كتب/ هشام الهبيشان
ما قام به كيان الاحتلال الصهيوني من هجومٍ جوي بربري، نازي، فاشي – استهدف قطاع غزة بالعام2014 ،مستهدفاً الشجر والحجر، الإنسان والمكان ،لايدخل إلّا بخانة حرب الإبادة وجرائم الحرب ، 2300 شهيداً و11000 ألف جريح ،ودمار شامل للكثير من المنازل والمساجد والجامعات والمستشفيات والمناطق الحيوية بالقطاع، أو بمعنى آخر، هو تدمير ممنهج للبنية التحتية في قطاع غزة ،وهذا ماكان ليحصل إلّا بضوءٍ أخضر وشراكة من بعض الأنظمة العربية فيه، بشكلٍ مباشر أو غير مباشر .
و كل ذلك بهدف أن يشعر أهل غزة إن قوى المقاومة هي السبب بما يجري لهم، بهدف أن ينسلخ أهل غزة عن قوى المقاومة وعن فكرها المقاوم، فقد كان الهدف من كل ذلك، هو تقسيم غزة لخمس مناطق، لعزل قوى المقاومة عن بعضها البعض، ومن ثم تدمير المخازن والانفاق، والسيطرة على نقاط العبور وتهريب وتخزين الأسلحة ومن ثم تصفية العدد الأكبر من القادة العسكريين والأفراد المنضوين ضمن صفوف تنظيمات المقاومة بقطاع غزة، وهذا ما لم يحصل ولن يحصل، بل وقف ابناء قطاع غزه يداًَ واحدة مع قوى المقاومة .
وفي المقابل انكشف موقف المتخاذلين من الأنظمة العربية وبرز ذلك من خلال ردود أفعالهم الهزيلة، وانفضاح أمانيهم بأن ينجح الكيان الصهيوني بإركاع غزة وأهل غزة، بالطبع حاولت بعض الأنظمة العربية “ الأنظمة التي تعرف بتبعيتها الى المشروع الصهيو – أمريكي” أضفاء طابع أخر لهذه المحرقة، وعنوان آخر لها ، فهذه الأنظمة لها مصلحة مشتركة مع العدو الصهيوني، بالأجهاز على حركات المقاومة بالقطاع وخصوصاً حركتيّ حماس والجهاد.. الاجهاز عليها عسكرياً وليس سياسياً بالطبع ، وهنا لا ينكر عاقل أن الصهاينة عندما دخلوا هذه المعركة، لتنفيذ تلك المحرقة ، لم يدخلوها وحدهم بل بالشراكة مع بعض شركائهم من الأنظمة العربية، وهذا ما لم يخفيه الكثير من جنرالات الجيش الصهيوني وبعض الساسه الصهاينة .
وقد قال نائب وزير الحرب الصهيوني حينها: يجب علينا تأديب حماس والجهاد حتى لا نخذل أصدقائنا العرب الذين اعتمدوا علينا في ذلك !! وهذا قد يثير أستغراب البعض، فهل من المعقول أن تصل عمالة بعض الأنظمه العربية الى درجة الاشتراك بتلك المحرقة، وقتل أهل غزة العُزل ،بشهر رمضان الذي تحرّم فيه الدماء والحروب!؟.
الجواب ، ببساطة “نعم” وهذا ليس مستغرباً من هذه الأنظمة، فهناك اليوم إدلة ملموسة على كل هذا، فالتجربة السورية والعراقية والليبية والسودانية تثبت أن هذه الأنظمة العميلة ، أصبحت شريكاً وموغلاً بالدم العربي، تعملُ يداً بيد مع العدو الصهيو -أمريكي ، لتنفيذ باقي فصول مؤامراتهم القذرة الرامية إلى إبادة هذه الأمة وإلى تقسيم المقسم بالوطن العربي ، وهذا تطور خطير بعمل هذه الأنظمه العميلة، فبعد أن كانت هذه الأنظمة مسؤولة عن الامداد واللوجستك والتسهيل لاحتلال أراضٍ عربية، كما شاهدنا بالتجربة العراقية –الليبية –السورية ، اليوم أصبحت هذه الأنظمة شريكة للمشروع الصهيو –أمريكي ،بالقتل والتدمير والتخريب للفسيفساء المكونة للخارطة العربية، لتمزيقها وإعادة ترتيبها بما يخدم هذا الكيان الصهيوني ،لتكوين ثلاثة وخمسين كيان عرقي ومذهبي وديني بالمنطقة العربية ، يكون فيها الكيان الصهيوني هو السيد المطاع ،وكل طرف من هذه الأنظمة، سعى من خلال محرقة غزة لتقديم صكوك الطاعة لهذا الكيان، بسبيل أرضائه وارضاء السيد الامريكي .
