شبوة: الإمارات تتجه إلى تجريد القبائل من السلاح

1914
المشهد اليمني الأول \ شبوة 
بدأت الإمارات بتجريد قبائل محافظة شبوة من سلاحها، خلال الأيام القليلة الماضية، بذريعة مكافحة الإرهاب وإحلال السلام وإعادة الاستقرار، إلا أن أبو ظبي تسعى لمنع تعدد مراكز القوة في المحافظة، وفرض سيطرتها الكاملة، من دون منازع.
ذلك الاتجاه الخطير، الذي دشن فعلياً منذ أيام، من قبل قوات «النخبة الشبوانية» الموالية للإمارات، جاء بتوجيهات من قبل القيادات العسكرية الإماراتية في عدن، وهو ما يؤكد أن أبوظبي تسعى إلى إزالة العقبة التي حال دون تمكن أبو ظبي من فرض سيطرتها الكاملة على منابع النفط في المحافظة القبلية، في ظل سلاح القبيلة، الذي يساوي سلاح الدولة، ويفوقها عتاداً وعدة.
قبائل شبوة التي تولت مهمة الدفاع عن شبوة خلال الربع الأول والثاني من العام 2015، تواجه اليوم مؤامرة هي الأولى من نوعهاً منذ 70 عاماً، فهي فرضت سيطرتها على منابع النفط وخطوط إمدادات الغاز، وتولت مهمة تأمين حماية مؤسسات الدولة، ودفعت بالآلاف من أبنائها المسلحين بمختلف أنواع الأسلحة، باستثناء المدرعات، إلى حماية المحافظة. 
مصادر محلية أكدت لـ«العربي»، أن «قوات النخبة الشبوانية سحبت ما يزيد عن 6000 قطعة سلاح من نوع بندقية كلاشنكوف خلال اليومين الماضيين، تنفيذاً لتوجيهات إماراتية بسحب كافة أسلحة القبائل، وتحجيم دورها في المحافظة».
ووفقاً للمصدر، فإن «التوجيهات الإماراتية قضت باستخدام القوة لسحب الأسلحة في كافة النقاط العسكرية التابعة لها».
وأكد المصدر أن «أعضاء المجلس الإنتقالي الجنوبي في المحافظة، عملوا على تشريع الإجراء ودعمه، واعتبروه ضرورة لفرض الأمن والاستقرار»، مشيراً إلى أن «موجة غضب بدأت بالتصاعد في أوساط القبائل نتيجة الإجراء الذي يفتقد للمبررات، خصوصاً وأن شبوة أقل المحافظات الجنوبية التي تحدث فيها أحداث أمنية وجرائم إغتيالات، كما يحدث في مدينة عدن ومحافظات أخرى».
ولفت المصدر إلى أن «هذا الإجراء المستفز للقبيلة في شبوة، لا يخدم سوى الإمارات التي تحاول فرض سيطرتها الكاملة على شبوة، واستغلال ثرواتها بقوة السلاح»، مشيراً إلى أن «سلاح قبائل شبوة أقلق الإمارات وحال دون تنفيذ أجندتها في المحافظة».
وتوقع المصدر أن «يصطدم مخطط سحب سلاح القبيلة الشبوانية خلال الأيام القادمة، بعدد من القبائل التي فشلت أبو ظبي في اختراقها من الداخل، وتجنيد الآلاف من أبنائها في النخبة الشبوانية، وخصوصاً قبيلة العوالق وقبائل أخرى».
وبحكم عرف وعادات القبيلة اليمنية، فإن تجريد القبيلة من سلاحها خط أحمر، كون السلاح سلاح القبيلة، والتنازل عنه يُعد تنازلاً عن قوة ومكانة القبيلة، ولذلك، قتل ثلاثة مسلحين من قوات «النخبة الشبوانية» الموالية للإمارات، يوم أمس، في مدينة الصعيد، بسبب محاولة سحب أسلحة مسلحين قبلين بقوة السلاح، وسط رفض المسلحين القبليين تسليم أسلحتهم الشخصية، الأمر الذي أدى إلى اندلاع اشتباكات بين الطرفين في سوق المصينعة، في الصعيد، انتهت بمقتل ثلاثة جنود من «النخبة الشبوانية»، إلا أن ذلك الاصطدام الذي جاء في اليوم الثاني من تدشين حملة منع حمل السلاح في شبوة، قد يتكرر، وقد يتسبب بحرب شاملة بين القبائل و«النخبة» خلال الأيام القادمة، سيما وأن قرار الإمارات بسحب أسلحة قبائل شبوة، لم يضع أي خصوصية للقبائل الشبوانية، التي يستحيل أن تسلم سلاحها بحكم العرف والعادات القبلية المتعارف عليها في أوساط قبائل شبوة.
يشار إلى أن علاقة الإمارات بـ«القاعدة» و«داعش»، اللذان كانا يتواجدان في شبوة، أصبح مكشوفاً، ولم تعذ ذريعة سحب السلاح ذات قيمة في أوساط قبائل شبوة، الذين يعرفون تفاصيل كثيرة عن صفقات «القاعدة» والإمارات.

 

 

 

 

 

 

 

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا