المشهد اليمني الأول/
اعتقلت السلطات السعودية الداعية الشيخ سفر بن عبدالرحمن الحوالي، وثلاثة من أبنائه واقتاداتهم إلى جهة غير معلومة، بعد أيام قليلة من إصداره كتاب “المسلمون والحضارة الغربية” الذي وجه فيه النصح لآل سعود وهيئة العلماء.
وقال نشطاء سعوديون، من بينهم حساب “معتقلي الرأي”، على موقع “تويتر”: إنه “تأكد لنا اعتقال الشيخ سفر الحوالي واثنين من أبنائه، هما عبد الرحمن وعبد الله، بعد أيام قليلة من إصداره كتاب (المسلمون والحضارة الغربية) الذي وجَّه فيه النصح لآل سعود وهيئة العلماء”، قبل أن يعلن اعتقال ولده الثالث.
وأفاد نشطاء بحسب موقع “الخليج أونلاين” بأن السلطات السعودية اقتحمت منزل الداعية “الحوالي”، فجر الخميس، واعتقلته مع نجله (إبراهيم) بعد أن اعتقلت أبناءه (عبدالله وعبد الرحمن) مساء الأربعاء، “وهناك أنباء عن اختفاء ابنه الرابع المقيم في مكة”.
وأضاف حساب “معتقلي الرأي”، في تغريدة أخرى، أن “اعتقال الشيخ سفر الحوالي تصعيد خطير، ويكشف أمام الرأي العام حقيقة السلطات السعودية، التي لم تكترث قَط لسنّه ولا لمرضه وإصابته بالجلطة الدماغية، فاعتقلته بطريقة سيئة بعد دهم منزله وتقييده!”.
وأكد أن الاعتقال جاء “بسبب كشفه لحجم الانتهاكات التي تمارسها تلك السلطات في سياساتها الداخلية والخارجية، ليكون السجن ثمناً للنصائح التي ذيّل بها الشيخ كتابه”.
وأكد الداعية السعودي الشيخ سعيد بن ناصر الغامدي، حادثة الاعتقال، وقال في تغريدة على حسابة بموقع تويتر، إن السبب كان كتابه الجديد.
يشار إلى أن الداعية الحوالي (68 عاماً)، قد نشر كتاباً بعنوان “المسلمون والحضارة الغربية”، تحدث فيه عن المليارات التي أنفقتها السعودية والدول الخليجية على الولايات المتحدة خلال زيارة دونالد ترامب الرياض منتصف عام 2017.
وأثار هذا الكتاب حفيظة السلطات السعودية، حيث هاجم الداعية “الحوالي” فيه سياسات الحكومة السعودية، التي “تنفق” المليارات على الغرب، الذين بدورهم يحاربون المسلمين.
وفي الكتاب ذاته، وصف “الحوالي” دولة الإمارات بأن كفيلها هو الولايات المتحدة، وأنها مستعدة لتحقيق مطالب اليهود، وقال أيضاً: “ولا أظن أحداً من المراقبين السياسيين، أو من أهل النظرة الثاقبة، يشك في أن السيسي والإمارات ومحمود عباس خاضعون بشكل ما لأمريكا، وكذا أكثر الحكام”.
من جهته، سارع ما يُعرف بـ”الذباب الإلكتروني” السعودي بشن حملة على وسائل التواصل الاجتماعي، محاولاً إظهار الشيخ السعودي وأبناءه “إرهابيِّين”.
وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” قد استنكرت حملة الاعتقالات التي تقوم بها السلطات السعودية ضد عدد من الدعاة وقادة الرأي والناشطين، وهو ما كان قد كشفه حساب “معتقلي الرأي” ثم أكدته الحكومة السعودية.
وتقول مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة الدولية، سارة ليا ويتسن، إن جهود ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لإصلاح الاقتصاد والمجتمع في السعودية “لا بد أن تفشل إذا كان نظام العدالة يحتقر سيادة القانون عبر الاعتقالات والعقوبات التعسفية.