القوة العسكرية ضد جبهة النصرة في حال رفضت الانفصال والخروج من مناطق المعارضة السورية المعتدلة، ولكنه لم يحدد الجهة التي سيخرج إليها الإرهابيون.
وأكدت المصادر أنه في حال وافقت القيادة السورية والجانب الروسي على هذه المهلة ستكون الفرصة الأخيرة أمام تركيا للإيفاء بوعودها والتزاماتها التي تقدمت بها في مؤتمر أستانا، مرجحة أن يعطى الجانب التركي مزيدا من الوقت في حال ظهر على الأرض نجاحه في تنفيذ هذه المهمة.
وكان الطيران الحربي الروسي شن غارات مكثفة على مواقع النصرة في محافظة إدلب في الأيام الماضية، مع تأكيدات روسية رسمية من أعلى المستويات على ضرورة القضاء على الإرهاب في إدلب.وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رد على اقتراح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في القمة الثلاثية في طهران حول مصالحة في إدلب، وقال بوتين أنه من الصعب الحديث عن هكذا فكرة في إدلب.