المشهد اليمني الأول/
سلطت مجلة «رابل» الكندية -المعنية بحقوق الإنسان- الضوء على الهجوم السعودي على سلطات أوتاوا مؤخراً، لانتقادها سجل المملكة الحقوقي، ودعت المجلة رئيس الوزراء جاستن ترودو إلى الذهاب إلى أقصى مدى، واستخدام كل الموارد المتاحة لتشكيل تحدٍّ أخلاقي واسع النطاق لولي عهد السعودية محمد بن سلمان، خاصة في ما يتعلق بحرب الرياض على اليمن، وترويج المملكة للتطرف من خلال ثروتها الضخمة.
أضافت المجلة أن حكومة ترودو، ورداً على تعليق بن سلمان علاقة بلاده الدبلوماسية مع كندا وبيع الأصول، عليها أن تطالب فوراً بإنهاء النظام السعودي لغاراته على اليمن، بعد قتل أكثر من 15 ألف يمني -معظمهم من الأطفال- منذ بدء الحرب التي تشنها هناك منذ 2015.
ودعت المجلة أوتاوا إلى تعليق تدريب الطيارين السعوديين حتى توقف الرياض قصف اليمن، بالإضافة إلى إيفاء حكومة رئيس الوزراء الحالي بوعد قطعته عام 2015، بإعادة تأسيس العلاقات الدبلوماسية مع دولة إيران، خصم الرياض الإقليمي.
وتحدثت المجلة أيضاً عن ضرورة قيام وزيرة العمل الكندية باتريشيا هاجدو، بعقد مؤتمر صحافي في أوتاوا، أو في مقر منظمة العمل الدولية بجنيف، لدعوة النظام السعودي للالتزام بالمعايير الدولية للعمالة، وأن يُدعى للحديث في هذا المؤتمر نشطاء حقوق العمال المنفيون من السعودية، للحديث عن النقابات والاتحادات التي جُرّمت في المملكة منذ 60 عاماً.
كما اقترحت المجلة إطلاق وزير الثقافة الكندي بابلو رودريجز، تحقيقاً في تمويل السعودية للمدارس والمساجد والجامعات في كندا، ومعرفة إلى أي مدى يُستخدم المال السعودي في الترويج للفكر الوهابي المتطرف، والسياسة الرجعية للنظام السعودي.
ودعت «رابل» وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند إلى ضرورة انتقاد الحصار السعودي-الإماراتي على قطر المستمر منذ 14 شهراً، ودعتها إلى زيارة قطر لإظهار التضامن، بالإضافة إلى ضرورة إدانة حكومة ترودو للجهود التي يقوم بها ولي عهد السعودية لفرض ما يسمى بصفقة القرن -التي صاغها ترامب وصهره- على الفلسطينيين.
كما اقترحت المجلة عدة خطوات أخرى للضغط على النظام السعودي، من بينها قيام وزارة الشؤون العالمية الكندية بمراقبة القمع السعودي للمنطقة الشرقية عن كثب، والاستعداد لإدانة ما يحدث هناك، كما طالبت بضرورة دعوة كندا الرياض لوقف التدخل في شؤون البحرين، التي دخلتها قوات سعودية عام 2011 لقمع المظاهرات المناصرة للديمقراطية.
وأكدت المجلة أن هذه الإجراءات يجب أن تأتي ضمن خطوات مواجهة النظام السعودي، كما يجب على أوتاوا أيضاً أن تسحب أية قوات عسكرية لها تدرب نظيرتها السعودية، وهي خطوات يجب أن تشمل أيضاً وقف الدعم العلني بما في ذلك بيع الأسلحة للرياض، حتى إعادة العلاقات وإنهاء حصار قطر، ووقف قصف اليمن، حسبما ترى المجلة.
وترى المجلة أن النظام السعودي هو من بين أكثر الأنظمة قمعاً في العالم، ويعمل على دعم أنظمة اجتماعية رجعية في الشرق الأوسط، وهو أمر يجب أن تتصدى له كندا، حتى وإن خشيت من ترامب وإسرائيل والشركات الكبرى، لأن لاعب البوكر يجب أن يقامر بما لديه حتى يكسب، حسب قول المجلة.