المشهد اليمني الأول/ تقرير – أحمد عايض أحمد
بعيدا عن خط المفردات والمصطلحات والمفاهيم والاساليب الشيطانيه التي يستخدمها الغزاة ومرتزقتهم في حربهم الناعمة ضد الشعب اليمني الا ان اغلب الشعب اليمني لاحظ وادرك طيلة اربعة اعوام من خلال اكتساب معرفة لابأس بها عن هذه الحرب وماهيتها وان كانت كخطوط عريضة ولكنها مفيدة تكفي لمنح المواطن اليمني حصانة عقلية نفسية اجتماعية فكرية ثقافية من هذه الحرب الشيطانية التي تستهدف العقل والنفس، أدرك المختصون العسكريون والاستخبارييين الامريكيين ان العدوان العسكري لم يحقق النتائج التي من أجلها شنت الحرب العدوانية، وهي الهيمنة والسيطرة على اليمن وتمزيقه اجتماعيا وجغرافياً، لذلك وجدت قيادة العدوان أن المدخلات في استخدام القوة العسكرية المباشرة تفوق بمائة ضعف المخرجات الميدانية وهذا ما استدعى إعادة النظر في تلك المدخلات وتنظيمها كل عام وتدويرها مع التجديد المستمر وتوجيهها بما يحقق التأثر المتمثل في السيطرة والهيمنة بشكل متسلسل من خلال اعتماد الحرب الناعمة كقوة موازية للحرب العسكرية كون الحرب الناعمة تتميز بقلة التكاليف والموارد وبأقصر السبل، خصوصاً أن المواجهه العسكرية تعيش تسابقاً في اختصار الزمان والمكان والتكاليف كإستراتيجية عدوانية فيما تتصدى لها استراتيجية دفاعية يمنية فعالة هي “النفس الطويل والثبات الواعي”.
***
ان العمل العدواني الاجرامي الناعم المنظم الذي يستعين بالأدوات والأساليب التبليغية التضليلية والإعلامية المفبركة والسياسية المحرّفة والنفسية الاجرامية وذلك للتأثير على الدولة والشعب باليمن بهدف تغيير رؤاها وقيمها وسلوكها عبر ادوات الضغط العقلي والنفسي اضافة الى شن حملات اعلامية كثيفة لتغيير الأفكار العامة وتغيير رؤى وسلوك اليمنيين السياسي من خلال استهداف القيم والضوابط في المجتمع اليمني وتؤدي إلى تغيير النماذج السلوكية الثورية الحرة الموجودة وإيجاد نماذج استسلامية جديدة تتعارض مع النماذج السلوكية الثورية المقاومة للهيمنة والسيطرة والوصاية والاستعمار الاجرامي، حيث ركز اعلام العدوان على مسارين “مسار الترويج ان اليمن المقام للعدوان يشكل خطر على الامن والسلامة العالمية ويشكل خطر على الامن الخليجي والعربي وان اليمن المقاوم هو اداة لإيران ووالخ، وان اليمن يشكل خطر على الكيان الصهيوني هذا على المستوى الاقليمي والدولي، اما على المستوى الداخلي ان انصار الله يؤسسون نظام كما اطلق عليها الغزاة والمرتزقة “نظام سلالي كهنوتي طبقي” وان انصار الله يريدون اقامة ولاية الفقية وان انصارالله يريدون تغيير اليمن تغيير جذري والخ والمسارات كثيرة للحملات الاعلامية منها المسار المناطقي والمسار الطبقي والمسار المذهبي والمسار السياسي والمسار الثقافي وهذه المسارات يشن الغزاة والمرتزقة حربا تضليلية فتنوية شيطانية خبيثة تستهدف العقل اليمني والنفسية اليمنية طبعا هذه الحرب يخوضها اعلاميين وسياسيين مرتزقهع وغزاة على سبيل المثال علي البخيتي ومحمد جميح وعباس الضالعي وبقية المرتزقة الاعلاميين الذين لديهم مهام ينفذونها بالميدان الاعلامي وكل فريق يخوض بمجال اما المجال الطائفي او المناطقي المذهبي او الطبقي او الحزبي وبلغة عدوانية تضليلة خسيسة وحقيرة.
لاشك ان هذه الحرب الناعمة يشنها الغزاة والمرتزقة باطار مشروع أمريكي-صهيوني لاستهداف الشعب اليمني لان السعوديين والاماراتيين والمرتزقة اليمنيين ليسوا مؤهلين الى تبني استراتيجية الحرب الناعمة وتنفيذها دون الامريكيين والصهاينة ولو نلاحظ الاعلام الصهيوني والامريكي لوجدنا تطابق كامل مع الحملات الاعلاميه السعوديه والاماراتيه اسلوب واداة وفكر ومفاهيم ومصطلحات ووالخ “نهج اعلامي وسياسي عدواني متكامل”.
