المشهد اليمني الأول/
اعتبر الكاتب البريطاني ألاستير سلون، أن الإجراءات العدائية «الطفولية» التي اتخذتها المملكة العربية السعودية ضد كندا مؤخراً، من شأنها أن تلحق أضراراً بالاقتصاد السعودي، مشيراً إلى أنها تمثّل تكراراً لفشل الحصار السعودي على دولة قطر.
وأشار الكاتب في مقال نشره موقع «ميدل إيست مونيتور» البريطاني، إلى أن مصرفي خليجي قال لصحيفة «وول ستريت جورنال»، إن طلب «المركزي السعودي» من مديري الصناديق سحب مئات الملايين من الدولارات من الأسهم والسندات والنقد من الأسواق المالية الكندية، خطوة لن يكون لها تأثير مالي كبير على كندا، وترسل إشارة سيئة للغاية للمستثمرين الأجانب.
وتساءل المصرفي: «من الذي يريد الاستثمار في بلد تُتخذ فيه مثل هذه القرارات؟»
ورأى الكاتب البريطاني، أن الاقتصاد هو السبب وراء حملة محمد بن سلمان لتمكين المرأة، فحاجة المملكة الملحة إلى التنويع بعيداً عن النفط تطلبت تدخلاً كبيراً، وكان بن سلمان ومستشاروه يعلمون أن هذا التدخل سيكون بحاجة إلى رفع الحظر عن القيادة، للسماح لملايين النساء بالانتقال من وإلى العمل بسهولة أكبر.
وأضاف: «هذا لا يعني أن الخطوة لم تكن موضع ترحيب، لكن إعطاء بن سلمان كثيراً من الفضل في هذه الخطوة، هو تجاهل لحقيقة أن بن سلمان لا يزال رجلاً مزدرياً غير ناضج».
وتابع بالقول، إن «نوبة غضبه الأخيرة كانت إزاء إدانة كندا المعقولة تماماً لاضطهاد سمر بدوي، التي قامت بحملة علنية ضد نظام الوصاية، ومن المفارقات أيضاً أنها كانت شخصية رائدة في حملة رفع الحظر عن قيادة النساء للسيارات».
وأشار إلى أن سمر بدوي ليست مجرد مواطنة سعودية، فهي تحمل جواز سفر أمريكياً أيضاً، فلماذا التزم ترامب وزمرته الصمت، في حين تحدث ترودو؟
وأوضح أن اهتمام كندا بهذا الأمر ينبع جزئياً من حقيقة أن شقيق سمر هو الناشط المسجون حالياً داخل المملكة رائف بدوي، وزوجته هي إنصاف حيدر التي فرّت إلى كندا، وتم منحها رسمياً الجنسية الكندية في الأول من يوليو.
وذهب الكاتب للقول: «لقد تحول ولي العهد الأمير بن سلمان من كونه مصلحاً جريئاً شاباً أعاد فتح دور السينما، ورفع الحظر عن قيادة النساء للسيارات، إلى حاكم يعتقل أحد النشطاء الرئيسيين ضد حظر القيادة، ويقاطع حليفاً غربياً تجرأ على انتقاد هذا القرار».
وأضاف أن هذا السلوك قد يعتبر نوبة غضب قصيرة تشير إلى صغر سنه، مع ذلك، فإن اتخاذ قرارات متسرعة هي السمة المميزة لعهده، فاليمن ضحية اندفاعه، والحصار القطري نتيجة عدوانه المتهور، واحتضانه لإدارة ترامب يتسم بقصر نظر، تماماً مثل حبه لحكومة اليمين المتطرف في إسرائيل.
ومضى الكاتب للقول: «لقد حاول بن سلمان عبثاً أن يستأسد على السويد عام 2015، لأنها تجرأت على انتقاد نهج المملكة الظالم تجاه النساء»، وتلعب المملكة العربية السعودية دوراً أكبر من حجمها على الساحة العالمية بسبب ثروتها النفطية الهائلة، لكنها ستخسر كثيراً بسبب موقف بن سلمان الطفولي.
وأوضح أن التنويع بعيداً عن النفط يتطلب استثماراً أجنبياً مباشراً، ولكن كما يشير المصرفي المجهول في «وول ستريت جورنال»، عندما يعلم المستثمر أن الأساسيات الاقتصادية للمملكة ترتكز في نهاية المطاف على رغبات بن سلمان فهذه لا تعتبر بداية واعدة.
ويختم الكاتب بالقول: أما بالنسبة لإجراءاته -فهي تذكّرنا بشكل مخيف بمحاولته غير الناجحة لمحاصرة قطر وإخضاعها، وتساءل: لماذا اعتقد أن سلوكه مع كندا سيؤدي إلى نتيجة مختلفة؟.