المشهد اليمني الأول/

 

تواجه قوات «العمالقة» التي تقاتل في البوابة الجنوبية لمدينة الحديدة، مخاطر الحصار وتوقف الإمدادات عنها مع تكثيف القوات التابعة لحكومة «الإنقاذ» بصنعاء هجماتها على امتداد الطريق الساحلي، الرابط بين مدينتي الخوخة والحديدة. 

 

خلال الأسابيع الثلاثة الماضية نفذت قوات صنعاء العديد من عمليات الإلتفاف على كتائب من «العمالقة» في مناطق الفازة والجاح بالتحيتا والنخيل في الدريهمي.. مصادر ميدانية لـ«العربي»، لفتت إلى أنه وفي كل عملية يسقط العشرات من منتسبي «العمالقة» بين قتيل وجريح وأسير، ويتدخل طيران «التحالف» وبوارجه ومروحيات الأباتشي لفك الحصار عن من تبقى منهم على قيد الحياة.

 

كما تؤكد المصادر توقف الإمدادات من الطريق الساحلي عن كتائب «العمالقة» المتمركزة في منتجع الفازة، بسبب الحصار المفروض عليها من قبل قوات صنعاء منذ أسبوعين، ولم يعد لها منفذاً سوى البحر.

صفوف خلفية مكشوفة

تقدمت قوات «العمالقة» في الساحل الغربي الى جنوب مدينة الحديدة، وسلمت المواقع التي سيطرت عليها في الخوخة وحيس والتحيتا لقوات «النخبة» التابعة للعميد طارق محمد عبدالله صالح.

 

وتكشف مصادر لـ«العربي» عن «خلافات نشبت مؤخراً بين قائد العمالقة ابو زرعة المحرمي والعميد طارق، بعد اتهام الأول للثاني بعجز قواته عن تأمين الطريق الساحلي، وفشله في وقف هجمات الحوثيين التي تترصد التعزيزات والإمدادات الخاصة بالعمالقة، على امتداد الطريق الساحلي الذي حررته».

 

وتضيف أن «قائد القوات الإماراتية في الساحل الغربي العميد عبدالسلام الشحي، تدخل لإنها الخلاف باستبعاد العميد طارق من المشاركة في إدارة العمليات في الساحل، وحصر مهامه في الإشراف على معسكرات التدريب في المخا».

فريسة سهلة

عشرات المدرعات الإماراتية احترقت في الطريق الساحلي، ووزع الإعلام الحربي لـ«انصارالله» الكثير من مشاهد استهدافها بالصواريخ الحرارية. كما نشرت صحيفة «المسيرة» التابعة للحركة في الـ24 من يونيو الجاري، إحصائية للخسائر التي قالت إن «التحالف» والقوات التابعة له تكبدتها في الساحل الغربي خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، مؤكدة أن «وحدات الجيش واللجان الشعبية دمرت 331 مدرعة إماراتية، كما قتلت وجرحت أكثر من 1300 مرتزق بينهم قيادات، وأطلقت 12 صاروخا باليستيا، ونفذت 6 عمليات لسلاح الجو المسير خلال 3 أسابيع من تصعيد العدوان في الساحل الغربي». 

 

الناشط في صف «التحالف» فهد طالب الشرفي قال، إن «تقدم القوات الحكومية بتلك الكيفية إلى مدينة الحديدة يبدو غير منطقياً، إلا في حالة السيطرة على المدينة بأسرع طريقة ممكنة»، مضيفاً في منشور له عبر موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، أنه «إذا تحولت الحرب إلى مواجهات استنزاف للطرفين، فمع مرور الوقت ستكون قوات العمالقة فريسة للحوثيين الذين يهاجمونها من كل الأماكن القريبة من الطريق الساحلي، ولن يكون أمام تلك القوات إلا الانسحاب عبر البحر».

 

من جانبه قال الإعلامي في قناة «بلقيس» وديع عطا، إن «التحالف فشل فشلاً ذريعاً في تأمين حيس، وهي مدينة صغيرة، ما يجعلنا نشك بقدرته في السيطرة على مدينة الحديدة وتأمينها، وهي المفتوحة أمام جبال المحويت ووصاب وريمة».

إمدادات بالقوارب

لا تزال قوات صنعاء تسيطر على مثلث حيس ومفرق زبيد ومفرق الدريهمي، وتقطع بين الحين والآخر الطريق الساحلي في الفازة والجاح. وتؤكد مصادر محلية لـ«العربي»، فتح قوات «التحالف طرقاً ترابية بديلة، واستخدام القوارب عبر البحر لإيصال الإمدادات إلى قوات ألوية العمالقة التي لم تستكمل السيطرة على مطار الحديدة»، مضيفة أن «التحالف دفع مؤخراً بتعزيزات كبيرة للسيطرة على محيط منطقتي الفازة والجاح وتأمين خط الإمدادات الرئيسي، لكنه يواجه صعوبة في تحقيق هدفه بسبب تمترس الحوثيين في المزارع وبين أشجار النخيل والمانجروف». 

 

الناشط في «المقاومة التهامية» عبده مكعبب يقول لـ«العربي»، إن «المعارك متوقفة جنوب مدينة الحديدة، والحوثيون يكثفون هجماتهم على الفازة والنخيلة والجاح لقطع الإمدادات عن القوات المرابطة في جبهتي المطار وقرية منظر، واذا تأخرت معركة تحرير الحديدة فإن عواقبها ستكون وخيمة، وقد يتكرر ما حصل بمدينة ميدي خلال الأعوام الماضية وأسوأ من ذلك».

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا