المشهد اليمني الأول/
قال موقع «مينيسوتا برس» الأمريكي، إن التحالف السعودي-الإماراتي يعتبر صحافيي اليمن هدفاً مفضلاً لغاراته الجوية، لإدراكه مدى أهميتهم في فضح جرائمه وانتهاكاته لحقوق الإنسان، إذ أدت هجمات أبوظبي والرياض إلى مقتل 180 صحافياً يمنياً منذ بدء العدوان عام 2015.
وأضاف الموقع في تقرير له، أن تحالف العدوان السعودي، ورغم عدم سماحه لوسائل الإعلام الأجنبية بدخول اليمن ونقل الأحداث إلا القليل، فإنه يسعى جاهداً لمنع ما يسميها التغطية الإخبارية السلبية للحرب، التي تعتبرها الأمم المتحدة أسوأ كارثة إنسانية عالمية. وأكد الموقع أن السعودية تحاول التحكم في رواية الأحداث المحيطة بالحرب التي لا تحظى بشعبية بين اليمنيين، وفي سبيل ذلك فهي تدمر المحطات التلفزيونية والمنشآت الإعلامية والإذاعية وتمنع البث عنها.
وأوضح أنه رغم جهود التحالف الإماراتي-السعودي، فإن التغطية التي ينفذها صحافيون يمنيون ومنظمات إنسانية تثير غضب قياداته التي جمعت وزراء الإعلام فيها لوضع استراتيجيات تكفل مواجهة مع من تعتبره تهديداً يفضح جرائمه من قبل الصحافيين المحلين والإعلام الدولي.
ونقل الموقع عن مصادر قريبة من الاجتماع قولها إن الرياض وأبوظبي تعتبران وسائل الإعلام تهديداً لعمليتهما الحالية في مدينة الحديدة الساحلية التي يخطط التحالف لضرب كل الصحافيين فيها، سواء كانوا إذاعيين أو تلفزيونين، بل ثمة مخطط لبث مواد دعائية من على متن سفن حربية في البحر الأحمر وشن حرب نفسية على السكان والمقاتلين المدافعين عن الحديدة ضد الهجوم الذي يستهدف احتلالها.
وتواصل المصادر قولها إن هناك خططاً أيضاً لاستعمال تكتيكات ترويع لإجبار سكان الحديدة والمناطق المحيطة على الفرار حتى تتحول لمنطقة عسكرية بحتة. وتشمل خطط ضرب التغطية الإعلامية لجرائم التحالف في اليمن على استخدام نفوذها لدى شركتي نايلسات وعربسات للأقمار الاصطناعية لمنع بث أي مواد تنتقد التحالف.
ويقول موقع مينسوتا برس إن النظامين السعودي والإماراتي ينويان إيصال الحرب إلى بعد جديد يستهدف الحضور على الإنترنت، من خلال خطط لحظر صفحات وسائل التواصل الاجتماعي والصحافيين المغطين لحرب اليمن والنشطاء. ولفت التقرير إلى أن السعودية وأبوظبي لديهما تاريخ طويل من إغلاق منصات التواصل الاجتماعي ومنع تغطية موضوعات معينة، إذ تعرف السعودية بأنها أحد أكثر الدول التي تفرض رقابة على الإعلام في العالم، وفقاً لمؤسسة فريدم هاوس.
كما تشمل الخطط أيضاً زرع قصص مفبركة في الإعلام من قبل الإمارات والسعودية تزعم بأن الحوثين لغموا ميناء المدينة ونشروا مسلحيهم في المناطق السكنية، حتى تخلق مبرراً لقوات أبوظبي لتقتل الكثير من الضحايا المدنيين. وأشار التقرير أيضاً إلى أن الصحافيين الذين يرون أحداث اليمن يتعرضون لمضايقات من قبل أبوظبي والرياض ويهددون إن لم يخففوا من انتقاداتهم وتغطيتهم.