المشهد اليمني الأول| متابعات
أعد موقع “ريغنوم” الروسي تقريرا عمّا تناقلته وسائل الإعلام الغربية والعالمية لدى تغطيتها الأحداث التي سبقت قمة الناتو في وارسو ووقائعها وما خلصت إليه، اخترنا مقتطفات منه.
وفي مقدمة التعليق، اعتبر “ريغنوم” إلى أن التهويل الذي سبق القمة والتصريحات، وحتى الخطابات الرنانة من على منابرها، لم يكن يشبه سوى ريح يافع نهم، التهم الكثير من الفستق حتى انتفخ وصار ينفس عن ضغطه.
ويؤكد الموقع الروسي كذلك، أنه وبالوقوف على هذه القمة، يتبّن للعين المجردة، أن حلف الناتو، أو “شمال الأطلسي” الحالي، لم يعد ذاك “الأطلسي” الذي كان يحسب له ألف حساب في الستينيات والثمانينيات من القرن الماضي، بدليل أن مسؤولي الحلف المذكور لم يضطروا آنذاك لعقد قمم كتلك التي حشدوها في وارسو مؤخرا، نظرا لأن عدّته وجيوشه لم تكن بحاجة للتعريف بها والتهويل لعظمتها.
وأشار “ريغنوم” إلى ضرورة الفصل ما بين اللهجة الكلامية الرنانة، والقدرات التقنية والعسكرية الحقيقية للناتو، واعتبر أنه إذا ما نظرنا إلى النبرة التي يعتمدها مسؤولو الحلف، يبدو منها أنه يحذر روسيا ويفزعها، بدليل ما صرح به ينس ستولتينبيرغ السكرتير العام للناتو، حيث قال: “قمتنا في وارسو، تنعقد في مرحلة أمنية حاسمة بالنسبة إلينا. العالم أصبح غير آمن في غضون بضع سنوات، وها نحن نرد على هذا التطور بالسرعة والحزم المطلوبين”.
وأعاد “ريغنوم” إلى الأذهان، تصريحات سابقة لسكرتير الناتو، أكد فيها أن حلفه “لا يرى في روسيا عدوا له، ولا يبحث عن أي نزاع أو مواجهة مباشرة معها”، ليتضح بعد المقارنة بين التصريحين، أن إدارة الناتو وقيادته تتم بأيدي مهرّجين، لا ساسة يستندون في تصريحاتهم إلى أرض صلبة ويدركون ما يقولون.
واعتبر الموقع الروسي، أن تصريحات ستولتينبيرغ وسواه من كبار المسؤولين في الأطلسي، ليست إلا عبارات لا معنى لها وتأكيدات بلا أساس، فضلا عن التناقضات والخلافات التي صارت تبرز داخل الناتو نفسه لدى تحديد الأولويات وتنسيق المواقف.
وتعزيزا لهذا الطرح، أورد “ريغنوم” مقتطفات من حديث للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي وصف روسيا بالشريك لبلاده وأوروبا، وأكد أن “الناتو لا يتمتع بصلاحيات تخوله تحديد طبيعة العلاقات بين أوروبا وروسيا، التي ليست عدوا لفرنسا ولا تتهددها”.
وفي هذا السياق كذلك، استذكر الموقع الانتقادات التي وجهها وزير الخارجية الألماني فرانك فالتير شتاينماير لمناورات الناتو في دول البلطيق المجاورة لروسيا، حيث قال: “لا يتوجب استفزاز روسيا، ولا محل لقعقعة السلاح على حدودها”، فيما شددت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بدورها، وخلال القمة نفسها على أن مصلحة العالم “تقتضي التوافق ما بين الولايات المتحدة وروسيا، على غرار ما يحدث على سبيل المثال في سوريا”.
وأبرز “ريغنوم” ما كتبته National Interest الأمريكية في تعليق على قمة الأطلسي في وارسو، إذ شبهتها بـ”مسرحية هزلية”، وأضافت: “قمة الناتو التي التأمت لتبحث سبل مواجهة روسيا، تحولت إلى مسرحية هزلية لا تمت للأمن الجماعي بصلة، فيما قرار الناتو نشر أربعة آلاف جندي عند الحدود مع روسيا لن يفزعها”.
واعتبرت الصحيفة الأمريكية أنه “وإذا كانت بلدان الناتو معنية فعلا بالحفاظ على الاستقرار في حوض البلطيق، لركزت على طريقة معاملة السلطات في دول البلطيق للسكان الناطقين بالروسية، وسبل دمج الأقليات، عوضا عن إرسال القوات العسكرية” والتجييش هناك على الحدود مع روسيا.
وفي الختام، خلص “ريغنوم”، إلى أنه لا خيار أمام روسيا للحفاظ على سيادتها ومصالحها، سوى إشهار قوتها، في استعادة لما شهده التاريخ على مرّه، واعتبر أن حلف الناتو قد ضيّع على نفسه فرصة التعايش بوئام مع روسيا، وفي ذلك تكمن خطيئته.