المشهد اليمني الأول |
استقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، اليوم بصنعاء المبعوث الخاص لوزارة خارجية مملكة السويد إلى اليمن وليبيا السفير بيتر سيمنبي، الذي يزور اليمن حاليا للوقوف على الأوضاع الإنسانية الراهنة وإسناد توجه إحلال السلام في الجمهورية اليمنية .
جرى خلال اللقاء مناقشة علاقات التعاون اليمني السويدي والجهود الطيبة التي تقوم بها السويد لإسناد الشعب اليمني في مأساته الحالية بخلاف مواقفها الداعمة للحل السلمي ورفضها للتصعيد العسكري الحالي.
وفي اللقاء الذي حضره وزراء التخطيط والتعاون الدولي عبدالعزيز الكميم والدولة نبيه أبو نشطان والدكتور حميد المزجاجي وعبدالعزيز البكير والأمينان المساعدان لرئاسة الوزراء يحيى الهادي ويحيى القائفي، دار الحديث عن الجهود التي يقودها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيت باتجاه السلام ودور السويد المقرر ترأسها لمجلس الأمن الشهر القادم في مساندة الشعب اليمني وإبراز حقيقة ما يتعرض له من عدوان سافر وحصار جائر وطبيعة الحرب الداخلية المفروضة عليه .
وتطرق اللقاء إلى ما يحمله تصعيد العدوان في الساحل الغربي ومدينة الحديدة من تأثير سلبي على الحل السياسي الذي يسعى إليه المبعوث الأممي ومن كارثة إنسانية جديدة على الشعب اليمني .
كما تطرق اللقاء إلى موقف الاتحاد الأوربي من المِحنة الراهنة التي يمر بها اليمن وموقفه المؤكد على الحل السلمي كخيار وحيد للخروج منها، والأدوار المهمة والمؤثرة التي يمكن أن يقوم في هذا الاتجاه كقوة دولية فاعلة.
وركز اللقاء على التداعيات التي خلفها ولا يزال قرار نقل وظائف البنك المركزي اليمني إلى محافظة عدن وما تسبب به من حرمات مئات الآلاف من الموظفين، خاصة في قطاعي التربية والتعليم والصحة العامة من مرتباتهم لأكثر من سنة ونصف ومساهمته المباشرة في تأجيج المأساة الإنسانية التي تسبب بها العدوان والحصار السعودي الإماراتي لليمن.
ورحب رئيس الوزراء بالمبعوث السويدي في زيارته إلى الجمهورية اليمنية وعاصمتها صنعاء .. مستعرضا كافة جوانب العدوان والحصار المفروض على الشعب اليمني من قبل تحالف الشر السعودي وحقيقة الأعمال الإجرامية التي ترتكبها القوات السعودية الإماراتية ومرتزقتهم الدوليين والمحليين بحق اليمن لأكثر من سنوات.
وأشار إلى أن العالم لا يريد أن يفهم حقيقة وأسباب ما يعانيه الشعب اليمني من عدوان وقتل وتشريد من قبل النظامين السعودي والإماراتي بدعم وإسناد مباشر وانحياز واضح لعدد من الدول الغربية التي تزودهما بالأسلحة الفتاكة التي تقتل بها اليمنيين ليل نهار .
وأعرب عن تطلعه إلى قيام السويد الصديقة خلال ترأسها لجلسة مجلس الأمن بنقل الصورة الحقيقة عن مأساة اليمنيين وأسبابها الحقيقة ومواصلة مناصرتها لليمن في محنته الراهنة .. موضحا أن مجلس الأمن قادر على أن يعمل الكثير في اتجاه إنهاء المِحنة الراهنة التي يمر بها اليمن، لكنه لا يريد لأسباب يعرفها الجميع.
وأشاد الدكتور بن حبتور، بالدعم المشهود لحكومة السويد لخيار السلام وحل محنة الشعب اليمني وفق أسس سلمية .. وقال ” نحن في الجمهورية اليمنية ومن العاصمة صنعاء نؤكد أن الإرادة السياسية ثابتة في اتجاه الحل السلمي باعتباره المدخل السليم لإنهاء المأساة الإنسانية الحالية “.
بدوره أكد مبعوث وزارة خارجية مملكة السويد أن زيارته لليمن تأتي من أجل تعزيز دور بلاده وتدخلها الايجابي في اليمن ومساندة الحل السلمي .
كما أكد اهتمام بلاده بالجوانب الإنسانية الصعبة التي يمر بها الشعب اليمني وقلقهم من خطر التصعيد العسكري في الساحل الغربي الذي قد يؤخر الحل السياسي الذي يأملون به ويؤثر في نفس الوقت سلبا على جهود الإغاثة الإنسانية.
وجدد التأكيد على أن ملف وقضايا اليمن ستكون ضمن أولوية مجلس الأمن خلال ترأس بلاده للمجلس الشهر المقبل .
واعتبر الموضوع الأهم هو إيجاد حل سياسي يمكًن اليمن مع شركائه التحول من المرحلة الطارئة التي يمر بها إلى مرحلة التنمية والاستقرار .
وأعرب المبعوث السويدي عن ألمه لما شاهده أثناء زيارته اليوم لإحدى المستشفيات العامة في العاصمة صنعاء من أوضاع إنسانية بسبب قلة التجهيزات من جهة ومن جهة عدم استلام الأطباء والممرضين والطواقم الفنية لمرتباتهم لفترة طويلة من جهة.