المشهد اليمني الأول/
استنكرت صحيفة «ذا غارديان» مجزرة صعدة الأخيرة، المرتكبة على أيدي قوات تحالف العدوان، الذي تقوده السعودية في اليمن، مستغربة استمرار دعم حكومة لندن لـ«التحالف» المذكور، مع تشديدها على وجود تشابه بين السلوكيات الإجرامية لكل من «إسرائيل» في فلسطين، والمملكة العربية السعودية في اليمن.
وطرحت الصحيفة البريطانية تساؤلاً أساسياً مفاده: «ألا تضع، حتى هذه المجزرة بحق أطفال اليمن، حداً للصمت إزاء التواطؤ الإجرامي للحكومة البريطانية؟».
وتطرقت «ذا غارديان» إلى إسهام حكومة المملكة المتحدة في تزويد الرياض بأسلحة ومعدات عسكرية، بقيمة 4.7 مليار جنيه إسترليني، منذ بدء الحرب في اليمن، مشيرة إلى أنه «من المحتمل إلى حد كبير، أن تكون القنابل، والصواريخ، الموردة بريطانياً، قد أسقطت على رؤوس الأطفال»، الذين قضوا في المجزرة.
وأردفت «ذا غارديان» أن «بريطانيا رحّبت بالدكتاتور السعودي محمد بن سلمان قبل أشهر»، غداة كشفها عن صفقة ثنائية بين لندن، والرياض بقيمة 100 مليون دولار، إلى جانب صفقة لتوريد 48 طائرة «تايفون» إلى المملكة العربية السعودية، على نحو أفضى إلى منح الأمير «الطاغية» رصيداً إنسانياً، وإعلامياً، وفق ما ذهبت إليه الصحيفة.
وأكملت الصحيفة أن «مسألة (تورط لندن في حرب اليمن)، تصبح أكثر سوءاً»، على وقع التقارير المتداولة حول وجود «عسكريين بريطانيين متورطين بشكل مباشر، في رفد المجهود الحربي السعودي» في اليمن، لافتة إلى وجود غموض «مقصود» حيال تلك التقارير.
واستعرضت «ذا غارديان» حصيلة ضحايا الحرب في اليمن، حيث سقط الآلاف منهم على يد «التحالف»، فضلاً عن تشرد ملايين اليمنيين. ومن ثم عادت وطرحت جملة تساؤلات: «أين مشاعر السخط الشعبي البريطاني (تجاه حرب اليمن)؟ أين التغطية الإخبارية عن كثب من كل تلك الأهوال المرتكبة باسمنا».
وفي هذا المجال، شددت الصحيفة على أن «إخفاق وسائل الإعلام، الذي لا يغتفر، على صعيد محاسبة الحكومة البريطانية، ترك معظم الناس غير مدركين» لحقيقة الصراع في ذلك البلد. كما تهكمت من خلال الإشارة إلى أنه في حال كان الأمر يتعلق بدولة أخرى «معادية للغرب»، لتكاثرت الدعوات من أجل «تدخل عسكري أمريكي (ضد السعودية) لوقف المذبحة القائمة هناك منذ فترة طويلة».
ومع الإشارة إلى الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، أوضحت «ذا غارديان»، في مقال بعنوان: «المملكة العربية السعودية وإسرائيل تقتلان المدنيين، وبريطانيا متورطة»، أن كلاً من الرياض، وتل أبيب، «تعتقدان أن في استطاعتهما الإفلات من (جرائم) قتلهما للأبرياء، بمن فيهم الأطفال»، وذلك لأن الطرفين «يتمتعان بدعم عسكري، وديبلوماسي من الغرب».
وختمت الصحيفة بقولها «طالما أن بريطانيا، وحلفاءها متورطون» في مثل تلك الإنتهاكات، إلى جانب «فشل إعلامنا في إنجاز مهمته المتعلقة بإعلام الجمهور بما يتم ارتكابه باسمه»، فإن «هذه الفظاعات سوف تستمر».