المشهد اليمني الأول/
على الرغم من اقتراب معركة «الرعد الأحمر» في مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي من اختتام شهرها الأول، لا تزال المعارك بين قوات «التحالف» من جهة والقوات التابعة لحكومة «الإنقاذ» تراوح مكانها على امتداد الخط الساحلي، من دون أي تحول استراتيجي في مجريات السيطرة والنفوذ. فما الذي جعل معركة الساحل صعبة إلى هذا الحد؟ وماذا عن استراتيجية «أنصار الله» في المواجهة؟ وما حقيقة الدور الايراني في الساحل الغربي؟ هذه الأسئلة وغيرها حملها «العربي» إلى المتحدث باسم القوات المسلحة التابعة لحكومة «الإنقاذ» اللواء الركن شرف لقمان، وكان هذا الحوار.
ما هو التقدير العسكري لما يحدث اليوم في اليمن؟ وهل هناك خارطة واضحة لمعارك الساحل الغربي وبشكل خاص مدينة الحديدة؟
المسألة لم تعد مقتصرة على الحديدة، المدينة آمنة جداً، و لا يوجد فيها أي مشاكل، الان يتحرك المهاجمون من ناحية الفازة باتجاه التحيتا، والمعارك خلال الأسبوع الحالي كانت عنيفة، وهناك هجمات متعددة ما بين 2 إلى 3 هجمات في اليوم الواحد، يرافقها الدعم الجوي والبحري والبري الذي يصل إلى الساحل الغربي من الجنوب.
خلال هذا الأسبوع، تصدى أبطالنا من رجال الجيش لأكثر من 8 هجمات وتم دحرها عن مدينة الحديدة، أحياناً ينجح المهاجمون بالسيطرة على بعض التباب، ولكن قوات الجيش سرعان ما تستعيدها، وعلى قدر تصعيد العدوان على هذه المناطق، هناك معنويات عالية لدى قواتنا، وهناك دعم أيضاً من قبل أبناء المناطق التهامية، وتحركات لإمداد الجبهات، وهناك تفاعل كبير من قبلهم وأيضاً بقية المناطق التي يتوافدون منها لتعزيز جبهة الصمود، الحديدة آمنة وبعيدة عن أي قوى غازية، و أؤكد تماماً أن الحديدة ليس فيها ما يدعو للقلق. هم بعيدون جداً جنوب الدوار، وأيضاً في منطقة الدريهمي فقط.
كيف يمككنا فهم الكلام عن أن الحديدة آمنة، في ظل موجات النزوح الكبيرة التي تشهدها المدينة منذ شهر؟
حركة النزوح كانت ثالث أيام العيد والرابع والخامس فقط، فمنذ الجمعة الماضية مثلاً وما تلاها من أيام، هناك عودة كبيرة للمواطنين إلى منازلهم في الحديدة. والمدينة الآن مليئة بالمواطنين، نحن نتجول في الحديدة، وهناك ازدحام شديد في الشوارع، كما كانت في السابق، والأمور فيها طبيعية جداً، قوى العدوان تروج وتثير بعض الشائعات لتخيف الناس وتدفعهم إلى النزوح بهدف إفراغ المدينة، وعندها يتسنى لهم السيطرة عليها، إلا أن الناس عرفوا هذا المخطط، وقد عاد الكثير منهم.
ما هي الإستراتيجية التي مكنتكم من إفشال هجمات«التحالف» والقوات الموالية له في الساحل الغربي، بشكل اضطرت معه الإمارات لإعلان وقف المعارك؟
استراتيجيتنا طويلة المدى، تركنا الأفعى تتمدد، وتم استيعاب او امتصاص الضربة الجوية، ثم بدأت عملية تقطيع أوصال الأفعى المتمددة على الساحل، تعاملنا مع بؤر محددة بعد تقطيعها تعاملاً عسكرياً وتكتيكياً وقتالياً، حتى أن هناك ألوية بكاملها انتهت في جبهة الساحل، وكل التعزيزات تصل إلى محارق، وكل من يأتي الى الساحل يموت، والجثث الآن مليئة في الساحل، العدو لم يتمكن من تحقيق أي هدف ولم يتمكن من الدخول، وما يتبقى من قواته هي إما محاصرة أو في وضع محرج جداً، وقد تم فعلاً إيصالهم إلى المستنقع الذي لن يستطيعوا الخروج منه.
هل يمكن القول أن إعلان الإمارات عبر وزير خارجيتها توقف العمليات العسكرية، هزيمة بقالب آخر؟
المعارك لم تتوقف أبداً في جبهة الساحل الغربي، وإعلان الإمارات ليس أكثر من مناورة تسعى عبرها لإخراج نفسها من المأزق الذي دخلت فيه، ومحاولة تريد منها أن تحفظ قليلاً ما تبقى لها من ماء الوجه. المعارك لم تتوقف على الإطلاق ومستمرة إلى اليوم على طول الساحل المشتعل بأكثر من منطقة، من الفازة والدريهمي إلى منطقة المجيلس، والجبلية، الجبهات مشتعلة على الأرض، والطيران مستمر في التحليق والقصف، لا شيء توقف، وجل كلامهم كذب.
أما عن الهزيمة، فبكل تأكيد الإمارات هزمت هزيمة ساحقة في الساحل الغربي، وجميع الكتاب الاوروبيين كتبوا عن الأمر، وتحدث العالم أجمع عن أن الإمارات هزمت، وما يحدث من قبلها الآن لا يعدو أكثر من محاولة للهروب من حقيقة انهزامها في الساحل. أبو ظبي تقاتل بجيوش جلبتها بالمال، وبالتالي لا يهمها سقوط أفراد تلك الجيوش أو من يبقى معها. تريد أن قول للعالم إنها ما زالت قوية، وباستطاعتها الدخول إلى الحديدة.
في حال لم يتم التوصل لحل يوقف الحرب، هل لديكم القدرة على متابعة القتال لسنوات قادمة؟
بإذن الله بعد استكمال معركة الساحل الغربي، ودحر الغزاة، سنعود لتحرير المحافظات والمدن التي تسيطر عليها قوات الإحتلال، من الخوخة الى المخا إلى الجنوب، وحتى آخر شبر من الوطن.
ما هو ردك على من يقول إن هناك عناصر من «حزب الله» اللبناني وخبراء ايرانيين في اليمن؟
لا يوجد ذلك وهذا الكلام غير صحيح، وكله ادعاءات. من يملك أي إثبات على ذلك فنحن مستعدون للمواجهة، وأتحداهم أن يظهروا إيرانياً او لبنانياً واحداً، نحن ننفي هذا الكلام جملة وتفصيلاً. اليمن ليست محتاجة لأي دعم أو جهود دولية، أبناءها كثيرون وجاهزون وهم أبناء قتال، أما عن الادعاءات بأن لدينا خبراء فما هي إلى دليل عجز لديهم، هم من يستدعون المرتزقة من كل أصقاع الأرض للقتال بجانبهم، والعالم كله يشهد على ذلك، أما نحن فلدينا فقط أبناءنا اليمنيين.
هناك معلومات تقول إنكم تأسرون جنوداً يحملون الجنسية البريطانية والفرنسية… ما حقيقة ذلك؟
نعم لدينا الكثير من الأسرى، ومن جنسيات مختلفة، ولدينا أيضاً مجموعة أخرى أجنبية بينهم فرنسيين وغيرهم، وسيتم الكشف عنهم عند انتهاء المعركة.
ما هي دلالات العملية التي نفذها طيران الجو المسير على مقر قيادة «التحالف» في عدن، وخاصة لناحية التوقيت؟
استطعنا بفضل الله أن نلحق بعجلة الردع الجوي، على الرغم من أنهم يسيطرون على الجو منذ ثلاث سنوات، ويرتكبون المجازر. نحن الآن بطيراننا المسير او بقوتنا الصاروخية، استطعنا أن نصل إلى أماكن العدو براً وجواً حتى الى المحافظات الجنوبية، وبالتالي استطعنا أن نوازن مسألة الرعب الجوي. عدن الآن ليست منطقة محررة بل منطقة محتلة من قبل الإمارات، ويبرز فيها الإحتلال بكل صنوف العذاب والترويع، والإهانة لأبنائها وأبناء بقية المناطق الجنوبية الأخرى، وفي نفس الوقت تقوم (الإمارات) بإرسال الشباب إلى مناطق اليمن الأخرى لقتال اخوانهم هناك، خاصة في الساحل الغربي، حتى تتخلص من الشباب الذي يمكن أن يناهضوا، او يخرجون ضد الاستعمار، وأيضاً حتى يفرغ لها الجو، لكن نحن جميعاً نؤكد أننا سنعود إلى تحرير جميع المناطق التي تقبع تحت سلطات الإحتلال وسنحررها.
هناك من يتساءل عما إذا كان من علاقة بين تنفيذ هذه العملية في الوقت وبين تواجد الرئيس هادي في عدن؟
هادي لم يعد يشكل رقماً على الإطلاق، سواء وجد أو لا، حضر او لم يحضر، هادي ورقة محروقة داخل اليمن وخارجها. العملية كانت رسالة للإمارات وكل الغزاة والمحتلين، مفادها أن غادروا اليمن.
(العربي)