المشهد اليمني الأول/
لا تعرف دولة الإمارات من أين تتلقى الضربات في الآونة الأخيرة، تزال الورطة التي أوقعت نفسها فيها في الساحل الغربي لليمن تتعاظم خسائر بشرية ومادية، وملفات عديدة تؤرق عيال زايد بدءً من سرقة الغاز اليمني إلى محاولات فصل سقطرى اليمنية عن الوطن الأم، وانتهاء بملف السجون السرية في اليمن، ودعم تنظيم القاعدة في اليمن، وآخرها فرار النجل الثاني لأمير الفجيرة إلى الدوحة خصم ابو ظبي اللدود والعنيد.
انشقاق أحد أنجال أمير الفجيرة صفعة مدوية لحكام ابوظبي الذين تفردوا بقرار المشاركة في حرب اليمن ويخفون عدد قتلاهم الحقيقي وفق ما أدلى به الشيخ راشد بن حمد الشرقي النجل الثاني لحاكم الفجيرة إحدى الإمارات السبع، والذي لم تتضح بعد ملابسات وصوله إلى الدوحة ومن الأطراف التي وقفت وراء هذه الضربة الأولى من نوعها تتلقها الإمارات منذ نشأتها، وللمرة الأولى علانية يتهم فرد من الاسر الحاكمة حكام أبوظبي بالهيمنة على الدولة التي تتكون من اتحاد فيدرالي يضم 7 إمارات.
أكد الشيخ راشد بن حمد الشرقي النجل الثاني لحاكم الفجيرة أن التوترات القائمة بين حكام الإمارات تعاظمت على خلفية الانخراط الاماراتي في العدوان على اليمن ، وهيمنة عيال زايد حكام أبوظبي على حكام الإمارات الأخرى لجهة التفرد بقرارات مصيرية كما حصل في المشاركة في العدوان على اليمن، قرارات قال ان الامارات الفقيرة كالفجيرة وعجمان تدفع فاتورة مكلفة من دماء شبابها دون هدف واضح أو مصلحة وطنية.
وفي حديث الشرقي لصحيفة نيويورك تايمز تأكيد بأن الخلافات بين حكام الامارات والتي ظلت رهن الغرف المغلقة، تفاقم بشكل كبير نتيجة الحرب على اليمن وكثرة الضحايا، مؤكدا بأن الضحايا من الإماراتيين هو أكبر بكثير من الرقم المعلن من قبل أبوظبي.
لا شك في أن قطر منذ إعلان السعودية والإمارات والبحرين بالإضافة إلى مصر مقاطعتها ، تدير معركتها بنجاح، وتسبب الكثير من الصداع للدول التي أعلنت الخلاف معها وفي المقدمة نظام أبوظبي، وما حصل بلجوء النجل الثاني لحاكم الفجيرة إلى الدوحة الغريم اللدود لعيال زايد يتجاوز كونه مجرد إحداث صداع.
وبمعزل عن الهزيمة التي لحقت الإمارات في الساحل الغربي لليمن وفشل عملية احتلال مدينة الحديدة ومينائها، وتحول عملية ” النصر الذهبي ” إلى مستنقع يستنزف مرتزقة أبوظبي وآلياتها وخزائن أموالها، والتململ العالمي حول الكارثة الإنسانية التي يحدثها التصعيد العسكري هناك على المدنيين، ولايزال الاستنزاف قائما دون أفق لوقفه.
يرى عدد من المتابعين أن أبو ظبي مثقلة في الآونة الأخيرة بملفات معقدة أبرزها الكارثة الإنسانية على خلفية الهجوم الفاشل الأخير الذي قادته على مدينة الحديدة، وملف سجونها السرية التي اقامتها في اليمن، منظمة العفو الدولية طالبت في بيان لها قبل ايام باعتبار ذلك جرائم حرب، ولم ترَ في زيارة الوزيرة الإماراتية عليا فاضل إلى عدن ما يمحو تلك الحقيقة، رغم دفع أبوظبي بمرتزقتها إلى نفي مسئولية أبوظبي وأنها لا تدير سجونا سرية في جنوب اليمن.