***
هناك مبدأ يقول إن القوة العسكرية أياً كان تأثيرها وسطوتها تبقى تعاني من الضعف أو هي الضعف بعينه وهذا مايعاني منه الغزاة والمرتزقة، وهذا ما استنتجه الخبراء العسكريين والباحثين الاستراتيجيين من تلك القوة المهولة لتحالف العدوان الاقليمي الدولي ضد اليمن وكيف مارسها في محاولة فرض هيمنته وإرادته على اليمن لكن قوة التحالف العسكرية سرعان ما آلت إلى التشظي والانشطار وتكبدت الهزائم والخسائر الكبيرة وفقدت قوة التحالف العدواني كيانها العسكري بسبب استخدامها الدموي الوحشي المجرد الذي لم يكن متوازناً مع مقومات أخرى تحد من تآكلها وانهيارها وبالتالي انهيار منظومة التحالف، كما أرجع بعضهم أسباب تبني القوة الاعلامية الناعمة إلى الخوف والتوجس من ضياع مثلث القوة الذهبي الذي ينحصر في الاسلحة المتطورة والموارد المالية والنفوذ السياسي والدبلوماسي لتحالف العدوان.
وتمثل هذه المعاير أسس القوة فإن أحسن توظيفها يمكن الحديث عن قوة وإن أسيء استخدامها يحصل ضعف وهزيمه وخساره في قوة إي تحالف وتتحول القوة المتفوقه إلى ضعف وهزيمه ثم استسلام، وهذه تمثل أحد المنطلقات الرئيسة لتبني إستراتيجية القوة الناعمة ضد اليمن لان تحالف العدوان فقد قوته العسكرية نتيجة سوء استخدام وضعف التخطيط وفشل الاداره العملياتية مما منح اليمن فرصة ذهبية لنقل المعركة العسكرية الى عقر دار الغزاة وهذا ماصاب الغزاة بالجنون والهستيريه فعاد تحالف الغزاه الى شن الحرب الناعمه بشكل اوسع وبصوره اقبح لكن ولله الحمد نتيجة الوعي الواسع لدى الشعب اليمني رغم الضعف الاعلامي ومحدوديته ان يحقق انتصارات كاسحه في ميدان الحرب الناعمه ولكن هذا لايكفي حيث يحتاج اليمن الى توسيع هذه الحرب وتطوير اداوتها وتوسيع ميادينها اكثر لكي يقلب الحرب الناعمة العدوانية الى معاناه ومآسي للغزاة.
مايميز اليمنيين انهم ادركوا بوعي كامل ماتحدث عنه قائد الثورة وحفظوا كل ماسرده في خطاهاته وفهموه جيدا عن الحرب الناعمة، والتي اوضح انها هي استبدال الدبّابة بالإعلام، والجيوش بالعملاء والخونة والارهابيين، والاحتلال العسكري بالاحتلال الفكري والأيديولوجي، واحتلال الأبدان باحتلال النفوس والأرواح والعقول، وتكريس هزيمة الفرد والمجموع في أيّ بقعة باليمن كبديل لاستخدام القوة العسكرية المهزومة المأزومة الغارقة في مستنقع الخسران والاذلال ومن جانب اخر اريد الاشارة اليه لاهميته ان غرف الحرب الناعمة على تفجير المتناقضات في الداخل اليمني وتأجيج الصراعات وبثّ الفوضى وإقناع اليمنيين أنّهم عاجزون ميتون غائبون همجٌ رعاعٌ متوحّشون وان الاستسلام هو الحل ووالخ.
ومن هذه الفرق فرقة كيدون الموسادية المتخصّصة في هذا المجال، ووحدة التخطيط الإلكتروني في مركز الأبحاث التابع للمخابرات الأمريكية، ووحدة 8200 الصهيونية المعروفة باسم SIGINT وهذه الفرق لديها عملاء محليون وعرب مهمتهم الحديث عن اليمن اعلامياً حيث يوجّهون عقول الشباب المغرر بهم او المشاهير المنتفعين في وسائط الاتصال ويخلطون الحابل بالنابل مستغلّين في ذلك غياب الحسّ الاجتماعي والاقتصادي و الأمني والثقافة الأمنية والمجتمعية عند كثيرٍ من الشباب الذين يعانون من الحصار الاقتصادي وحالة الفقر وانعدام الوظائف وإلخ، حيث يوجهونهم عبر استغلالهم لكي يواجهون الدولة اليمنية الثورية المقاومة للعدوان والجيش واللجان ولكن يفشلون ويفشلون وسيفشلون من خلال ترسيخ الوعي الصحيح والثقافة السليمة ومحاربة المصطلحات والمفاهيم الخبيثة والعبارات الشيطانية الفتنوية.. وللحديث بقية.