محرقة غزة ،لم تكن حدثاً عابراً، فالصهاينة قد باشروا فصول هذه المحرقة بمثل هذه الأيام من العام 2014،بالشراكة مع بعض شركائهم من الأنظمة العربية على أساس أنها ستكون معركة صهيونية بالوكالة عن شركائهم من بعض الأنظمة العربية، ولكن المفاجأه كانت كبيرة ،ورغم حجم الخسائر التي تلقاها القطاع ، إلّا إن الصهاينة تلقوا ضربات موجعه بالعمق الصهيوني فارأضي فلسطين المحتلة الخاضعة أغتصاباً للكيان الصهيوني، أصبحت بمجموعها تحت نيران وصورايخ المقاومة ،وبغضّ النظر عن نتائج ضربات المقاومة ،فهذه الضربات وضعت الكيان الصهيوني وقادته، بمأزقٍ كبير بعد أن أثبتت قوى المقاومة أنها قادره على الرد، وكل ذلك بفضل منظومة خبراء فلسطينيين، تدربوا على أيدي أمهر الخبراء العسكريين بالجيش العربي السوري وقوى المقاومة اللبنانية، ومستشارين وخبراء إيرانيين، وأستطاعت منظومة الخبراء الفلسطينيين، أن تتمرس على صناعة هذه المنظومة الصاروخية التي ضربت تل أبيب وحيفا و…ألخ ،والأضافة النوعية كانت بقدرة المقاومة على تطوير منظومة عمل لطائرات بدون طيار، بالتعاون مع بعض الخبراء في جمهورية إيران الإسلامية، وقد رأينا طلائعها بعام 2014، تعمل بسماء الاراضي المحتلة ، وهذا بحد ذاته شكّل حالة من الصدمة لقادة الكيان الصهيوني وشركائهم من الأنظمة العربية ، فهم تورطوا حينها بمعركة لم يدرسوا نتائجها.
وهذا يذكّرنا بحرب الصهاينة بتموز 2006 مع حزب الله والتي نعيش اليوم بالذكرى العاشرة لها، والتي ورطت حينها الولايات المتحدة الامريكية وبعض إدواتها من الأنظمة العربية الكيان الصهيوني بها ، ونذكر حينها كيف أن كوندليزا رايس وبعض التابعين لوزراة خارجيتها من بعض الأنظمة العربية، كيف أنهم كانوا رأس الحربة بهذه المعركة ، رغم إن القاده الميدانيين بالجيش الصهيوني قرروا الانسحاب من المعركة بتموز 2006 في صبيحة اليوم الثالث لها ، إلّا إنّ رايس وبعض التابعين لوزراة خارجيتها من بعض الأنظمة العربية حينها، رفضت ذلك وأستمرت المعركة ليخرج منها الجيش الصهيوني جاراً لذيول الهزيمة ، وهذه المعركة سُجّلت بالتاريخ على أنها كانت معركة صهيونية على لبنان بالوكالة عن الامريكان وبعض إدواتهم من الأنظمة العربية ،ونفس هذه المعركة وتوصيفاتها التي عاشها لبنان ،حصلت بقطاع غزة بعام 2014.
ختاماً ، لقد كانت محرقة غزة وحرب تموزاللبنانية شاهداً حيّاً على عمالة بعض الأنظمة العربية للمشروع الصهيو –إمريكي ،وقد كانت دماء الشهداء من أبناء القطاع وأبناء لبنان وخصوصاً الاطفال منهم وصمة عار بجبين هذه الأنظمة العميلة التي مازالت موغلة بالدم العربي ،فإلى متى سيصمت الشعب العربي على عمالة هذه الأنظمة الموغلة بالدم العربي ،السؤال سيترك برسم الإجابة لدى الشعب العربي من المحيط إلى الخليج.
*كاتب وناشط سياسي – الأردن.