وللمفارقة ففضح الملفات المشينة عن السجون السرية وجرائم التعذيب التي تمارسها القوات الإماراتية تأتي من قبل صحافة الحليف الأمريكي والذي تقاتل أبوظبي من اجله في المنطقة، وتقدم نفسها راعية لمصالحة.
ثمة من يرى في تسريب الصحافة الأمريكية والغربية، ابتزازا أمريكيا خبيثا تجاه حكام السعودية والامارات لدفعهم إلى الاستمرار في العدوان على اليمن، تحقيقا لمصالحهم، يعرف حكام السعودية وأبو ظبي أن ما تكشفه الصحافة الأمريكية حقيقة واقعة على الأرض فضباط أمريكيون يتبوؤون مناصب رفيعة في الجيش الإماراتي
ويقودون حربها في اليمن من غرف عمليات في عدن والمخا أو في دول الجوار حيث تمتلك الإمارات قاعدة عسكرية في عصب بها غرفة لقيادة العمليات العسكرية في اليمن، وسيق اليها لعدة مرات صيادون يمنيون وأسرى حرب وقعوا في قبضة مرتزقة أبوظبي وأفاد بعض الصيادين المفرج عنهم بخضوعهم في عصب لعمليات تحقيق وتعرضهم للتعذيب أيضا.
وتحدث الشيخ على الكردي رئيس منتدى أبناء عدن بأن مقر القوات الإماراتية في عدن ومنازل تعود لقيادات في المرتزقة تابعين للإمارات أضحت سجونا سرية تمارس فيها شتى أنواع التعذيب المهين للأدمية، وزج فيها بكل الاحرار الذين رفضوا الاحتلال الاماراتي لعدن.
وتؤكد عوائل المخطوفين المكلومون على ذويهم ويتعرضون للقمع ليصمتوا أن التعذيب الذي يتعرض له ذويهم لا يختلف كثيرا عن تلك الممارسات التي استفزت الضمير الإنساني في سجن أبو غريب في العراق ومعتقل غوانتنامو الأمريكي في كوبا سيئ الصيت، وتقول منظمات دولية عدة ووسائل إعلام دولية أنها تمكنت من توثيق حالات تعرضت لتعذيب ينتهك الصفة الادمية للضحايا.
ما من شك في ان إدارة الرئيس ترامب ستمضي في استحلاب حلفائها في المنطقة حتى آخر دولار أيضا، لا يستبعد أن كشف ملفات قد توصل الحلفاء إلى مشانق لاهاي والجنائية الدولية يجري بتنسيق من قبل إدارة ترامب للقضاء على تململ الحلفاء إزاء طول الحرب في اليمن وما تجنيه من خسائر اقتصادية قد تؤدي إلى الانهيار التام.
وتفيد التقارير أن سوق العقارات والذهب في دبي يشهد تراجعا يكاد يكون للمرة الأولى حيث تباع العقارات بربع قيمتها ، وتقوم شركات ورجال أعمال بعمليات نقل لأموالهم إلى مناطق أكثر أمنا للمرة الأولى، ويعود ذلك ربما إلى التحذير الذي أطلقته الخارجية البريطانية نهاية مايو الماضي عن احتمالية تعرض دبي لصواريخ يمنية، وتطور دراماتيكي لم يكن متوقعا نتيجة العدوان على اليمن، من حكام أبوظبي الذين تفردوا بقرار المشاركة في العدوان على اليمن في مخالفة للدستور الاتحادي للإمارات السبع وفق ما كشفه نجل حاكم الفجيرة لصحيفة نيويورك تايمز.
(إبراهيم الوادعي – المسيرة نت)