المشهد اليمني الأول/
هول مجزرة الحديدة الأخيرة الخميس الثالث من أغسطس أجبر العديد من الأطراف الدولية علي رفع الصوت اعلي هذه المرة وإن دون المستوي المطلوب ، جميعها تدين الاستمرار في قتل المدنيين واستهداف المناطق السكنية، مجازر عبثية وصفتها بدقة ميرتشيل ريلانيو الممثلة المقيمة لليونيسف في اليمن دمر هجوم آخر لا معني له في الحديدة العائلات والآمال والأحلام من أجل مستقبل أفضل.
بيان وزارة الصحة أشار إلي أن المجزرة المروعة والمزدوجة التي راح ضحيتها 55 مدنيا شهيدا، ومئات الجرحي بينهم نساء وأطفال، لم تتوقف عند استهداف منطقتي سوق الصيد ‘ المحوات ‘ المكتظ بالباعة من الصيادين وبوابة مستشفي الثورة العام، بل جري ملاحقة سيارات الإسعاف وقصف سيارتي إسعاف إحداهما في موقع الجريمة أمام بوابة مستشفي الثورة العام وأخري في منطقة كيلو 16 بعد خروجها من مجمع الساحل الغربي الطبي وهي تقل جرحي تطلبت حالتهم الحرجة نقلهم إلي مستشفيات العاصمة صنعاء للعلاج.
استهداف المدنيين في سوق الاصطياد والمرضي أمام بوابة مستشفي الثورة العام في جريمة مزدوجة قد يكون لها مدلولها بعد يوم واحد من حديث رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو أمام القوات البحرية الصهيونية عن مشاركة إسرائيلية ضمن تحالف دولي في المنطقة لمواجهة إيران في باب المندب وفق ما نقلته وسائل الإعلام الصهيونية وتغريدات رئيس وزراء الكيان الصهيوني نفسه، قد يكون جري ترجمته علي الأرض في ارتكاب الجريمتين واستهداف سوق الاصطياد أثناء اكتظاظه بالباعة وبوابة مستشفي الثورة بارتكاب مجزرة بحق المدنيين في مدينة الحديدة، وملاحقة سيارات الإسعاف وقصفها.
علي مدي ثلاثة أعوام ونصف تفضل ‘إسرائيل’ الصمت علي المستوي الرسمي ، وترك الاعلام الصهيوني والدولي يتولي الحديث عن حضورها في التحالف السعودي الأمريكي علي اليمن .
تمتلك تل ابيب قواعد عسكرية جوية في جزر دهلك الاريتريه قرب باب المندب ، والجيش الصهيوني تحدث قبل اشهر ان طائرات ال اف 35 نفذت عمليات جوية في ميداني قتال يجريان حاليا في المنطقة احداهما سوريا ، في إشارة الي الي اليمن .
مجزرة الحديدة تحمل الكثير من البصمات إلاسرائيلية لجهة عديد الأسلحة التي استخدمت في تنفيذ الجريمة لإحداث قدر كبير من الإرباك وخلط الدلائل ومحوها، وكذلك لجهة اختيار مواقع تنفيذ الجريمة وتوقيتها سوق الصيد وبوابة مستشفي الثورة المكتظين بالمواطنين والوحيد القادر علي توفير العلاج للمواطنين ومكافحة الكوليرا وفق المنظمات الدولية ، وملاحقة سيارات الإسعاف وقصفها تحمل بصمات إسرائيلية واضحة بالقياس إلي ما يشاهد في غزة والضفة الغربية بفلسطين المحتلة علي مدي سنوات ، وعمليات قذره نفذها جهاز الموساد الصهيوني في عدد من الدول العربية.
بعد مجزرة الحديدة اضحي تشكيل لجنة تحقيق دولية مطلب اكثر الحاحا لمنع الخوض في الاستهتار المريع بدماء اليمنيين الممتد علي مدار ثلاث سنوات ، ويتوقع ان يتصاعد ويصبح اكثر عدوانية واجراما في ظل يأس تعيشه عواصم التحالف علي اليمن من واشنطن الي الرياض وابوظبي مرورا بتل ابيب ، وتوقعات بان تصير اكثر عدوانية وعطشا لسفك الدماء .
تقرير – إبراهيم الوادعي
