المشهد اليمني الأول| تقرير خاص – أمل الحملي
إن النصر على العدو ممكن، بل ما أسهل النصر في زمن جعل فيه أبطالنا الأغر رسم الإنتصارات لوحة فنية في غاية الجمال، في جبهات العز والكرامة بضربات مدوية يطلقون صواريخهم ببأس وعزم، بأقدام طاهرة وايدي قاهرة واعين ساهرة، سطر الجيش واللجان أروع ملاحم الإنتصارات العظيمة .
وبحسب المصادر العسكرية التي خطفت الأنظار مساء الأمس، وعرج عليها العجم والعرب، أعلنت القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية مساء أمس السبت إطلاق صاروخ باليستي من طراز توتشكا استهدف غرفة عمليات القيادة في معسكر الحجف، بمنطقة المضاربة قرب باب المندب جنوبي تعز، وبحسب المصادر فأن الصاروخ حقق أهدافه بتحطيم رأس العدو وكسر أنيابه، بعدما كان الغزاة والمرتزقة يتأهبون لتنفيذ عملية عسكرية واسعة تستهدف عدة مديريات بمحافظة تعز .
“ﺧﺴﺎﺋﺮ أﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﻐﺰﺍﺓ ﻓﻲ ﻣﻌﺴﻜﺮ ﺍﻟﺠﺤﻒ ﺑﻀﺮﺑﺔ توتشكا”
ﻣﺼﺎﺩﺭ ﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺔ أكدت مصرع 179 من جنسيات مختلفة، كما تم ﺗﺪﻣﻴﺮ ٢٠ ﻃﻘﻢ ﻋﺴﻜﺮﻱ، ﻭ 6 دﺑﺎﺑﺎﺕ ﺇﺑﺮﺍﻣﺰ ﻭ 4 ﻋﺮﺑﺎﺕ ﺑﻲ ﺇﻡ ﻭﺷﻠﻜﺎ، بالإضافة لتدمير 2 ﺭﺍﺟﻤﺎﺕ ﻛﺎﺗﻴﻮﺷﺎ ﻭ 3 ﻃﺎﺋﺮﺍﺕ أﺑﺎﺗﺸﻲ، ﻭﻣﺮﻭﺣﻴﺔ ﺷﻴﻨﻮﻙ، ﺍﻟﻤﺼاﺪﺭ أكدت أﻥ ﺍﻟﺤﺼﻴﻠﺔ ﻟﻠﺨﺴﺎﺋﺮ ﻏﻴﺮ ﻧﻬﺎﺋﻴﺔ، ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺣﺼﺮ ﻛﻞ ﺍﻟﺨﺴﺎﺋﺮ، ﻭالأﺭﻗﺎﻡ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟلإﺭﺗﻔﺎﻉ، فيما صدرت التوجيهات ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ ﻟﻸﺑﺎﺗﺸﻲ والبارجات الحربية ﺑإﺳﺘﻬﺪﺍﻑ ﺃﻱ ﺣﺮﻛﺔ، فيما كشفت ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ عن مصرع كولونيل إسرائيلي من أصل أوكراني يدعى “إيجورنوفسكي” ويشغل مدير شعبة تحليل المعلومات بجيش العدو الاسرائيلي، كما كشفت المصادر أﻥ ٦ ﺿﺒﺎﻁ ﺳﻌﻮﺩﻳﻮﻥ ﻭﺿﺎﺑﻂ ﻣﺼﺮﻱ ﻛﺒﻴﺮ ﻭ٣ ﺿﺒﺎﻁ ﻣﻐﺎﺭﺑﺔ ﻻ ﻳﺰﺍﻟﻮﻥ ﻣﻔﻘﻮﺩﻳﻦ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺒﻌﺜﺮ الأﺷﻼﺀ .
“توتشكا” ينهي معركة باب المندب بالمضاربة
خبراء عسكريون أكدوا أن ضربة الصاروخ الباليستي توتشكا على معسكر الحجف بالمضاربة جنوب تعز، كانت ناتجة عن معلومات استخباراتية دقيقة عن وجود مستشارين وخبراء عسكريين من الولايات المتحدة واسرائيل وفرنسا وبريطانيا وايضاً تحشيدات كبيرة، كانوا يعدونها للزحوفات على عدة مناطق من ضمنها سلسلة جبال كهبوب لما لها من أهمية إستراتيجية.
وكما أكدت غرفة العمليات العسكرية للقوات المشتركة بين الجيش اليمني واللجان الشعبية أن من أولوياتهم هو الحفاظ على حياة المواطنين في جميع المحافظات، وعدم منح العدوان ومرتزقته ورقة ضغط لإستخدامها في الكويت أمام وفد القوى الوطنية.
الجدير بالذكر أن القوة الصاروخية اليمنية أمس أطلقت صاروخين باليستيين على معسكرات العدوان في نجران ومأرب، ويرى مراقبون بأنها رسالة واضحة وجلية للعدوان السعودي الأمريكي في ميادين القتال ووفد الرياض في الكويت.
وبعيداً عن الحصيلة والخسائر للمرتزقة والغزاة، وتداعيات المعارك سنلقي نظرة على مهام فريق القوة الصاروخية المتخصصة بإطلاق صاروخ توشكا :
يقول عسكريون، برغم أن صاروخ توتشكا يمكن تفكيكه ونقله إلى المكان المخصص للإطلاق بكل سهولة، إلا أنهم يرون بأن كل النقاط التي يمكن أن يتجمع فيها المرتزقة والغزاة في كل شبر من الأراضي اليمنية، قد تم إدراجها بقاعدة بيانات محلية للقوة الصاروخية، ووضع صواريخ تتناسب مع حجم المهمة في طور الإستعداد للإطلاق، من خنادق عميقة يصعب إكتشافها، وهذا ما يجعل عمل وحدة الإسناد الصاروخي للجيش واللجان الشعبية سهلاً وسريعاً وأكثر فاعلية .
ويبقى الدور المتبقي على وحدة الرصد والإستطلاع، والتي لم تكتفي برصد تجمع المرتزقة في المعسكر المستهدف ومراقبة أحوال الطقس، وإعطاء الضوء الأخضر لفريق إطلاق الصاروخ، بل إستمرت في مهمتها الإستطلاعية، بحدس مخابراتي في غاية الإنضباط، واستطاعت أن تكون مع الشعب اليمني لحظة بلحظة، ومن راديو صنعاء لإذاعة أخبار مبشرة بنجاح الإستهداف .
“إعجاب وإشادة بتكامل فريق الإطلاق وإنضباطه”
يعتبر مراقبون أن ذلك الإنضباط البالغ الدقة والكفاءة، صادم ومرعب للعدو، بحيث تكامل فريق الإطلاق لدرجة حصوله على المعلومات الحساسة بعد الإستهداف ومن ثم إيصالها للإعلام، وجعل العدو يستمع أنه ينقل الجثث في نفس اللحظات، وانه يطلب مروحيات لنقل باقي الآليات، وأن أعداد القتلى كذا، وعن تفاصيل أكثر، لا تخرج إلا من نفس المعسكر، الأمر الذي يرعب الغزاة والمرتزقة، من أن تكون صفوفهم مليئة من أفراد تابعين للجيش واللجان الشعبية، وهذا ما يجعل كل خططهم مكشوفة للجيش واللجان، كما يجعل كل تجمعاتهم تحت الرصد والمتابعة وإمكانية توجيه ضربة صاروخية إليها، أو عمل كمائن أو مباغتتها بأي وقت لتحولهم إلى رماد .
وبحسب عسكريون، أن وحدات الرصد والإستطلاع، كانت الرعب الخفي وميزان لا يمكن تجاوزه مهما بلغت قوة العدو، حيث يبقي على ظهره مكشوفاً لخصمه، الأمر الذي أحرج غرف عمليات العدو كثيراً، ولأكثر من عام لم يسيطر على مساحة جغرافية بإعتبار عدن كانت تحت سلطة هادي عند بدء العدوان، بل من يتوسع ويتمدد هو خصمه الجيش واللجان الشعبية .
كما أشاروا بقوة التنسيق والسيطرة والتحكم بين أفراد الفريق، على الرغم من مرور أكثر من عام على العدوان، حيث أعلن المتحدث بإسم العدوان “أحمد العسيري” في أكثر من مناسبة أن خصومه في اليمن فقدوا السيطرة والتحكم وانهم منهارون، بالإضافة إلى إعلانه بالقضاء على الصواريخ الباليستية اليمنية وإيقاف خطرها، وإمتلاك الجيش السعودي أحدث وسائل الرصد والتي بإمكانها منع إطلاق أي صاروخ باليستي، كل تلك الأمور جعلت مجرد إطلاق الصاروخ الباليستي ملحمة أسطورية تستحق أن ينحني لها كبار قادة الجيوش والتشكيلات العسكرية في العالم .