المشهد اليمني الأول |
دشنت مجموعة من الصحافيين والكتاب والمثقفين في السودان حملة شعبية للضغط على الحكومة لدفعها إلى سحب القوات السودانية المشاركة في حرب اليمن.
ومنذ ثلاث سنوات، يشارك الآلاف من الجنود السودانيين في الحرب في اليمن، فيما لقى عدد غير معلن منهم مصرعهم في المعارك التي تدور ضد جماعة الحوثيين.
وسبق أن عارضت تنظيمات سياسية، آخرها كتلة النواب المستقلين في البرلمان السوداني، استمرار مشاركة السودان في حرب اليمن، بينما تقول الحكومة إن قواتها ستبقى في اليمن إلى حين استكمال مهمتها باستعادة الشرعية، كما تعطي الخرطوم مبررات أخرى لقراراتها تلك، من بينها حرصها على “حماية الحرمين الشريفين”.
وقال الكاتب الصحافي، محمد عثمان إبراهيم، أحد قياديي المبادرة، لـ”العربي الجديد”، إن بيانهم الأول سيكون عبارة عن الخطوة الأولى لحث الجماهير على الإفصاح عن موقفها الحقيقي من وجود القوات السودانية في اليمن.
وبيّن أن مطلقي الحملة “سيعتمدون في مبادرتهم على العمل الإعلامي والجماهيري للضغط على الرئيس عمر البشير لسحب هذه القوات واتخاذ مواقف أكثر إيجابية من الأزمة اليمنية، ومواقف تنطلق من علاقات السودان الثابتة مع الأشقاء والجيران، والمؤسسة على قيم الدين والأخلاق والسماحة السودانية”.
وحول الخطوة التالية للحملة، أوضح إبراهيم أن “هناك كثيرًا من الخطوات قيد النظر، وستنطلق من أماكن مختلفة داخل وخارج السودان من أجل دعم السلام ودعم حق الشعب اليمني وكافة الشعوب الشقيقة والصديقة في العيش بسلام وطمأنينة في بلدانهم”.
وأكد عدم رغبة متزعمي الحملة في الاتصال بأحزاب سياسية سودانية لدعم مبادرتهم، مشيرًا إلى أنهم “يتحركون أصلًا في مساحة عجزت الأحزاب في التحرك فيها لضعف فاعليتها واختلال أولوياتها وانشغالاتها بالمشاركة في الحكم”، حسب تعبيره، مؤكداً في الوقت ذاته أن شخصيات لها انتماءات سياسية معروفة انضمت إلى الحملة بشكل مستقل.
وطالبت الحملة، في أول بيان لها، بـ”سحب القوات السودانية فوراً ودون تردد، مع المساهمة في جبر الأضرار التي تسببت فيها مشاركتهم”، مؤكدة أن “الأنباء التي ترد من جبهات القتال في اليمن، تشير إلى وقوع أحداث فظيعة ترقى إلى الانتهاك الصريح لقوانين الحرب العرفية والتعاهدية، وهو انتهاك تترتب عليه مسؤولية جنائية دولية ندعو أن يتنزَّه الجنود السودانيون عن إثمها”.
كما عبرت عن “استهجانها وشعورها بالخزي والعار من مشاركة القوات السودانية في غزو الجمهورية اليمنية”، وأكدت أن تلك المشاركة “لا تتم باسمنا، ولم يُتخذ قرارها بتفويض منا، وهي لا تعنينا كشعب محب للسلام ووفي لقيم الأخوة والمحبة والصداقة مع الشعوب”.
ونبهت إلى أن قرار المشاركة السودانية في حرب اليمن، لم تقره المؤسسات الممثلة للشعب “وهو بهذا المعنى موضع رفض وتساؤل من الوجهة القانونية والدستورية”، معبرة عن “رفضها الزج بأبناء الشعب السوداني في غزو بلد شقيق، وأنهم يأسفون على أرواح السودانيين التي تروح هدراً في معركة لا تعنيهم”، حسب البيان.
وهددت كذلك بـ”تصعيد الرفض الشعبي للمشاركة في اليمن أو أي مشاركة أخرى للجيش السوداني في أي عمليات حربية خارج البلاد، وأي أنشطة خارج تفويضه المحدد في حماية الحدود والشعب والدستور”.
ورأت أن حرب اليمن “حرب غير مبررة على الإطلاق ولا مشروعة دينياً وأخلاقياً، ولا تقرها قواعد وأحكام القانون الدولي التي لا تبيح المشاركة في العمليات القتالية إلا دفاعاً عن النفس، أو عملاً على تحقيق السلم العالمي بتفويض من الأمم المتحدة”.
وعلى هذا الأساس، دعت إلى “اصطفاف شعبي في تيار موحد يرفض الحرب على اليمن، ويرفض المشاركة في الاقتتال هناك، ويدعو إلى المساهمة الإيجابية والخلاقة في مساعدة الشعب اليمني الشقيق على تحقيق الأمن والطمأنينة والسلام في بلاده”.
المصدر :العربي الجديد