المشهد اليمني الأول/
السبت الماضي 7/7 /2018م مرت علينا الذكرى الرابعة والعشرون للانقلاب على الوحدة، وغزو الجنوب من قبل عصابات الارهاب والتخلف الاجتماعي بقيادة عفاش وعلي محسن والزنداني وعيال الشيخ الاحمر.
في هذا اليوم الاسود يتذكر الاحرار من أبناء اليمن فتاوى التكفير والاستحلال واستباحة الدماء التي اصدرها علماء الشيطان، من امثال الديلمي والزنداني وصعتر، لكن يبدو أن الكثير من الجنوبيين يتمتعون بذاكرة مثقوبة، وخاصة أولئك الذين يقاتلون في صف العدوان، وتحت قيادة اللص علي محسن، وطارق عفاش، وهاشم الأحمر.
هؤلاء الذين سرقوا معظم منشآت وأراضي الجنوب، واقصوا كل المكونات الجنوبية، ومرمطوا بالجنوبيين بالأرض.
أربعة وعشرون عاما ونحن نقف مع الحراك الجنوبي، معتبرين أن الجنوب صاحب مظلومية، وأن الحراك يحمل قضية، وبالأخير يقول لك واحد تافه ( انت دحباشي ).
أحداث الثلاث السنوات الماضية بينت لنا أن الكثير من الجنوبيين ليس لهم قضية، وانهم تحولوا إلى مرتزقة، يحاربون في صفوف العدوان ضد اخوانهم الذين وقفوا معهم طوال حكم عصابة 7/7 الدموية، بل وضد سيادة واستقلال عموم الشعب اليمني الحر.
وللحقيقة ان الجنوب الثائر الذي نعرفه، أو كنا نسمع عنه، لم يعد كذلك، لقد جرت مياه كثيرة هناك، فعصابة 7/7 نهبت كل شيء، ودمرت كل ما هو وطني، بما في ذلك الثقافة الوطنية الوحدوية، بحيث وجد جيل مستلب الهوية والانتماء، وآخرون ارتدوا على اعقابهم، يبحثون عن أوهام ما قبل الاستقلال الوطني في 1967م، عما يسمى جنوب عربي، ذي هوية انفصالية سلاطينية استعمارية.
لقد جرفت عصابة 7/7 كل القيم الوحدوية والوطنية، وزرعت الارهاب واستجلبت ثقافة الموت والتخلف والنهب والفيد، بل كان عفاش، راعي هذه العصابات على اتفاق مع الارهابي بن لادن على اعطاء مناطق من الجنوب والشمال لإقامة امارة اسلامية للقاعدة، لولا رفض الدول الغربية التي رأت في ذلك خطرا على مصالحها.. وسط تزاحم المرتزقة والعملاء ضاعت القضية الجنوبية، وتحت وصاية الاحتلال عادت عصابة 7/7 وعاد النظام العفاشي الذي سرق الجنوب واهدر كرامة ابنائه إلى الواجهة.
نعم عادت عصابة 7/7 ممثلة بالقاتل عبدربه هادي، واللص علي محسن وعائلة عفاش وعصابات الاحمر وحزب الاصلاح. ومغفلو الجنوب يزج بهم في معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل، تارة للدفاع عن النظام السعودي، واخرى لتنفيذ اجندة الاحتلال الاماراتي في الساحل، وثالثة يزج بهم في سجون الإمارات السرية، ويمارس في حقهم المخازي من الأعمال.
نظام عفاش انتهى في شمال اليمن، لكنه عاد الى الجنوب تحت وصاية الاحتلال الاجنبي، وما يسمى شرعية الارتزاق في فنادق الرياض.
نعم ترك الجنوبيون جنوبهم للاحتلال ينهب ثرواته، ويغتصب النساء والصبيان، وينشر الدعارة والفسق، والانحلال والميوعة، ويتحكم بكل أمور البلاد. حرب 94 القذرة كانت كارثة على اليمن، لا زلنا نعاني من تبعاتها حتى اليوم، والقادم من هذه التبعات ربما يكون اعظم.
الكثيرون حذَّروا عفاش من الانسياق وراء العصابات قبل اندلاع هذه الحرب الكارثية. وكان الشهيد حسين بدر الدين الحوثي، واحدا من الذين عارضوا الحرب، وقاد مظاهرات في صعدة ضد الحرب، وناله الكثير من الأذى من عصابات عفاش، وصلت الى التخلص منه وتدمير صعدة بست حروب.
اليوم تتعالى اصوات المرتزقة في الجنوب ذهابا إلى الارتزاق خارج الجنوب دون أن يعرفوا أن الاحتلال يريد ان يفرغ الجنوب من ابنائه ليتسنى له العبث بمقدرات الجنوب.
يقتل ابناء الجنوب بأيدي قوات الغزو بدون ثمن، وجثثهم تأكلها الغربان والوحوش الضواري.
في الساحل وحده قتل الغزاة اكثر من 300 مرتزق جنوبي بحجة انهم يتقهقرون، أو بما يسمونها نيران صديقة.
يقاتل بعض الجنوبيين كمرتزقة بينما الجنوب يرزح تحت الاحتلال السعو/ اماراتي وكرامة ابنائه تداس تحت بيادات الاحتلال.
لكن عزاءنا ان هناك احراراً سينهضون لمقاومة المحتل، وقد بدأ المارد ينتفض من أقصى الشرق ممثلا بالمهرة وسقطرى، ثم نساء عدن.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
عبدالله الأحمدي