المشهد اليمني الأول/

 

شككت منظمة هيومن رايتس ووتش بنتائج التحقيق الذي ستجريه السعودية بشأن هجوم صعدة، الذي أودى بحياة عشرات الأطفال.

 

وقالت اكشايا كومار، المديرة المساعدة لمنظمة هيومن رايتس ووتش لشؤون الأمم المتحدة، إن “الحقيقة المحزنة هي أنه أعطيت للسعوديين فرصة إجراء تحقيق حول أنفسهم، والنتائج ستكون مثيرة للسخرية”.

 

وكانت الأمم المتحدة دعت إلى إجراء تحقيق “موثوق به” بعد الغارة الجوية التي راح ضحيتها العشرات من الاطفال في اليمن، لكن الخبراء والمنظمات غير الحكومية يشكّون في قدرة السعودية أو رغبتها في إجراء مثل هذا التحقيق، علما بأنها تقود التحالف العسكري المتورط في الهجوم.

 

واعتبرت سفيرة بريطانيا كارن بيرس، التي تتولى حاليا رئاسة مجلس الأمن الدولي، أن هذا التحقيق يجب أن يكون “شفّافا وموثوقا به”.

 

لكن جيمس دورسي، المتخصّص في شؤون المنطقة في معهد راجارتنام للدراسات الدولية في سنغافورة، لاحظ أن “كل التحقيقات التي تجريها جهة ما حول نفسها، من دون إشراف دولي، لا تزال تطرح مشكلة”، مضيفا أنه “سيتم رفض النتائج، ولن تعدّ ذات صدقية”.

 

ورأت شيلا كارابيسو، الأستاذة في جامعة ريتشموند في الولايات المتحدة، أن “غارة جوية على حافلة تقل تلاميذ تبدو انتهاكا صارخا لقوانين الحرب. ولكن في غياب محققين محترفين ومستقلين، لن تظهر الحقيقة أبدا”.

 

وأضافت لفرانس برس: “مع الأسف، سيرفض الجيش السعودي بالتأكيد أي تحقيق مستقل، ويبدو أن الولايات المتحدة وبريطانيا، وهما الجهتان الرئيسيتان اللتان تزودانه السلاح، غير مستعدتين للمضي في هذا الاتجاه. إن المملكة السعودية، التي لا تملك أي خبرة في هذا النوع من التحقيقات، تكتفي بنشر بيانات نفي”.

 

وكانت باريس ولندن وواشنطن،و التي تدعم التحالف بقيادة السعودية سياسيا وتزوده السلاح، سارعت إلى التنديد بالضربة. وقالت الخارجية الفرنسية إن “فرنسا تدعم دعوة الأمين العام للأمم المتحدة إلى فتح تحقيق؛ بهدف كشف حقيقة ظروف هذه المأساة”.

 

لكن فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة لم تطالب في المقابل بإرسال محققين مستقلين، بخلاف ما طالبت به هولندا على لسان مساعدة سفيرتها في الأمم المتحدة.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا