المشهد اليمني الأول/

 

لفتت وكالة «بلومبيرغ» إلى أن إعلان البيت الأبيض عن قمة أمريكية – خليجية مرتقبة في منتصف شهر أكتوبر المقبل، يعد «فكرة جيدة، وإن متأخرة».

 

وأشارت الوكالة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سيعمل خلال لقائه المزمع مع القادة الخليجيين، على «تشجيعهم على التعاون» في القضايا الإقليمية، علاوة على دفعهم إلى «تأكيد عزمهم على تصعيد الصراع مع إيران».

 

وأوضحت «بلومبيرغ»، في افتتاحيتها، أن سعي واشنطن إلى «تشجيع التعاون (بين حلفائها الخليجيين) شيء»، فيما تعد فكرة «قيادتها لتحالف عربي رسمي شيئاً آخر تماماً»، منبهة من أن حديث بعض المسؤولين الأمريكيين عن إنشاء حلف «ناتو عربي»، «من شأنه أن يربط قوة الولايات المتحدة، وهيبتها بمشروع يملك فرصة ضئيلة للنجاح».

 

وأكملت «بلومبيرغ» بالإشارة إلى أن جهود الولايات المتحدة لمواجهة إيران، وضمان المصالح الأمريكية «يمكن خدمتها، بصورة أفضل، إذا ما عمل ترامب في سبيل تحقيق هدف أكثر تواضعاً، ألا وهو إقناع الدول العربية بالتوقف عن قتل بعضها البعض».

 

وشددت الوكالة على أن «لدى إيران العديد من الوسائل للمشاغبة، وإلحاق الأذى (بواشنطن)، وهي وسائل تتراوح بين شن الهجمات السيبرانية، وتوظيف الميليشيات المسلحة من وكلائها الإقليميين»، في حين أن «الولايات المتحدة، ومن أجل احتواء هذه التهديدات، تحتاج إلى تنسيق جهود حلفائها»، شارحة أن «تحقيق أفضل النتائج المتوخاة على هذا الصعيد، يتطلب توسيع دائرة (الحلف الخليجي) ليشمل تركيا، ومصر، والأردن، وحلف شمال الأطلسي، وربما إسرائيل»، ولا سيما أن الأخيرة «سوف تأخذ على عاتقها جزءاً كبيراً من عبء احتواء طموحات إيران الإقليمية».

 

وفي ما يخص الأزمة القطرية، أضافت «بلومبيرغ» أنه «يتعين على ترامب، ومن أجل حشد الدول العربية على نحو أفضل في مواجهة إيران، أن يظهر معارضة أكثر حزماً للحصار الذي فرضته المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين، ومصر ضد قطر»، حيث أن الخلاف الخليجي – الخليجي، المتواصل منذ عام، «أفاد إيران بشكل كبير، وذلك بسبب تشتيت الطاقات العربية من جهة، وتعميق الروابط بين الدوحة، وطهران من جهة ثانية».

 

أما في ما يخص حرب اليمن، فقد زادات «بلومبيرغ» أنه «يتوجب على ترامب أيضاً، أن يدعو (دول التحالف) إلى إيجاد حل سريع إلى الصراع الأكثر دموية» هناك، حيث أسفر عن سقوط أكثر من 10 آلاف قتيل، كما بات يهدد بوقوع أسوأ كارثة إنسانية على مدى عقود.

 

وتابعت «بلومبيرغ» أن أزمتي قطر، واليمن، «سلطتا الضوء على حقيقتين مؤسفتين»، تتمثل الأولى في أن «لدى دول الخليج العديد من الخلافات، التي لم يتم التوصل إلى حلول لها بعد»، فيما الثانية تفيد بأن «القوات (الخليجية) ليست صالحة إلى حد بعيد»، مشيرة إلى أن «ميليشيات عسكرية، تحظى بدعم محدود من إيران، تمكنت من الوقوف في وجه التحالف، الذي يتمتع بموارد أفضل، على مر السنوات الأربع الماضية». وبحسب الوكالة، فإن «الجيوش الخليجية، جرى تصميمها في المقام الأول، بغرض حماية الأنظمة من الاضطرابات الشعبية»، ما يجعلها ذات دور محدود في صراع مع خصم إقليمي، مثل إيران.

 

ختاماً، ذهبت «بلومبيرغ» إلى أن الدول العربية، الحليفة لواشنطن، تملك «أسلحة أخرى» في خضم الصراع الإقليمي، غير القدرات العسكرية، مثل «الأدوات الاقتصادية»، إلى جانب «قدراتها وأصولها لاستخبارية».

 

وذكرت الوكالة بأن الرئيسين الأمريكيين السابقين، جورج دبليو بوش، وباراك أوباما، «تمكنا من الاستفادة من تلك الأسلحة، في الحرب ضد التنظيمات الإرهابية»، وذلك «من دون حاجتهما إلى إنشاء تحالف رسمي، ذي طابع مؤسسي»، مشددة على أن نهج الحلف المشار إليه، والذي يفتقر إلى الطبيعة الرسمية، يمثل «النهج الواعد».

 

وأكملت بأن نجاح ترامب في حث الدول العربية، على التوقف عن استخدام مثل تلك الأسلحة في وجه بعضهم البعض، «أفضل بكثير» بالنسبة لواشنطن.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا