المشهد اليمني الأول/ قراءة – جميل أنعم العبسي
جلسة مغلقة أولى وثانية لمجلس الأمن الدولي بخفض التصعيد وتحييد الميناء والمدينة من العمليات العسكرية المعادية في الساحل الغربي، فَشَّكل ذلك ضوء أخضر لجحافل الغزو العالمية والإقليمية والعربية والداخلية وبمشاركة قوات فرنسية بتدشين الهجوم الثالث للسيطرة على مطار الحديدة، والسيطرة الجوية على سماء مدينة الحديدة وعلى مدار الساعة، والمتزامن مع غارت جوية على الشريط الساحلي بأكثر من مائة غارة لتحقيق إنجاز ميداني يُسهِّل مهمة “غريفيث” بإنتزاع تنازل سياسي بتسليم الحديدة أو الميناء أو المطار كخطوة أولية تُمكن الإنجليزي بالنهاية من إحتلال الساحل الغربي بالكامل كهدف صهيوني إستراتيجي تنبأنا مبكراً في العام الأول للعدوان بأن الساحل الغربي اليمني هدف أمني وإستراتيجي للكيان الإسرائيلي تتشارك معه فرنسا لعوامل إقتصادية.
المبعوث الدولي لليمن مارتن غريفيث كان يتحدث عن مبادرة شاملة لحل الأزمة اليمنية، وأصبح يتحدث عن أزمة الحديدة الإنسانية المفتعلة بالخارج الأجنبي، وتلك الدبلوماسية البريطانية الباردة بالهجوم الأول والثاني والثالث حتى ما بعد العاشر بالسياسة والعسكر والتكفير الوهابي والنفاق والعنصرية والمناطقية وغيرها والهدف واحد البحر الأحمر بحيرة يهودية متصهينة.
والمجاهدين ينتزعون عنصر المفاجئة للهجوم الثالث بالتوشكا فتبعثرت قوى الغزو مابين صرعى وجرحى ومحاصرين، وكماشة عسكرية جهنمية تستدرج مجاميع النفاق وتنقض عليهم وتبيدهم مع آلياتهم ومدرعاتهم، وسلاح الجو المسير يشارك بغارات جوية تنهال على رؤوسهم وآلياتهم، والقصف الإعلامي المعادي والعنيف لم ينقذ الموقف بإسقاط المطار صباحاً، ليتجلى الموقف بالميدان مع غروب الشمس عكس شروق الشمس إنكسار الغزو الثالث بأكثر من 170 قتيل ومئات الجرحى بينهم أركان حرب وتدمير أكثر من 60 آلية متنوعة خلال 48 ساعة رملية ساحلية قديمة جديدة باليمن مقبرة للغزاة.
وغريفيث في صنعاء يقذف وبطريقة غير مباشرة بأوراق الهجوم الرابع أو التسليم؛ فالإعلام المعادي يتحدث تارة عن نقل ألوية النفاق من تعز والجوف ومأرب إلى ساحل الموت؛ وتارة أخرى يتحدث عن إنتفاضة أبناء الحديدة ضد الأمن والأمان والإستقرار تماماً مثل إنتفاضة وثورة تعز لحمود المخلافي والمحافظ الهمام ثُمَّ فبركات التمثيل الإعلامي من شوارع تعز الآمنة والمستقرة في حينها لقناة إخوان قطر “الجزيرة مباشر”، وكذلك نفس الحال مع فتنة ديسمبر بـ “انتفضوا”، وتعز دفعت الثمن غالياً وغالي جداً وما زالت، وصنعاء وأدت فتنة الصريع سريعاً لمنع الإقتتال الداخلي في يومين بإلتحام الجيش واللجان الشعبية والقبائل وسكان العاصمة.
صنعاء اليوم تحتضن كل أبناء اليمن، وتعز مناطقية، وعدن عنصرية ومحتلة، وكذلك يراد للحديدة إما بتكرار إثم المخلافي والمحافظ لتعز أو فتنة ديسمبر، وكِلا الإحتمالين لن يتكررا في الحديدة لعدم وجود زعيم عصابة تهامي يمتلك مخازن أسلحة وأرصدة مالية وأذرع عائلية تكفيرية تحلم بالتوريث والثروات وحكم البلاد بالتقسيم والفوضى حتى بجمهورية صنعاء والحديدة كحدٍ أعلى أو جمهورية الخوخة والمفْرَق كحد أدنى، وبحماية آل سعود وزايد والقوات الفرنسية الخاصة.
إذن زعيم تهامي خائن صفر، أيضاً محافظ برجوازي طموح بحكم إقليم تهامة صفر، فكانت الخيبة من إعلام العدوان الخارجي بإطلاق نداء لأبناء تهامة بالتوجه للقتال وذلك مؤشر هام لوهن وضعف تحالف العدوان، ووجود السلفي الجنوبي التكفيري مؤشر أهم لإنعدام القوة البشرية ووهن حرس جمهورية العائلة، والخيبة من نصيبهم ولن تتدمر الحديدة من الداخل فالطابور الخامس جبان وخلايا التكفير الوهابي تتهاوى أمنياً وتتساقط كأوراق الخريف الواحدة بعد الأخرى، وجحافل الغزو الخارجي عاجزة أمام الفئة القليلة المؤمنة، فئة طالوت القليلة المؤمنة، وليس أمام العدوان إلَّا إستقدام ألوية نفاق تعز والجوف ومأرب إلى ساحل الموت بعد تفريغ الجنوب من عمالقة التكفير السلفي وألوية النفاق، وتفريغ الجبال من بقايا وفلول فتنة ديسمبر، وذلك إن حدث فرمال الساحل ستدفنهم بأسرع مما هو متوقع، خاصة إذا دخلت أسلحة المفاجئات إلى ميدان القتال المقدس للفئة المؤمنة القليلة التي تواجه تحالف عالمي معلن من أمريكا وحتى فرنسا بريطانيا وأذنابهم من داخل العرب والمسلمين المتحالفين مع يهود بني صهيون الّذين حشدوا كل أنواع النفاق إلى ساحل الموت للأعداء، ساحل تهامة اليمن والحديدة والَّذي سينال شرف إنجاز وإنتصار تاريخي ديني وطني قومي أخلاقي وبالفئة القليلة المؤمنة الصابرة الثابتة.
ولغريفيث نقول له أن أبناء الحديدة لا ولن يمنحوك صك التدمير بالتدويل والتدخل العسكري الدولي بمبرر حماية المدنيين من المليشيات، بعد مؤامرة إعلام إنتفضوا، وحماية المدنيين من تحالف الخارج والميليشيات، رئيس هذا الشعب سبقهم إلى الشهادة وفي الساحل، وهم لأمانة الرئيس الشهيد أوفياء صمَّادون، والموقف واحد لك ولكل العالم المنافق، والأفضل لك يا غريفيث أن تقدم مبادرة أممية تحفظ سيادة ووحدة الجمهورية اليمنية أرضاً وشعباً وخروج قوات الغزو والإحتلال الأجنبي من اليمن كل اليمن؛ واليمنيين إلى طاولة الحوار وبدون آل سعود سيتفق أبناء اليمن في أسابيع وأشهر فقط، ماعدا ذلك فأنت تكرار مشابه لسلفكم إسماعيل ولد الشيخ الَّذي نال جائزة وزير خارجية موريتانيا على جماجم وأشلاء ومعاناة وتمزيق اليمن أرض وإنسان، غريفيث ستُخلع مبكراً قبل حصولكم على منصب وزاري جديد، فالشعب اليمني الأصيل لن يستقبلك في الزيارة الرابعة وسيعلنها صراحة، مارتن غريفيث شخص غير مرحب به في صنعاء الثورة والصمود والإنتصار، والمسيرة مستمرة حتى النصر ومن الساحل الغربي مفتاح الإنتصار الحاسم بالشعب الأصيل والمجاهدين سلام الله عليهم.
#العيد_في_امساحل
#أعيادنا_جبهاتنا
ــــــــــــــــــــــــــــ
جميل أنعم العبسي